مجرد رأي
توالت على مدى الشهرين الماضيين الدورات التدريبية للصحافيين من مختلف أجهزة الإعلام الرسمية والمحلية والحزبية حول مخاطر الفساد، والتي نظمتها مؤسسة آفاق جديدة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية.وهدفت هذه الدورات التي نظمت في عدد من المحافظات إلى توعية الصحافيين وتدريبهم على الطرق والوسائل التي ستستخدم في إعداد الأخبار والتقارير الصحفية الخاصة بالفساد والمفسدين والتعاطي المسؤول معها..ومن هنا تأتي أهمية الدور الذي يجب على وسائل الإعلام أن تلعبه في رفع الوعي العام بأهمية مكافحة الفساد وتسهيل الحصول على المعلومات من خلال المساهمة في التعريف بالفساد وأسبابه ونتائجه وطرق مكافحته، وتشكيل رأي عام مضاد للفساد في اليمن.. ويفترض أن تتركز جهود أجهزة الإعلام في إقناع الموظفين العامين والمواطنين بالتخلي عن السلوك والتصرفات المرتبطة بمظاهر الفساد بالاستناد في تأثيرها بالدرجة الأولى على مصلحة الوطن العليا والانتماء للوطن ووحدانية الولاء للوطن، والمواطنة الصالحة والفضائل الإنسانية والثواب والعقاب.ولذا على الدولة أن تضمن للصحفي حرية الوصول إلى المعلومات التي لا تضر بأمن البلاد ومصالحها العليا وأن تضع التشريعات اللازمة لحماية الصحافيين والإعلاميين أثناء أدائهم لواجباتهم وتوفير الأمن المادي والنفسي لهم.وترتكز أدوات مكافحة الفساد على إقرار التشريعات التي تضمن حق المواطنين في الوصول إلى المعلومات وحماية المبلغين عن أعمال الفساد وتضمن للصحفي الحصول على المعلومة من خلال رحلة البحث عن الحقيقة والتي تبدأ في العادة بالبحث عن المعلومات التي قد تكون في صورة وثائق أو أرقام وإحصائيات أو صور أو حتى مجرد أخبار من مصادرها الأصلية وتقديمها للقارئ أو المشاهد عبر تنوع الفنون الصحفية وهي المهمة الأساسية لوسائل الإعلام لكي تضطلع بوظائف توعوية وإرشادية وتوجيهية في أداء مهماتها الوطنية الهادفة إلى حماية المجتمع ووقايته من أخطار الفساد المدمرة.