مع الاخرين
هل يمكن قيام دوري للنظافة في بلادنا على غرار دوري كرة القدم؟ دوري للنظافة بين مديريات المحافظة وبين محافظات الجمهورية، واعلان المديرية الفائزة بكأس دوري المحافظة واعلان المحافظة الفائزة بكأس دوري الجمهورية وتسليم الجوائز والميداليات للفائزين وبحضور كبار المسؤولين.ما دعاني الى هذه الفكرة هو حصول مديرية التواهي بمحافظة عدن على المرتبة الاولى في مستوى النظافة بين مديريات المحافظة وحصول قسم النظافة في المديرية على شهادة تقديرية من صندوق النظافة بالمحافظة اشاد فيها بجهود القسم وحصوله على هذا المركز.ولاني من مواليد التواهي واحد سكانها حتى اليوم فقد سرني ان تفوز مدينتي الصغيرة بذلك المركز المتقدم ولكن يهمني ايضا ان تكون جميع مديريات عدن نظيفة وكذلك كل محافظات الجمهورية.اعتقد ان مثل هذا ا لدوري سيدفع بالفائزين للحفاظ على مركزهم الممتاز وعدم الهبوط الى الدرجة الادنى او المظاليم كما سيدفع بالمتخلفين الى العمل للحاق بالفائزين ومحاولة تجاوزهم والفوز عليهم، وكله في مصلحة النظافة.وبناء على الفوز او الفشل سيكون بمقدرة المسؤولين عن النظافة في بلادنا مراجعة خطط واساليب عمهلم وآليات التنفيذ ومكافأة الناجحين ومحاسبة المقصرين، وهكذا يمكننا تحقيق مبدأ الثواب والحساب ولااريد ان اقول العقاب فالحساب هنا يعني البدء في مراجعة ومعالجة الاسباب لدى المقصرين او توجيههم او توفير ما قد يبنقصهم من امكانيات ومواد ومعدات عمل، واما العقاب فلا يأتي الا كمرحلة اخيرة عند استمرار السلبيات على الرغم من توفير شروط العمل اللازمة.،من لايعرف التواهي كثيرا اقول له انها تلك المدينة الصغيرة الجميلة المستلقية بين احضان الشواطئ الذهبية والجبل، انها التي تفتح ذراعيها خلال اشهر الشتاء لاستقبال الباحثين عن الدفء والطقس الجميل والتي يلطف هواء بحرها نفثات الحر اللافحة في فصل الصيف، وزوارها كثر من داخل اليمن وخارجه ومدينة كهذا لايعقل ان تستقبل زوارها بوجه لم يغسل جيدا واطراف تقطر منها القذارة.والتواهي هي مديرية الميناء ... الميناء الدولي لليمن ، انها البوابة البحرية الرئيسية لليمن وزوارها وخاصة راكبي البواخر السياحية التي تصل عدن وترسو في التواهي والذين ينزلون على ارضها لبضعة ساعات لااكثر حسب برامج رحلات امثال هذه ا لبواخر، وهم يرون من خلالها وجه وجسد اليمن باكمله فاذا كان نظيفا موردا تمنوا لو قضوا ساعات اطول فيه وان كان قذرا شهدوا بقذارة اليمن كله.بالمناسبة انا اسكن في عمارة لاتبعد سوى بضعة امتار عن هذه البوابة البحرية الرئيسية لليمن وفي الحي التجاري وعلى الرغم من هذا الاسم المثير فقد كانت ادارة النظافة تلقي بثلاثة براميل حديدية ضخمة على مقربة من بوابة عمارتنا لتجمع فيها قمامة الحي حتى تأتي سيارات النظافة لافراغها في جوفها، لكن تلك البراميل كانت تمتليء بالقمامة وتفيض على جوانبها وتتناثر حولها وهي تنفث روائحها العفنة في سماء الحي.. كان مقلبا للقمامة ومرتعا خصبا لعشرات من قطط الحي التي كانت تتمرغ في النعمة البادية على اجسادها وشعرها لتوفر انواع القمامة وبكميات كبيرة في تلك البراميل مما جعل قطط الحي تبادر الى (عزومة) قطط اخرى من الاحياء البعيدة وحتى العشوائي لمشاركتها تلك الموائد فالخير متوفر ولاداعي للشحططة، كان ذلك اثناء ساعات النهار اما في الليل فتعقد حول براميل القمامة حلقات سمر للكلاب سواء كلاب الحي او الضالة او المطاريد النازلة من الجبل، كان نباحها وعراكها اثناء سكون الليل يبعث الخوف في قلوب الكبار قبل الصغار، وكنا لاندري لماذا كل ذلك النباح والعراك اهو من اجل الطعام ام بسبب الغرام.اما ا لآن والحق يقال فانا لم نعد نسمع سوى هدير سيارة النظافة الضخمة وهي تنظف براميل القمامة اولا باول حتى في الساعات الاخيرة من الليل.هل يمكن ان تلقى فكرتي باقامة دوري النظافة بين مديريات المحافظة ومحافظات الجمهورية صدى عندالمسؤولين عن النظافة في بلادنا .. مارأىكم؟* WAMS10@Hotmail .Com تيليفاكس :241317