صنعاء/ سبأ / سوسن الجوفي :احتارت قنوات الأطفال ماذا تعرض خلال هذا الصيف من العاب وملابس وأجهزة ومشروبات وأغذية ومجلات للأطفال مثلما احتار الطفل حول ما يريد وما يحتاج وما يفضل من بين كم لا يعد ولا يحصى من المواد الاعلانية التي تبث في قنوات تدعي أن هدفها توعية وتوجيه الأطفال. اتهامات وجهت للفضائيات بانها ولدت النزعة الاستهلاكية لدى الأطفال ، بحيث أصبحت جزء من شخصيته وتكوينه. [c1] (فلة) سيبستون :[/c]ريم طفلة الثامنة مولعة بقناة سبيستون للأطفال ويزداد ولعها أكثر بهذه القناة عندما تعرض كل ما يخص ويتعلق بالدمية ( فله ) هذه اللعبة التي رسم شعارها على ملابس الفتيات وربطة شعرهن وحقائبهن والعابهن واحذيتهن حتى على الملابس الخاصة بالصلاة تقول والدة ريم ان كل ما يتعلق بهذه اللعبة موجود لدى طفلتها وان شراءه لا يقبل المساومة ولا تتفهم ابنتها للوضع سواء كانت الظروف ملائمة للشراء من عدمه وهذا ما اثار قلقها وخوفها من نزعة الشراء التي تسيطر على نفسية طفلتها التي تلاحظ والدة ريم ان هذه النزعة تكبر كلما كبرت ابنتها. أم كهلان شرف الدين يختلف قليلا عن والدة ريم .. تقول ام كهلان أن ابنها الذي لا يتجاوز عمره العاشرة عيناه تظل معلقة على قنوات الأطفال ويحب مطالعة كل جديد المقاتلين والمبارزين و لم تكن لديه الرغبة الكبيرة في امتلاك تلك اللعب إلا أنها حازت على كل تفكيره وأصبحت مسيطرة عليه وعلى تصرفاته التي أصبحت عدائية . مها رضوان (طالبه جامعيه ) أبدت استغرابها من تصرف جارتها التي صادف وجودها في إحدى المناسبات وهي تتحدث عن الموبايل الذي اشتراه زوجها لإبنها خالد (12 عاما ) حتى يتمكن من المشاركة في مسابقة الاطفال التي يتم الاشتراك فيها عبر الموبايل في عدد من قنوات الاطفال , وتضيف” عندما انتقدتها كثير من الحاضرات أجابت انه كان الحل الوحيد للخلاص من مطالبته المتكررة لشراء الهاتف والذي كثيرا ما يصاحبه صرخات وبكاء ودموع لا يمكن تجاهلها خاصة من قبل الاب“. [c1] ثقافة استهلاكية :[/c]تقول بشرى العلمي - مدرسة في إحدى المدارس للتعليم الأساسي- “ هناك خطأ كبير من قبل الآباء في التعامل مع أبنائهم تجاه احتياجات الطفل ومتطلباته وخاصة الكمالية وأحيانا كثيرة لا تصنف حتى في خانة الكماليات “. وتضيف “ هناك مجموعة من الاطفال يأتون إلى المدرسة بأدوات مدرسية تتنوع بين الحقائب والاقلام والاغلفة ولعب وملابس تثير الحساسية بين الطلاب الغير قادرة أسرهم على توفيرها لهم مما يؤثر كثيرا على نفسية الطفل فيتأثر تحصيله العلمي بسبب ( التوافه) . وترجع بشرى الأأسباب إلى الشركات التجارية والقنوات الفضائية التي لا هم لها إلا الربح وتعليم الاطفال حب التملك والانانية وحب الذات. وهو ما أشار اليه الدكتور علاء البيروتي استشاري الامراض النفسية والعصبية وتخطيط الدماغ بمستشفى الرشاد للامراض النفسية والعصبية . وقال “ هذه الإعلانات تنتج جيل استهلاكي وتنمي النزعة الاستهلاكية غير المبررة لدى الأطفال”، واصقا النزعة الاستهلاكية بأنها “ مرض وسواسي تجعل الشخص عنده أفكار تسلطية في اقتناء الأشياء سواء كانت ضرورية أو غير ذلك وبذلك تصبح جزء من شخصية الطفل” [c1]إعلانات الفضائيات يزيد من بيع ألعاب الأطفال :[/c]قررت والدة أحلام عسلان اخراج طفلتها من مدرستها الخاصة “ بسبب الطلبات التي كانت تعود بها احلام من المدرسة يوميا “. تضيف أم احلام “ وضع ابنتي في تلك المدرسة اصبح لا يطاق وهناك كثير من الأسر تلبي جميع طلبات ابناءها وتسارع في عرض تلك الطلبات في مكان لا علاقه له بهذه الاشياء وهي المدرسة مما يسبب احتكاك بين الطلبة الذي كثيرا منهم ينتظر بفارغ الصبر متى يأتي اليوم التالي حتى يري أصدقائه ما اشتراه في اليوم الاول “. وتضيف” ذلك يسبب ضغط للأباء من قبل الابناء في شراء مثل تلك الاشياء التي لا نهاية لها “، مشيرة إلى أن “ طفلتها متفوقة دوما في دراستها لكنها لاحظت في فترة من الفترات خاصة خلال فترة الصيف ان هناك كثير من الاشياء التي لم تكن في بال ابنتها أصبحت تسيطر على تفكيرها وتطالب بتوفيرها على غير العادة “. الدكتور