وليد محمد الحكيمي:النظافة مؤشر لحضارة الشعوب عندما نتحدث عنها فإننا نتحدث عن الصورة الحضارية التي تعكس الوجه الحضاري للمجتمع أو مدى تقدمه، ونحن نعلم أن التقدم والتطور يحتاج إلى التربية والتعليم. إذاً النظافة هي سلوك مكتسب نتعلمه نتيجة للتربية التي ننشأ ونتربى عليها وبما أننا نتعلم النظافة ونكتسبها من التربية فهي على المستوى العام إذا تم تطبيقها فإنها تبين مدى جمال وحضارة المظهر الطبيعي والبيئي للبلد، ومن هنا يأتي دور التربية البيئية في تنمية سلوك النظافة. فالنظافة تعتبر سلوك من السلوكيات التي يجب أن يتم التأكيد عليها للوصول إلى الرقي. وهذا السلوك يجب أن نزرعه في عقل المجتمع بكافة أعماره وفئاته. فعندما يكون المجتمع نظيفاً يعني أننا نعيش في بيئة نظيفة، وأننا نهتم بالنظافة، ولكن يجب أن نسعى إلى تعزيز هذا الاهتمام، ومن هنا يبرز دور المؤسسات المختصة في هذا الموضوع للتركيز على أهمية التربية البيئية في تطوير السلوكيات البيئية ومن ضمنها النظافة التي قد نعتبرها مجرد سلوك بسيط ولكنه بالأساس هو سلوك إذا ما اتبعه كل فرد من أفراد المجتمع بصفة شخصية أو عامة فإنه يساهم في تحقيق النظافة) و تلعب دوراً كبيراً في مجال التربية البيئية، تقع عليها مسؤولية تعزيز سلوك النظافة لدى الطلاب من خلال التركيز على نظافة الصفوف والمدرسة نفسها، فنظافتها هي من نظافة المجتمع. هذه السلوكيات البسيطة تساهم في جعل النظافة سلوكاً يومياً، والسلوك اليومي هو عادة متبعة يتم تطبيقها في البيت، الشارع، الأماكن العامة وفي جميع مرافق الحياة الوصول للنظافة الكاملة شيء صعب نوعاً ما ولكن بالمقابل عدم النظافة ينتج منه مشاكل صحية وبيئية خطيرة أحياناً لا يوجد لها حلول، فمثلاً عملية حرق النفايات داخل الحاويات عدا عن أنه يسبب رائحة كريهة خاصة للأفراد الذين يعانون من الحساسية المزمنة ( الربو ) فإن عملية الاحتراق مضرة أيضاً بطبقة الأوزون والتي جميعنا نعلم أن علماء البيئة لم يتوصلوا إلىحل لهذه المشكلة. وهنا أيضاً يجب التركيز على عدم إتباع مثل هذه السلوكيات الضارة بالمجتمع والبيئة والتي لها تأثير كبير على المدى البعيد. ولمنع حدوث مثل هذه الأضرار البيئية أو لتفاديها يمكن للإعلام أن يلعب دوراً كبيراً في تنظيم سلوك المجتمع أو عادته الضارة بالبيئية من خلال عرض برامج سواء عبر التلفزيون أم الراديو خاصة بهذه المشاكل ووضع الحلول لها مثل مشكلة النفايات والتي يتم الحديث عنها دائماً دون إيجاد حلول مناسبة لها. كما يجب التطرق لموضوع النفايات الخطرة مثل نفايات المستشفيات والتي يجب أن تتكاتف الجهود من جميع المؤسسات والجهات المعنية بالأمر لعلاج هذه المشكلة، لأن العمل الجماعي في هذا الموضوع له الأثر الكبير في حل مشاكل النفايات. النظافة يجب أن تكون هدفاً يسعى إليه كافة أفراد المجتمع. وكي نعزز اهتمام المجتمع في السعي لتحقيق النظافة يجب أن يتم تنظيم برامج للنظافة مثل إقامة حملات تطوعية للنظافة وهذا يتم بالتعاون مع أقسام النظافة بالمديريات والمؤسسات المحلية الأخرى أو مع المدارس. هذه البرامج تعتبر من أهم البرامج الهادفة لخلق مجتمع نظيف بالإضافة إلى كونها تعزز سلوك النظافة لدى جميع فئات المجتمع حيث أنها تتطلب جهداً من المؤسسات، الطلاب، ومن باقي أفراد المجتمع للوصول إلى هدف واحد وهو النظافة، عدا عن ذلك فإنها تعكس الصورة الجمالية لبلدنا الغالي اليمن عموماً وعدن تعز اليمن الباسم خاصةً. ولأن عدن تتميز بمناطق سياحية وترفيهية رائعة لذلك يجب الاهتمام بالمواقع السياحية والحفاظ عليها لأنها ليست ملكاً خاصاً بل هي ملك عام يعني أن مسؤولية الحفاظ عليها تقع على عاتق المجتمع ككل ولإيصال هذا المفهوم نحتاج أيضا إلى تنظيم برامج لتوعية أفراد المجتمع لأهمية العمل سوياً للحفاظ على نظافة تلك المواقع مثلاً من خلال إقامة ورشات عمل لها علاقة بموضوع السياحة البيئية وهذا الموضوع يهم فئات كثيرة من المجتمع والتي تلعب دوراً كبيراً في التأثير على باقي أفراد المجتمع مثل أعضاء مركز التوعية البيئية بالمحافظة الذين ينقلون رسالتهم البيئية التوعوية للناس، هم يؤثرون بدرجة كبيرة في تغيير اتجاه سلوك الناس الذين يرتادون تلك المواقع من سلوك ضار يدمر تلك المواقع البيئية إلى سلوك راق يعكس مدى وعي الفرد لمدى أهمية الحفاظ على نظافة هذه المواقع الطبيعية. ولا ننسى القطاع التعليمي الذي له تأثير كبير في معظم فئات المجتمع، أي أنه يمكن من خلاله التأثير في تلك الفئات من أجل العمل على نظافة البلد وما يمتلكه من مواقع سياحية وطبيعية مميزة، وبذلك نستطيع الحفاظ على تراثنا وموروثاتنا الطبيعية التي تميز اليمن عن باقي بلدان العالم.
|
ابوواب
دور التربية البيئية في تنمية سلوك النظافة مؤشر لحضارة الشعوب
أخبار متعلقة