يعد الدكتور طه حسين واحداً من الأدباء العمالقة في العصر الحديث وهو عميد الأدب العربي كما أطلق عليه.ولد في قرية صغيرة تدعى (عزبة الكيلو) إحدى قرى مدينة مغاغة المصرية عام 1889م في أسرة فقيرة، كبيرة العدد.أصيب بمرض في عينه أدى بعد ذلك إلى فقدان بصره تماماً وهو مازال طفلاً.ولكن أبدله الله حاسة السمع وقوة الحفظ إلى درجة أنه إذا سمع شيئاً حفظه.توفي عام 1973م بعد 84 عاماً قضاها في العلم والمعرفة.من أشهر مؤلفاته (الأيام - تاريخ الأدب العربي) وله روايات عدة منها (أحلام شهر زاد - رحلة ربيع - شجرة البؤس- الحب الضائع - دعاء الكروان).تحدث عن سيرته الذاتية في كتاب "الأيام" وضح فيه مواقف من حياته وقد اكتسب هذا الكتاب أهمية كبيرة وترجم إلى أهم اللغات العالمية.الغرض من تأليف هذا الكتاب :-هو تقديم شخص وهذا التقديم يمكن أن يكون لنا قدوة يحتذى به.تعريف السيرة الذاتية :-هي سرد استرجاعي استذكاري نثري يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص وذلك عندما يركز عن حياته الشخصية والفردية وعن حياة شخصية بصفة خاصة.وعلى هذا الأساس فإن السيرة لها مرتكزات لابد أن تتوافر فيها وهذه المرتكزات هي :-1- السرد النثري.2- السرد الاسترجاعي.3- موضوع للحياة الفردية وتاريخ شخص وهذا ما يميزها عن المذكرات.4- المطابقة بين المؤلف والسارد (الراوي والشخصية).** هناك شيء مشترك بين الرواية والسيرة الذاتية هو (السرد).** ويعد كتاب الأيام السيرة الذاتية للدكتور طه حسين ولكنه ليس سيرة كاملة عن حياته لأنه لم يكتب كل شيء عن حياته ويذكر ذلك فيقول :"نعم! وإني لأعرف أن فيك عبث الأطفال وميلهم إلى اللهو والضحك وشيئاً من قسوتهم، وإني لأخشى يا ابنتي إن حدثتك بما كان عليه أبوك في بعض أطوار صباه أن تضحكي منه قاسية لاهية. وما أحب أن يلهو به أو يقسو عليه. ومع ذلك فقد عرفت أباك في طور من أطوار حياته استطيع أن احدثك به دون أن أثير في نفسك حزناً، ودون أن أغريك بالضحك أو اللهو" الأيام ص 147 إلى ص 148 .وعلى هذا الأساس لم يكن كتاب (الأيام) سيرة ذاتية كاملة لأن الدكتور طه حسين كان يخشى إذا كتب عن حياته كاملة سوف يكون مكان شفقة لأي أحد أو موضوع لهوٍ وضحك.** الهدف الذي جعل الدكتور طه حسين يكتب هذه السيرة هو أن يبين مدى الحرمان والاضطهاد الذي كان يشعر به.** لماذا كتب طه حسين سيرة حياته في الأيام؟لأنه يشعر بالاضطهاد من قبل الآخرين فركز على تبيان هذا الاضطهاد والحرمان الذي يعانيه.لهذا لم يحك في الجزء الأول إلا المشاهد والأحداث التي تجسد هذا الحرمان ولهذا السبب أيضاً يقدم طه حسين الشخصيات الثانوية حوله في الجزء الأول بشكل سلبي فهو يرى إنها كانت عوامل مساعدة على ذلك الحرمان والشقاء. حتى أمه وأبوه لم يسلما من هذا التصوير السلبي.** أسلوب طه حسين في الأيام كان فيه نغمة موسيقية جميلة في لغته وأسلوبه الجميل، أما سماته في اللغة فهي التكرار والسخرية اللاذعة والطريقة البارعة في فن القص.** استخدم طه حسين ضمير الغائب بسيرته الذاتية وقد مكنه ذلك من إضفاء شيء من الموضوعية على سيرته الذاتية.** طه حسين عندما يروي كثيراً من الأحداث المتعلقة بطفولته فهو لا يستخدم منظور المؤلف أو الراوي بل يصور تلك المشاهد من منظور الصبي، وقد سمح له استخدام هذا المنظور للرواية أن ينقل لنا مشاعر الطفل أو الصبي بصورة شبه أمينة.** هناك إشارة إلى أن طه حسين يذكر في مدة زمنية أنه فقد بصره فكيف كتب هذه السيرة الذاتية؟** سيرته سيرة صحيحة وقد اعتمد على حاسة السمع ووصف الأحداث فكان يحاول أن ينقل صورة مرئية إلى الآخرين.** كان طه حسين يميل إلى حاسة السمع ويحب أن يسمع صوت النساء إلى أمه وقولهن الأشعار كان يسمع أذكار الصباح من الشيوخ ويحب أن يسمع أصوات الديكة والدجاج في الصباح ويقارن بين الأصوات وعلى هذا الأساس تعلم حسن الاستماع. * عابد عبدالله إبراهيم الحبيب
طه حسين والأيام
أخبار متعلقة