افتتح ملتقى الإسلام والسياحة.. رئيس الوزراء:
صنعاء /سبا: أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أهمية توضيح حقيقة نظرة الاسلام للسياحة ودور السياحة في المساهمة بجهود التعريف بالاسلام لدى الأمم الاخرى. وأوضح الدكتور مجور خلال افتتاحه أمس ملتقى الإسلام والسياحة الذي بدأ اعماله بصنعاء أن هذا الملتقى يمثل توجها مهما في الاسهام البناء للارتقاء المستمر بوعي الامة.. تجاه القضايا الراهنة وتوجيه اهتمامها صوب خدمة ثوابتها العقيدية وارادتها الايمانية واسهاماتها وتطلعاتها الحضارية في تمازج متوازن بين الروح والمادة. وقال رئيس الوزراء “ إن الإسلام الذي شاءه الله قدرا عظيما للانسانية يؤدي مهمة الاستخلاف في الارض واطلاق طاقات الانسان وتفكيره وتأمله في ملكوت الله لاكتشاف سنن التحول والتقدم والنهضة.. واستثمار الزمن وما اودعه الله في الارض لإخصاب الحياة.. وبناء الحضارة وإسعاد الانسانية”. وأضاف” ما احوجنا الى تجسيد رؤية واضحة تستند على رؤى موحدة.. تؤكد قدرتنا على معالجة التحديات في داخلنا.. تحديات التخلف والاختلاف، وتحديات النماذج المشوهة، التي تقدم الاسلام في صورة لاتتناسب مع عظمته وسموه وسماحته وشمول قيمه الروحية والاخلاقية والانسانية.وتابع “أن مثل هذه الرؤى تساعدنا على توظيف طاقاتنا الروحية والمادية والمعرفية والشرعية المستمدة أسسها من إسلامنا العظيم.لنستشرف افاق المستقبل ونتعامل مع الواقع باسباب التقدم واسس البناء.وأكد الدكتور مجور أهمية أن يشكل هذا الملتقى اضافة مستنيرة وفاعلة لابراز الوجه المشرق للأمة العربية والإسلامية باعتبارها حاملة رسالة دينية وحضارية وانسانية واخلاقية عظيمة، فضلا عن تعزيز الدور الثقافي والحضاري والانساني، الذي تضطلع به السياحة للتواصل مع الشعوب الاخرى، وكذا العمل على ازالة الافكار والمفاهيم المغلوطة بشأن السياحة كنشاط متكامل اقتصادي وثقافي ومعرفي وإخلاقي وانساني اذا ما وظف على نحو متزن كان له بالغ الاثر في تعزيز جهود التنمية التي تنشدها الدول العربية والاسلامية. وقال “ ان السياحة في بلادنا العربية والاسلامية وبرغم ما تمتلكه من مقومات سياحية متعددة ومتنوعة، تواجه العديد من التحديات الكبيرة التي تحد من نمو نشاطها ومساهمتها في توفير النقد الاجنبي والتخفيف من الفقر والحد من البطالة.ولفت إلى أن الإرهاب وآثاره الكارثية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية يشكل احد اهم تلك التحديات والخطر الاكبر موجها نشاطه الاجرامي ضد السياحة من خلال استهدافه للمنشآت السياحية والسياح.. بغرض تشويه صورة الاسلام والحاق الاضرار المباشرة بالتنمية سواء كان في اليمن او غيرها من البلدان العربية والاسلامية الاخرى.ونوه إلى أن عناصر ضالة ارادت ان تختطف من الامة حقها في الوعي بدينها والدفاع عنه بالطرق التي تراها مناسبة، حيث ذهبت تلك الفئة بعيدا وتسلحت بافكار ضاله ومضللة من حيث اعتقدت انها تمتلك الحقيقة وحدها.