هنية يبحث مع الفصائل مجزرة غزة وفتح تقاطع الاجتماع
الأراضي المحتلة / وكالات :أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس السبت رسميا موعد الاستفتاء على الوثيقة التي أعدها القادة الفلسطينيون الأسرى لدى إسرائيل في 26 يوليو المقبل.وتلا أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم نص المرسوم بعد أن ألقى عباس كلمة أكد فيها أن إجراء الاستفتاء ضروري في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول وثيقة الأسرى التي تدعو حماس إلى الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67 وتشكيل حكومة وحدة وطنية من اجل الخروج من الأزمة الحالية التي يعيشها الفلسطينيون والاعتراف ضمنا بدولة إسرائيل.واعتبر عباس انه لا يمكن الاستمرار في الحوار من اجل الحوار لكن إذا تم التوصل إلى اتفاق قبل موعد الاستفتاء فلن يكون هناك حاجة للاستفتاء وقال الاستفتاء ليس غاية وليس مطمحا.في الوقت نفسه اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس إعلان الرئيس عباس عن الاستفتاء انقلابا على الإرادة الفلسطينية وأعلنت أنها ستتخذ كل الإجراءات القانونية لعدم إجرائه. يشار إلى أن حركة حماس ترفض الاستفتاء وتدعو إلى استئناف الحوار حول الوثيقة وغيرها من قضايا الخلاف الفلسطينية وكان إسماعيل هنية رئيس الوزراء القيادي في حركة حماس قد دعا الجمعة الماضية الرئيس عباس إلى العدول عن الاستفتاء الذي يريد تنظيمه للخروج من المأزق السياسي محذرا من انقسام تاريخي بين الفلسطينيين إذا أصر على موقفهوفي وقت سابق اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت في مقابلة مع صحيفة " الفايننشال تايمز" أن مشروع تنظيم أول استفتاء فلسطيني لا قيمة له وهو لا يمثل إلا لعبة داخلية.وقال اولمرت الذي سيتوجه اعتبارا من اليوم الأحد إلى لندن وثم إلى باريس في محاولة لحمل تطمينات حول مشروعه الهادف إلى تحديد حدود إسرائيل في الضفة الغربية من طرف واحد, أن الإدارة الفلسطينية عاجزة عن التفاوض حول اقتراحه الانسحاب من قسم من الضفة الغربية. وفي سياق متصل أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حسب ما جاء في بيان للمتحدث باسمه عن اضطرابه العميق بعد مقتل مدنيين فلسطينيين في قصف إسرائيلي لشاطئ غزة أول من أمس الجمعة وطالب بفتح تحقيق معمق في الهجوم. وقال المتحدث ستيفان دوجاريك إن الأمين العام مضطرب بالعمق من مقتل مدنيين بينهم نساء وأطفال على شاطئ غزة صباح الجمعة الماضية في هجوم نسب إلى القوات الإسرائيلية ويدعو إلى فتح تحقيق معمق. وقد امتنعت الولايات المتحدة عن إدانة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أودى بحياة أطفال ونساء مشيرة إلى حق إسرائيل بالدفاع عن النفس. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك تابعنا الأنباء حول هذا الموضوع وسأقول ما سبق وقلته: لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس وتابع المتحدث الأميركي في الوقت نفسه نشجع إسرائيل على التفكير في نتائج هذه الأعمال. وطلب المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الجمعة الماضية من مجلس الأمن الدولي ومن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان التحرك من اجل وضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين في غزة. وأدان مجلس التعاون الخليجي الجمعة الغارات الإسرائيلية لقطاع غزة ووصفها بأنها أعمال إرهابية مرفوضة فيما أعرب وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط عن "استهجانه" للقصف الإسرائيلي المدفعي والجوي لقطاع غزة والذي أودى بحياة عشرة أشخاص بينهم خمسة من عائلة واحدة وإصابة نحو أربعين شخصا الجمعة الماضية معتبرا استخدام إسرائيل للقوة أمراً مرفوضا. وفي أحدث ردود الأفعال حيال مجزرة غزة أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي عن إدانته الشديدة للمجزرة الإسرائيلية معتبرا إياها أنها نوع من إرهاب الدولة وداعيا المجتمع الدولي للتدخل الفوري.