إسلام أباد/14 أكتوبر/سايمون كاميرون مور: قد تعلو ابتسامة وجه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة عند التفكير في إطلاق الرئيس الأمريكي جورج بوش غارات للقوات الخاصة في باكستان دون موافقة إسلام أباد. قال نسيم زهرة وهو محلل متخصص في الشؤون الدفاعية يتخذ من إسلام أباد مقرا له ويساوره القلق بشأن احتمال وقوع مزيد من الاضطرابات في باكستان التي تتمتع بقدرة نووية «سينظران إلى هذا بسعادة بوصفه فرصة عظيمة.» وإذا أرسلت الولايات المتحدة قوات عبر الحدود من أفغانستان وضعف تحالفها مع باكستان أو الأسوأ من هذا إذا حاولت القوات الباكستانية صدها فمن سيكون الفائز؟ الإجابة بالنسبة لكثير من المحللين الباكستانيين واضحة... تنظيم القاعدة وحركة طالبان ومجموعة من الجماعات الإسلامية المتشددة التي تريد خروج الولايات المتحدة من المنطقة وسقوط باكستان في حالة من الفوضى. وقبل أسبوع شنت قوات خاصة نقلتها طائرات هليكوبتر هجوما على قرية حدودية باكستانية وقتلت 20 شخصا بينهم نساء وأطفال. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) يوم الخميس أن بوش أعطى الإذن بإطلاق العنان للقوات الخاصة الأمريكية في باكستان للقضاء على أهداف لتنظيم القاعدة وحركة طالبان.. وإذا صح هذا فينبغي أن يقلق المتشددون فمن الممكن أن تهلك القوات الخاصة تنظيم القاعدة بل قد تقتل أو تعتقل احد قائديها البارزين ابن لادن أو الظواهري، لكن هذه السياسة قد تأتي بنتائج غير محمودة على الإطلاق. ويقول محللون في باكستان إنه يبدو قرارا يائسا من قبل رئيس أمريكي لم يبق له إلا أربعة أشهر على انتهاء ولايته. ويقول نسيم المنزعج بسبب افتقار الحكومة الباكستانية الجديدة لسياسة متماسكة بشأن الأمن الداخلي لكف أيدي أمريكا «الأراضي الأمريكية بغض النظر عن أي شيء آمنة نسبيا بعد 11 سبتمبر. إنها أراضينا التي ستهلك.»، وليس هناك تأكيد رسمي بأن بوش انطلق على هذا الطريق كما أن نطاق المهام الأمريكية غير معلوم. وربما تأمل الولايات المتحدة في أن تأتي العمليات السرية بنتائج سريعة. لكن باكستان خائفة. والمجازفات كبيرة بالنسبة لحكومة مدنية جديدة أجبرت قبل شهر الرئيس الباكستاني برويز مشرف قائد الجيش السابق على التخلي عن رئاسة البلاد. ويصر الجيش الباكستاني على أنه سيحمي حدود بلاده بأي ثمن. ويتساءل محللون كيف يستطيع أن يدعم هذه الأقوال بالأفعال بالنظر إلى اعتماد البلاد اقتصاديا وعسكريا على الولايات المتحدة. وتقول عائشة صديقة المحللة المتخصصة في الشؤون الدفاعية «لم أر الجيش الباكستاني بعد يقول شكرا لكننا لا نريد طائراتكم من طراز (اف 16) ولا نريد أسلحتكم.»، لكن عدم مراعاة الولايات المتحدة للحساسيات يجازف بخسارة حليف على الرغم من بعض الأقاويل أنه حليف لا يعتمد عليه كما قد يتسبب في إغلاق مصدر مهم للمعلومات المخابراتية. وهناك شكوك في أن المخابرات الباكستانية تحمي متشددين في المنطقة منذ بدأ مشرف بدعم حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب بقوة عام 2001 م، لكن أيا كانت الشكاوى فإن باكستان فقدت عددا من الرجال اكبر من الذي فقدته الولايات المتحدة خلال قتال المتشددين في المنطقة وتم القضاء على مئات من عناصر القاعدة. وتشعر إسلام أباد بعدم الرضا لأنه على الرغم من هذه التضحيات لا تعير واشنطن انتباها للمصالح الإستراتيجية الباكستانية. والجيش الباكستاني غير راض على الإطلاق عن تقبل الولايات المتحدة لتزايد نفوذ الهند في أفغانستان.، فهو يخشى التطويق. وإذا بدأت القوات الأمريكية عمليات توغل فقد يكون لها تداعيات إقليمية. وتقول صديقة «سيزيد هذا من التوتر بين الهند وباكستان.» ويرى محللون أن تدهور الوضع الأمني في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير هو بشكل جزئي أحد عواقب المنافسة بين البلدين في أفغانستان. وفي الأعوام السبعة التالية لهجمات 11 سبتمبر التي يلقى باللوم فيها على تنظيم القاعدة تراوحت تصرفات بوش بين المداهنة وامتداح باكستان لدعمها للحرب ضد الإرهاب. وانتقد محللون أسلوب تعامل الإدارة الأمريكية مع باكستان على مدار هذه الفترة. وإذا ظلت الولايات المتحدة وباكستان في حالة صدام فإن واشنطن ستجازف بزعزعة استقرار حكومة ساعدت على انتخابها في فبراير شباط الماضي دون أن يكون لديها بديل مقبول لتلجأ إليه، كما ستجبر القوى المعتدلة التقدمية في باكستان على الانسحاب وتحيي بقوة حظوظ الأحزاب الدينية المحافظة التي هزمت في الانتخابات. ويقول نجم سيثي رئيس تحرير صحيفة (ديلي تايمز) والمعلق السياسي البارز: «الباكستانيون غير راضين على الإطلاق وهذا سيؤدي إلى مزيد من (المشاعر) المناهضة للولايات المتحدة.»، وأضاف «سيجعل هذا الحياة أكثر صعوبة على الحكومة والجيش ويخلق مزيدا من التوتر في الائتلاف الحاكم ويعطي وسائل الإعلام عصا أخرى تضرب بها الحكومة.»، كما يجازف بإغراق اقتصاد باكستان في أزمة واسعة النطاق مع تناقص العملة الأجنبية في خزائن البنك المركزي بمعدل مقلق. ومن شأن هذا أن يوسع من نطاق مسرح عمليات القوات الأمريكية في وقت هي منتشرة فيه بشكل كبير بالفعل في أفغانستان. وارتفاع الخسائر بين المدنيين سيؤدي لا محالة إلى رد فعل عنيف في الأراضي التي يقطنها البشتون على جانبي الحدود. وتقول صديقة «هناك منطقة هائلة سيتأثر بها الناس ويغضبون ويرغبون في الانتقام.» ويرى محللون أنه إذا كان بوش قد أصدر تفويضا بشن غارات عبر الحدود فإن هذا سينم إما عن اعتراف متأخر للغاية بالفشل أو محاولة لتوجيه حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح الحزب الجمهوري. وتساءل زهرة: «هل هذه هي نوعية التصرفات التي يعتقد بوش أنها ستساعد مرشحه في الانتخابات؟ لأنها في الحقيقة توسع نطاق أبعاد فشل السياسة الأمريكية من العراق إلى أفغانستان والآن إلى هنا.»
أخبار متعلقة