لنكتشف لماذا نأكل، يجب أن نسأل أنفسنا بعض الأسئلة. من المستحيل وقف تناول الطعام لأسباب عاطفية إلا إذا كنت على الأقل متشوق لمعرفة الغرض الذي تخدمه. يجب أن تفترضي بأن هناك أسباب جيدة دائماً للأشياء التي تقوم بها.لاكتشاف السبب الذي يدفعنا لتناول الطعام اسألي نفسك على سبيل المثال، هل قلت لنفسك، أنا "آكل لأنني حزين"؟ إذا تفحصت هذا العبارة بأمانة، فقد تجد بأنه، على الرغم من رغبتك بفقدان الوزن الزائد، فأن تناول الحلوى ليس مؤلماً كالشعور بالحزن. ولكن كيف تعرفين ذلك؟ متى كانت أخر مرة تركت نفسك تختبرين الشعور بالحزن دون اللجوء على طبق من الطعام؟معظمنا يستعمل الغذاء للحصول على الطاقة العاطفية والروحية التي لا نستطيع التزود بها، أو من المحتمل أننا نستعمل الغذاء لمنع أنفسنا من مواجهة المدى الكامل لمشاعرنا. ولكن بصراحة ماذا سيحدث لو تركت نفسك لمشاعر الحزن، أو الإرهاق، أو الغضب؟ ربما ستقولين بأن الحزن سيمزقك إرباً إرباً، ولا تستطيعين حتى تحمل التفكير في هذا، فلديك مسؤوليات عدة، العمل، والأطفال , ومشاغل الحياة، أو ربما تعلمت بأن الحزن يتغذى على المشاعر الأخرى، وبأن الناس لا تحب الحزن.قد تقول سيدة أخرى، أنا أحب حياتي ، وعملي، وزوجي، ولكنني أكسب الوزن. المشكلة هي في المشاعر ذاتها، اكتبي ما الذي يدفعك لتناول الطعام وأنت سعيدة. تعلمي أن تكوني فضولية ولا تحكمي على الأمور من وجهة نظر عاطفية.في المرة القادمة التي تشعرين بأن مشاعرك تقودك للأكل. توقفي وخذي قلماً واكتبي هذه المشاعر، أكتبي عن الاحتمالات التي ستحدث لك من جراء هذا الحزن أو هذه السعادة. استعملي الكمبيوتر إذا كنت تفضلين الطباعة، المهم أن تكتبي مشاعرك حول الطعام.انتبهي أن تناول الطعام العاطفي، لا يعني عدم وجود إرادة، ولكنه لن يحل مشاكل الوزن أيضاً. فالبدانة الزائدة مسبب للعديد من الأمراض الخطيرة، وأصل كل المشاكل النفسية. فنحن نأكل عندما نجوع، وعندما نحزن، وعندما نفرح، وعندما نشعر بالملل، والضجر، والوحدة، والحب، والخوف، والإحباط. ليس لأن الطعام هو الحل، ولكن لأن الطعام متوفر، وسهل الوصول إليه ويشعرنا بالشبع والامتلاء، والطاقة والدفء ولكنه ليس الحل للمشكلة.يجب أن تتعلمي أن الكتابة عن مشاعرك وعن الأسباب التي تدفعك لتناول الطعام. في المرة القادمة وعندما تشعرين بموجة من المشاعر الغاضبة، أو المحبطة، أو السارة، توقفي وفكري لماذا تتناولين الطعام، لماذا لا تجربين الشعور بالغضب، والحزن، والسرور. لماذا لا تتركين جسدك يتفاعل مع المشاعر دون تخديره بالطعام.
