قالت الحكومة وتقول مرارا ان الوحدة الوطنية أمل ومصير الشعب اليمني المكافح الصبور والقائل على الدوام بلسان حاله (ساصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ... وسأصبر حتى يأذن الله بأمري ... وسأصبر حتى يعلم الصبر اني صابر بأحر من الجمر ).. وتكرر الحكومة أقاويلها ان الوحدة هي ضمان للحقوق وصيانة كرامة الإنسان اليمني الغني والفقير على السواء ولكن مايحز في النفس ويوجع القلب ..ويخل بالعقل أن حكومة الوحدة بحسن النية أو بدونها أتاحت لعدد كبير من الأغنياء وأشباههم في مداخلها وخارجها المجال المفتوح لحرية التجارة والاستثمار وسيطرتهم على مفاصل التوريد والتصدير والتحكم المطلق بمفاتيح الداخل والخارج والتلاعب والتحايل وفق الأمزجة والأطماع والجشع المشروط بالربح السريع المتزايد والمتراكم المشروع وغير المشروع مما أطال حياة الفقراء جحيماً بالرغم من تكرار نصائح وتوسلات الحكومة للأغنياء كي تصحو ضمائرهم لعل وعسى يراعون حياة الناس المتدنية والمتردية والمحرومين من ابسط وسائل الحياة الكريمة بل ويتمادون في فسادهم وعلى حساب سمعة الوطن والأضرار بمصالح المواطنين الوحدويين الذين لم يستمتعوا بحلاوة الوحدة بعد إفسادها مثل الأطفال الذين كرهوا ( الشيكولاته) بعد فساد حلاوتها!.. ولم يعيروا الاهتمام المسؤول لنظم وقوانين البلاد.. ولم يستجيبوا للتوجيهات والدعوات ألمدلله والرقيقة للحكومة والتي دائماً ماتتحاشى وتتفادى الاستخدام المشروع لسوط النظام ولقوة القانون حفاظاً على سمعة ووجاهة هذه الفئة المترفة والفارقة حتى أذنيها في الفساد!ولكم سمعنا كثيراً وكثيراً من الحكومة أقوال وحكايات بان الوحدة خيرها وفضائلها سينعم بها الجميع دون تفريق او تفضيل.. وبان الوحدة المباركة هي وحدة الشعب اليمني كله وليس وحدة الأغنياء فقط.. ولكن-وللآسف- ان مايلمسه المرء في الواقع الحياتي المعاش يثبت ان المستفيدين من خيرات وبركات الوحدة هم الأغنياء بداخل الحكومة وخارجها .. بينما الفقراء لايزالون يندبون حظهم التعيس والبائس بانتظار نصيبهم من خيرات الوحدة وبركاتها حتى اقتنع الجميع بان الأغنياء يزدادون غنىً ويزداد الفقراء فقراً كم يخشى المرء منا ان تصبح اليمن السعيد وطن الفن الفاحش والفقر المدقع وهو البلد الذي يشهد عليه العالم بأنه من اشد البلدان فقراً وفساداً !!ياسادتي في مجلس الحكومة الموقرة.نسأل سيادتكم المرموقة وشخوصكم الكريمة إلى اين يتجه ثقلكم (المسؤول مع أغنياء اليمن او مع فقرائها؟! ان وهناك بالطبع فرق بين الغني الشريف والغني الفاسد .. فأين انتم من هذا وذاك؟ ثم ان جميعكم مسؤولون أمام الله عز وجل ثم أمام فقراء اليمن وهم الأغلبية الساحقة على طول وعرض البلاد.. وانتم تعلمون ان غضبت وثارت هذه الأغلبية الساحقة فإنها لاترحم وفي القبر حيث لاينفع المرء شيء رئيساً او مرؤساً سوى أعمالها الصالحة .. فهل نتعظ؟ نسأل الله حسن الخاتمة .
|
آراء حرة
الحكومة مع من ؟!
أخبار متعلقة