نجاد يتسلم أوراق تعيينه رئيسا لولاية ثانية من الزعيم الاعلى الايراني خامنئي في طهران أمس
طهران / 14أكتوبر / باريسا حافظي : أقر الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رسميا فوز محمود أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية أمس الإثنين في احتفالات قاطعها كبار المعتدلين احتجاجا على الانتخابات المتنازع عليها التي هوت بإيران إلى أسوأ أزمة منذ الثورة الإسلامية عام 1979. ولم يحضر الاحتفال الرئيسان السابقان أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي اللذان أيدا المرشح المهزوم مير حسين موسوي على الرغم من حضورهما مثل هذه الاحتفالات في الماضي. وقال الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي “أنا أقر رئاسة هذا الرجل الشجاع المجتهد الحكيم لجمهورية إيران الإسلامية.” مشيدا بأحمدي نجاد الذي سيؤدي اليمين أمام البرلمان غداً الأربعاء. وقال شهود عيان إن العشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب وميليشيا الباسيج تجمعوا في ميدان بوسط طهران عقب الاحتفال لمنع أنصار موسوي من حضور احتجاج مقرر في الساعة 1330 بتوقيت جرينتش. وأعلن عن ذلك الاحتجاج في المواقع الإيرانية المعتدلة على الإنترنت. وانضمت شخصيات بارزة معتدلة إلى رفسنجاني وخاتمي في مقاطعة حفل التنصيب الرسمي. وكان رفسنجاني قد صرح بأن البلاد في أزمة.وأدى فوز أحمدي نجاد بفترة رئاسة ثانية إلى أن اتهم الإصلاحيون والمرشحون المعتدلون من أمثال موسوي ومهدي كروبي الحكومة بالتلاعب في الانتخابات مما تسبب في احتجاجات عنيفة وكشف عن انقسامات عميقة داخل الصفوة الدينية والسياسية في إيران. ويواجه الرئيس الآن مهمة عسيرة متمثلة بتشكيل حكومة مقبولة لدى البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون. وربما لا يلقى التشكيل المزمع قبولا إذا ما اختار أحمدي نجاد الوزراء من داخل دائرته الضيفة. وكان البرلمان قد رفض في السابق بعضا من اختيارات أحمدي نجاد لشغل مناصب وزارية. وتبنى الزعيم الأعلى نتيجة انتخابات 12 يونيو حزيران وطالب بإنهاء احتجاجات قتل فيها أكثر من عشرين شخصا. ولكن في تحد لسلطته قال موسوي وكروبي إن الحكومة الجديدة ستكون غير شرعية. وانتقد خامنئي خصوم أحمدي نجاد خلال حفل التنصيب قائلا “بعض أعضاء الصفوة أخفقوا (في الاختبار السياسي الخاص) بالانتخابات.” وقال الرئيس لخصومه يوم الجمعة إن محاولة الوقيعة بينه وبين خامنئي عقيمة لأن علاقته به كعلاقة الأب بابنه. ونفى مسؤولون إيرانيون أي تلاعب في الانتخابات التي أعلن فيها فوز أحمدي نجاد وحصوله على 63 في المئة من أصوات 40 مليون ناخب مقابل حصول موسوي على 34 في المئة من الأصوات. وعبر أعضاء بارزون في المؤسسة الدينية الشيعية القوية في إيران عن استيائهم من تداعيات الانتخابات في البلاد. وبدون دعم خامنئي يمكن أن تلاقي اختيارات أحمدي نجاد للمناصب الوزارية مشاكل حيث عبر عدد من المشرعين عن انتقاداتهم لقرارات أحمدي نجاد منذ الانتخابات. وكان تعيين أحمدي نجاد لشخص لا يثق به المتشددون في منصب نائب الرئيس قد أدى لمعارضة من جانب خامنئي الشهر الماضي. وكان إسفنديار رحيم مشائي قد أدلى بتصريحات بشأن إسرائيل تخالف خط إيران السياسي. وبدا أحمدي نجاد قريبا من تحدي رؤية خامنئي من خلال تأخره أسبوعا قبل أن يمثل لأمره باستبعاد مشائي ولكنه عينه كبير موظفين لديه. كما عزل أحمدي نجاد وزير المخابرات المتشدد الذي انتقد تحركاته فيما استقال وزير الثقافة في حكومته. ويعوق صراع السلطة قدرة القيادة على التعامل مع المشاكل الاقتصادية التي تعانيها البلاد وكذا الخلاف بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تقول إيران إنه يهدف لتوليد الكهرباء ولكن الغرب يشك في أنه يهدف لصنع قنبلة ذرية. وظهر مصدر آخر محتمل لحدوث احتكاك مع الولايات المتحدة فقد اعتقلت إيران يوم السبت ثلاثة سياح أمريكيين قال مسؤول كردي عراقي إنهم عبروا الحدود مع إيران بعدما ضلوا طريقهم.