وقال رئيس الوزراء “ ان جهدا كبيرا ينبغي النهوض به من قبل علماء الامة ومفكريها لانهاء هذا التقاطع الحاد بين الارهاب والمسلمين والعمل الجاد لتأسيس فهم وتعريف جديد لظاهرة الارهاب باعتبارها ظاهرة عابرة للحدود وللاديان والثقافات، كما تبرهن على ذلك الاحداث التي شهدتها الانسانية عبر تاريخها.وأضاف “ إننا نتطلع الى المزيد من الملتقيات والاعمال المؤسسية لاماطة اللثام عن المفاهيم المغلوطة التي حاول البعض الصاقها بالاسلام والتي اخصبت معها مبررات لأعداء الاسلام للاساءة الى الاسلام والمسلمين، إضافة الى خدمة جهود علمائنا الأجلاء في نشر القيم الدينية السمحة، وتوسيع دائرة الحوار وتعميق التسامح بين الاديان والشعوب، وتعزيز دورهم الارشادي والتوعوي لدى العامة والشباب في مختلف البلدان، وتحصينهم من التعبئة الخاطئة التي تمارسها الفئات الضالة التي تتنافى افكارها مع المبادئ السامية لديننا الاسلامي الحنيف .وقال” نعبرعن ادانتنا لما تعرضت له السياحة من حوادث متكررة من قبل بعض العناصر التي غرر بها والتي راح ضحيتها الابرياء سواء من المواطنين او السياح الوافدين كما نغتنم هذه المناسبة لنثمن من خلالها عاليا المساهمات الجليلة الجادة والمستنيرة والناضجة لاصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ من اصحاب الفكر المستنير الذين يسعون الى خير الامة وصالح الاسلام والمسلمين وانقاذ اجيالنا من التهافت في مسارات الضلال والانحطاط الفكري والقيمي والاخلاقي.وأعرب رئيس الوزراء في ختام كلمته عن شكره وتقديره للجهود المبذولة في الاعداد لهذا الملتقى الاسلامي النوعي.. متمنيا لاعماله النجاح في تحقيق غايته .من جهته أكد وزير السياحة نبيل حسن الفقيه في كلمته بحفل افتتاح الملتقى بحضور عدد من الوزراء والعلماء والمهتمين اليمنيين والعرب أهمية الخروج برؤية واضحة لمفهوم السياحة في الاسلام وبما يحقق الغايات ويسهم في بناء السمعة الايجابية لتوفير مناخ آمن يسعى إلى استدامة الموارد السياحية ويؤدي إلى إنعاش القطاع السياحي لتصبح السياحة “صناعة وديناً”.وقال:” إن الاسلام جاء ليغير كثيرا من المفاهيم المشوهة والافكار المغلوطة التي تحملها عقول البشر القاصرة ويربطها بمعالي الامور ومكارم القيم والاخلاق.. مشيرا إلى ان الاسلام قد ارتقى بمفهوم السياحة وربطه بالمقاصد العظيمة والغايات الشريفة .. كما اشار إلى ربط الاسلام للسياحة بالعبادة والعلم والمعرفة وجعل من الدوافع الاساسية للسياحة التفكير والاعتبار والمعرفة والثقافة والقيم الاجتماعية والاقتصادية والانسانية النبيلة.وأوضح الوزير الفقيه أن السعي إلى رفع نسبة مساهمة السياحة الاسلامية في اقتصاديات الدول العربية والاسلامية يجب ان ينطلق من خلال تشجيع السياحة البينية الذي من خلاله تصبح السيطرة على واقع الحال السياحي بيد الدول العربية والاسلامية فيرسخ بذلك مفهوم التكامل مع ضررورة الانفتاح على العالم بفكر اسلامي مستنير تتعاظم فيه المصالح المشتركة بين الدول الاسلامية والاقطار الاخرى.إلى ذلك أعتبر الداعية الاسلامي الحبيب علي زين العابدين الجفري أن الملتقى يعد حدثا ثقافيا وفرصة قليلة التكرار لاثبات اسهام الاسلام الايجابي في الحياة الانسانية في وقت تشتد فيه الاتهامات للدين بعرقلة مسيرة الحياة.