(سيداتي سادتي .. ركاب طيران القطرية نحن الآن في مطار المنامة الدولي).الآن أنا في المنامة عاصمة البحرين وهذه أول زيارة لي بل وأول سفر منذ سنين طويلة، لم تصدق عيني ماتراه من أول ما نزلنا من الطائرة عبر الخرطوم الممتد من الطائرة وحتى المطار مباشرة، من نظام وأسلوب في الاستقبال وليس هذا فقط بل أن الهيكل والبنية الهندسية للمطار كانت بمنتهى الروعة تشعر وكأنك لاتريد أن تخرج من المطار من روعة ما فيه من تسوق ومن مقاعد انتظار ومن ابتسامة لاتفارق شفاه كل بحريني مرحبين بكل زائريهم.صحيح بأنني انبهرت من قبل دخولي المطار وذلك عندما كنت أرى أنوارها تشع وأنا أنظر من نافدة الطائرة حتى شعرت وكأني أنظر للؤلؤ على حرير أسود لأنني وصلت مساءً ، ولكن انبهاري زاد عندما أخذتنا السيارة للذهاب للفندق ، كنت أنظر لشوارعها الصغيرة التي تشبهه شوارع مدينة عدن ولهوائها الذي لا اختلاف أيضاً بينه وبين عدن، تلك الجزيرة الرائعة أشعرتني بأنني في بلدي ولكن مع اختلاف كبير وذلك في مبانيها وأبراجها وروعة فنادقها ونظامها المروري الذي لامثيل له.فالبحرين قطعة رائعة من الخليج العربي يوصلها بالمملكة العربية السعودية جسر رائع يمتد من الحدود البحرية للبحرين وحتى أطراف المملكة العربية السعودية، فيمكنك أن تدخل السعودية بأقل من نصف ساعة تقريباً، وحتى أوضح أكثر عن نظامها المروري فهو غريب من نوعه، إنك لاترى رجل مرور لأن كل مواطن يعلم ما يجب أن يقوم به لأن الوعي المروري عندهم لأن كل مواطن يحترم ماله وماعليه ، فعندما يريد أحد المشاة أن يقطع خط السيارات للوصول للجهة الأخرى فأنه لاينتظر بل يضغط على زر موجود على عمود بالقرب من إشارة المرور مكتوب عليه (إذا أردت المرور أضغط هنا) فعند الضغط عليه بثواني بسيطة تعمل إشارة المرور وتشعل اللون الأحمر لتتوقف جميع السيارات حتى يتمكن المواطن من العبور للخط الآخر وهناك كاميرا ترصد وصوله بعدها يعمل اللون الأخضر معلناً إمكانية تحرك السيارات بسلامة ، وحتى المخالفات ترصدها كاميرات دقيقة تأخذ كل معلومات السيارة، وتقوم إدارة المرور بمحاسبة أي مخالف قام بمخالفة مرورية. وحتى لا أنسى القول بأنني كنت هناك في البحرين في دورة تدريبية خاصة بحقوق الإنسان بين دول الجزيرة والخليج العربي، فلكي أكون صادقة إن اليمن أخذت في هذه الدورة اهتمام كل المشاركين من دول الخليج، فاكتشفت أن الخليجيين وبالأخص البحرينيين يكنون محبة خاصة وثقة لامثيل لها باليمنيين ، وذلك لوجود أكثر من أربعمائة ألف متجنس يمني في البحرين معظمهم يعمل في الجيش والأمن والمطار وحتى في الحرس الملكي الخاص بالمملكة البحرينية. وأخيراً أقول لمن لايريد أن يترك اليمن وبالأخص مدينة عدن بل يريد أن يسافر لأقرب دولة مدنية شبيهة بعدن أن لايتردد بزيارة مملكة البحرين الذي لاتشعر فيها بالغربة والخوف بل تشعر بكل الحب والأمان والسلام الدائم.
البحرين.. لؤلؤة على حرير أسود
أخبار متعلقة