علاء البيروتي قال “ عدم توفير تلك المتطلبات يولد علاقة غير صحيحة بين الآباء والأبناء كما يؤثر على ميزانية الاسرة وخاصة ميزانية الأسر التي لها حد معين في الدخل وإصرار الاطفال على شراء تلك الحاجات يكون على حساب تلبية الاحتياجات الاسرية الهامة” . يقول عبدالرحيم القدسي بائع في إحدى محلات الالعاب الخاصة بالاطفال إن هناك كثير من الالعاب التي تبثها قنوات الاطفال يسارع الاطفال بمطالبة آباءهم بشراءها . ويضيف “ تنقسم تلك الألعاب إلى نوعين الثقيلة مثل السيارات والدراجات والمراجيح وغيرها من التي تطلب خلال عطلة الصيف ، فيما تباع اللعب الخفيفة خلال الايام الدراسية سواء كانت خاصة بالمدرسة او حفلات اعياد الميلاد والنجاح “. وأشار عبد الرحيم ان أسعار جميع اللعب يختلف ابتداء من الـ30 دولار وحتى 400 دولار وبحسب اقتدار الشخص وحالته المادية. وأضاف القدسي “ إعلانات الفضائيات على كثير من الألعاب يساعد على سرعة طلبها واقتناءها من قبل الطفل الذي يأتي مع أسرته لشراء شيئ معين لكنه يخرج أحيانا بألعاب كثيرة من المحل”. [c1]صيف بلا شراء :[/c] المواطن ناظم الحليلي فرض حصار شامل على اطفاله من مشاهدة التلفاز خلال فترة الاجازة كما حاول إيجاد عددا من البدائل لكي يصرف أبناءه الاربعة عن متابعة حلقات وإعلانات قناة سبيستون . ويضيف “ هذه القنوات وجدت لتحطم الأطفال وتبلدهم ، والخمس الساعات أمام التلفاز كافية لتجميد الدماغ والتقليل من التركيز لدى الاطفال”. وقال “ مع هذه القنوات طلبات الأطفال الشرائية لا تنتهي بسبب العروض المستمرة عن الاقنعة والالعاب والملابس الخاصة ( برجل الفضاء والعنكبوت والطائر وغيرها ) ناهيك عن المجلات التي تتجاوز قيمة إحداها الـ500 ريال والتي يصمم احد أبناءه على شراءها لمتابعة ما فيها من احداث وقصص بطولية لشخصيات وهمية وخرافيه. وأشار ناظم إلى أن محاولته الفاشلة في محاصرة الأطفال من مشاهدة التلفاز ستعفيه من طلبات الشراء طوال فترة الاجازة لكنه يقول انهم “ زادوا عندا وتعلقا بها”. وهذا ما أكده الدكتور البيروتي بقوله “ إن الممنوع مرغوب لذلك ليس من السليم منع الأطفال من مشاهدة التلفاز وإنما هناك كثير من الحلول يجب اتباعها لمسايرة الطفل ونشوءه نشوء صحيح لان تلك الفضائيات محطات تجارية لاتهتم بنشوء الاطفال او نفسياتهم ولا تهتم بالنشوء السوي للاطفال “. ويضيف “ هذه القنوات لا تراعي قدرة الاهل لتلبية تلك المتطلبات وتخلق تمايزا بين الاطفال من خلال تملك عدد منهم لهذه المواد المعروضة وذلك لقدرة العائلة المادية عليها وشعور الاطفال من العوائل الغير قادرة ماديا على تلبية هذه المتطلبات بالنقص مما يؤثر على شخصية الطفل المستقبلية”. يقول أحمد فارع “ هذه القنوات تنمي عند الطفل اللامبالاة وعدم المسئولية وذلك من واقع معاش فهو يلاحظ أبناء أخيه وما يمتلكونه من ألعاب خفيفة وثقيلة وكيف يتعامل أبناء أخيه مع هذه الالعاب التي بعضها لا يمر على شراءها عدة ساعات وقد اصبحت في سلة المهملات”. ويرى فارع أن من الخطأ تلبية جميع طلبات الأبناء لشراء هذه الكماليات “ لا بد من تخصيص وقت لشراءها واللعب بها خاصة وان كثير من الألعاب التي يتم الإعلان عنها في قنوات الأطفال باهضة الثمن وخاصة تلك التي تعلن عنها شركة ( NEW BOY )والتي أخذت عقول الاطفال بكثير من لوازمها والعابها التي يتم عرضها على شاشات التلفاز “. [c1] حلول تبحث عن تطبيق :[/c]يضع الدكتور علاء البيروتي عددا من الحلول التي يمكن اتباعها مع الطفل حتى لا تصبح نزعة الشراء والاستهلاك سلوك يتبعة الطفل ويمارسه الى ان يصبح جزءا من مشخصيته ومن أهم ما يطرحه ( التثقيف العائلي ، ودور المدرسة، ودور المؤسسات الدينية”, ويقول “ أما بالنسبة للفضائيات والتلفزيونات فهي موجوده في كل بيت وكل ممنوع مرغوب فإذا حاولنا إرغام الطفل على عدم مشاهدة التلفاز فإنه سيذهب إلى مشاهدته “ . وقال “ نشعر الطفل بأنه لديه مسؤولية تجاه أسرته من خلال الغاء المصاريف غير الضرورية وتركيز المدرسة على التحصيل العلمي والعائلة له دور كبير “.
ألعاب االأطفال بين الثقافة والأستهلاك