ابوظبي / وام:نجحت المرأة الإمارتية في الدخول إلى حقل العمل في التمور، بعد أن استوعبت شركة الفوعة للتمور عددا من المواطنات من طالبات الجامعة وكليات التقنية خلال العطلة الصيفية، للعمل في مركز تسلم التمور بالساد، على بعد 40 كيلومترا غرب مدينة العين.ورغم أن التجربة، التي تعد الأولى من نوعها، جاءت خجولة، إلا أن هناك آمالا في أن تسهم في انخراط الفتاة الإمارتية في هذا الحقل، وتكسر ثقافة الابتعاد عنه، بذرائع صعوبته وطول ساعات العمل.ومركز الساد هو مركز تسلم التمور الوحيد الذي قام بتجربة استيعاب الفتيات المواطنات خلال العطلة الصيفية، ضمن سبعة مراكز هي: الساد والفوعة وأبوكرية وغمض الواقعة في المنطقة الشرقية، ثم سيح الخير وغياثي والمرفأ التابعة للمنطقة الغربية. وجاءت هذه التجربة استجابة لتوجيهات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي نادى بضرورة فتح مجالات التدريب للمواطنين والمواطنات في مراكز البيئة الصعبة، ليتسنى لهم اكتساب الخبرة المطلوبة، والاستفادة من أوقات الفراغ فيما ينمي قدراتهم ويصقل مواهبهم.ويتمنى مدير عام شركة الفوعة المهندس سعيد سالم مسري الهاملي أن يشهد العام المقبل مشاركة أكبر من المواطنين الذي يمثلون فقط 15% من موظفي التسلم في مركز الساد لتسلم التمور، رغم أن إدارة تسلم التمور إدارة مواطنة 100%، بداية من مدير المركز ومعرفي التمور وموظفي العلاقات العامة، عدا العمالة المؤقتة التي تعمل في الأقسام الأخرى بالمركز.ويقول الهاملي إن الشركة أعلنت حاجتها لاستقطاب مجموعة من الطلاب والطالبات للعمل، إلا أنها لم تتلق استجابة إلا من 12 فتاة، وعدد ضئيل من الشبان الذين انسحبوا فيما بعد لأسباب مختلفة. وبدأ موسم تسليم التمور نهاية يوليو الماضي وسينتهي في التاسع من نوفمبر المقبل، حيث يكون سبتمبر عادة شهر الذروة من كل عام.ويؤكد مشرف مراكز التسلم خميس عبدالله الشامسي أن تجربة الفتيات المواطنات أضافت خدمة فريدة لمركز تسلم الساد، بحكم أنها التجربة الأولى للمرأة الإماراتية في هذا المجال. وذكر أن مجموعة من الطلاب والطالبات تم استيعابهم من خلال المقابلات الشخصية وأبدت الفتيات اللاتي وقع عليهن الاختيار رغبة في العمل، في حين آثر الشباب الابتعاد لظروف متباينة وتركوا العمل.وتركز عمل الفتيات في المركز الذي يضم 14 غرفة لتسلم التمور على إدخال بيانات المزارعين، قبل اختيار عينة عشوائية من التمور التي يوردها. وتشمل العينة 12 صندوقا، إذا تجاوزت الكمية الموردة 102 صندوق، فيما تؤخذ العينة من 6 صناديق إذا كانت الكمية الموردة أقل، وذلك لتحديد نوعية التمر ودرجة جودته.ورغم أن الطالبات عملن بصفة مؤقتة خلال العطلة الصيفية، إلا أنهن يؤكدن اكتسابهن خبرة في التعرف على أنواع التمور المختلفة والظروف المناخية الملائمة لزراعتها والتعامل مع الكمبيوتر من حيث تحديد نوعية التمور وجودتها من خلال برنامج خاص.تقول سعيدة القمزي، وهي خريجة من جامعة الإمارات، إن التجربة كانت بالنسبة لها ‘’تحدياً كبيراً’’، يتمثل في صعوبة المكان، وساعات الدوام المبكرة، فضلا عن كونها أماً لأربعة أطفال، مضيفة أنها واجهت مصاعب في البداية، لكنها تجاوزتها بفضل مساعدة المشرفين والموظفين. وتتابع أنها استطاعت التأقلم مع جو العمل الذي وجدت فيه المتعة والراحة النفسية، ‘’لم نواجه أي مشكلة مع المزارعين رغم أن بعضهم كان يستاء من تقييم تموره وتصنيفها، لكنها كانت لحظات غضب سرعان ما تزول’’.
المرأة الإماراتية تقتحم سوق العمل بالتمور في تجربة خجولة
أخبار متعلقة