كما استنكرت دمشق على لسان وزارة الخارجية المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال بحق المدنيين داعية القيادة الفلسطينية إلى التمسك بالوحدة الوطنية.كما دعا الأردن إلى ضبط النفس عقب المجزرة التي وصفها بـ"الجريمة" وطالب المتحدث باسم الحكومة ناصر جودة إسرائيل بتهدئة الموقف وإعادة تكثيف الجهود لتحريك عملية السلام.على صعيد متصل قاطعت حركة فتح التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتماعا عقده رئيس الوزراء إسماعيل هنية مع قادة الفصائل والقوى الوطنية لمناقشة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي الأخير والذي أسفر عن سقوط عشرة شهداء وإصابة أكثر من أربعين آخرين.وقال المتحدث باسم فتح ماهر مقداد إن حركته قاطعت اللقاء احتجاجا على اغتيال مجهولين ضابطا في الأمن الوقائي صباح أمس.وفي مؤتمر صحفي عقد عقب الاجتماع قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان إن الفصائل اتفقت على الوقوف أمام الهجمات الإسرائيلية وإن المقاومة هي الخيار الإستراتيجي بالإضافة إلى المطالبة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجزرة.وكان جهاز الأمن الوقائي اتهم في بيان له عددا من مسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمحاولة اختطاف الضابط باسم القطب (40 عاما) وعندما لم يتمكنوا أطلقوا النار عليه داعيا من سماهم العقلاء في حماس لوقف هذه الحرب.من جهة أخرى قالت مصادر أمنية فلسطينية إن اشتباكات وقعت بين عناصر من الأمن الوقائي وعناصر من القوة التنفيذية التابعة للداخلية شرقي غزة خلال تشييع جثمان القطب.وقالت المصادر إن عددا من الأشخاص أصيبوا بجروح خلال المصادمات فيما لم يصب قائد الأمن العام الداخلي رشيد أبو شباك الذي شارك في التشييع بأذى.كما أصيب أربعة فلسطينيين بينهم طفلان بجروح بانفجار في مخيم جباليا شمالي غزة وألحق الانفجار أضرارا مادية في المخيم بالإضافة إلى أن إصابة أحد الجرحى خطيرة.وتأتي هذه التطورات بعد إعلان حماس أنها في حل من الهدنة التي أبرمت قبل نحو عام ونصف عقب تبنيها لإطلاق صواريخ محلية الصنع باتجاه إسرائيل ردا على مجزرة الاحتلال في غزة أول من أمس.وقال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان إن الحركة أعلنت منذ مطلع هذا العام أنها في حل من الهدنة كما التزمت خلال ستة الأشهر الماضية بعدم استهداف إسرائيل غير أن الاعتداءات الأخيرة على غزة أجبرت حماس على تغيير موقفها.واتهم حمدان الاحتلال الإسرائيلي بأنه يستخدم سياسة الترويع بعد فشله في سياسة الحصار والتجويع منتقدا أيضا من يصفون عمليات المقاومة بـ"الحقيرة" ويتساءلون عن سبب شن الاحتلال هجمات في إشارة غير مباشرة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.وتبنت حماس في بيان لها إطلاق سبعة صواريخ محلية الصنع باتجاه مدينة عسقلان جنوبي إسرائيل ردا على مجزرة غزة التي خلفت عشرة شهداء بينهم أطفال ونساء ونحو أربعين جريحا.وقال متحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة إن هذه هي مجرد البداية مضيفا أنه في المرة القادمة ستكون الصورايخ في أبعد مدى وستصيب أماكن في العمق داخل إسرائيل. وأعلن الرئيس عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام بالأراضي الفلسطينية احتجاجا على المجزرة التي لاقت ردود أفعال دولية متفاوتة وقال بيان للرئاسة إن الرئيس محمود عباس دعا مجلس الأمن الدولي للضغط على إسرائيل وإرغامها على وقف اعتداءاتها.