وأستعرض الحبيب الجفري المعاني والدلالات القديمة التي تحملها السياحة كـ( العبادة والتفكير والجهاد والصيام )، مؤكدا في ذات الصدد على أهمية السياحة المعاصرة ثقافيا قبل التأكيد أهميتها اقتصاديا وذلك “حتى لا تتحول إلى وسيلة لاستباحة الشرور وتقنين الدعارة وهتك القيم في نفوس ابناء البلد” على حد وصفه.وقال الحبيب الجفري أن السياح لديهم تقبل كبير لفكرة احترام الخصوصية الثقافية للبلد لو أن أهل البلد احترموا خصوصيتها وهذا لا يضر بالسياحة لانهم لم يأتوا للمساخر التي تتوفر في بلدانهم.. معتبرا أن انكار المنكر لا يبرر قط الاعتداء على السياح باعتباره جرماً.فيما أوضح الدكتور عائض القرني الذي تغنى بحب وعشق اليمن عبر قصيدةغزلية أستهل بها كلمته وحظيت باستحسان الحضور ونالت من حرارة التصفيق الشيء الكثير.. ان اليمانيين هم بلد السياحة الاول.. وقال “أن اول سائح في التاريخ ذكر في القرآن الكريم هو الهدد وكانت سياحته إلى اليمن، منوها بأهمية ودلالة النص القرآني الشريف” وجئتك من سبأ بنبأ يقين”.وذكر الدكتور عائض القرني بسيول الجحافل البشرية التي انطلقت من اليمن حاملة لالوية العلم ومشاعل المعرفة وراحت تنشرها في اصقاع الارض قاطبة بما تحمله من قيم ومبادئ انسانية نبيلة تحض على السلام والتعايش السلمي بين الامم والمجتمعات.. مستشهدا بالعديد من القصص والروايات والقصائد الشعرية والمقولات الشهيرة للرسول الاعظم في اليمانيين حينما قال “الايمان يمانٍ والحكمة يمانية “.بعد ذلك بدأت جلستا اعمال الملتقى الاولى والثانية وكرست لمناقشة محورين الاول حقيقة السياحة في الاسلام والثاني محور السياحة ودورها في التعريف بالاسلام “.ويهدف الملتقى إلى توضيح حقيقة كيف أن السياحة ساهمت في مد جسور التواصل بين الامة الاسلامية وبقية الامم والمجتمعات البشرية، ومساهمتها في التعريف بثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها وارصدتها الحضارية والانسانية المختلفة.وتقدم خلال الملتقى محاضرات في جامع الصالح ومسجد ذي النورين وجامع الشهداء بصنعاء وصالة 22 مايو ، فيما يشارك فيها عدداً من العلماء والمشايخ وتتناول عدد من العناوين منها : الوحدة بين الضرورة والفريضة ،السياحة سعادة و عبادة ، الأمة الإسلامية وعوامل النهوض والتحديات، القيم ودورها في المجتمع ، الإسلام وعلاقته بالغرب، الوسطية في الإسلام، والتوازن في بناء الشخصية المسلمة. ويشارك باعمال الملتقى من اليمن الشيخ عمر بن حفيظ و الشيخ الحبيب الجفري والشيخ ناصر محمد الشيباني والشيخ ابوبكر المشهور والدكتور عبد الوهاب الديلمي والشيخ علي حسن الشرفي والشيخ حسن الشيخ والشيخ حسين الهدار والدكتور حسن عبد الله العمراني واخرون. كما يشارك من العلماء العرب الدكتور عائض القرني والدكتور إبراهيم الدويش والدكتور محمد موسى الشريف والدكتور محمد العريفي والدكتور راغب السر جاني والدكتور عبد الحي الفرماوي والدكتور صفوت حجازي والدكتور احمد الكبيسي والدكتور وجدي غنيم والدكتور صلاح سلطان وآخرون.