دراسة
د. فوزية ناشر / مدير مكتب سيدات الأعمال في الغرفة التجارية والصناعيةدخلت المرأة اليمنية دنيا المال والأعمال منذ السبعينات لكنها في السنوات الأخيرة خطت خطوات كبيرة في هذا المجال وبالذات في تقلد المناصب الإدارية وقيادة مشاريع عديدة ناجحة تخدم مجتمعها.وتفاوتت الأصوات مابين المؤيد والمتخوف والرافض لممارسة المرأة عملاً خاصاً بصورة مستقلة وتحولها إلى سيدة أعمال تنافس الرجل وتتفوق عليه في بعض الأحيان في المجالات التي تتفق مع طبيعتها خاصة الأعمال التي ترابط بالتجميل والملابس الجاهزه والعطور والأدوية والتوكيلات التجارية والمدارس الخاصة ووكالات السفر والسياحة ولعب الأطفال والأعمال اليدوية والحرفية وأتى هذا الانفتاح المتأخر للمرأة اليمنية بعد التحول الكبير في مشروعات المرأة من المشروعات المعيشية صغيرة الحجم التي كانت سائدة والتي كانت تعكس تبعية المرأة الاقتصادية إلى المشروعات الاقتصادية كبيرة الحجم ، وبالرغم من الحضور القوي للمرأة اليمنية في عالم المال والتجارة وتأسيس مكتب سيدات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية - أمانة العاصمة - وتشكيل لجنة سيدات الأعمال في الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية وانضمام سيدات أعمال يمنيات إلى مجلس اتحاد المستثمرات العرب والتي تعمل تحت رعاية الوحدة الاقتصادية - جامعة الدول العربية - إلا أن هناك معوقات تواجه سيدات الأعمال لتطوير أعمالهن وتوسيع مشاريعهن ولعل من أبرز هذه المعوقات مايلي:1- تركيبة المجتمع اليمني الذي يسيطر عليها الرجل وتكون فيها المرأة وكأنها تابعة للرجل تأتي في المرتبة الثانية.2- افتقار معظم سيدات الأعمال لرؤوس الأموال اللازمة لتطوير مشاريعهن التجارية.3- غياب برنامج تدريب وتأهيل كافيين للمرأة لادارة شئونها التجارية.4- ضعف التمويل والتسهيلات والقروض البنكية وعدم الثقة في المشاريع النسائية.5- غياب المظلة القانونية التي تحتمي بها سيدة الأعمال للحصول على المعلومات الدقيقة،ومساعدتها في حل المشكلات العملية وتوفير الدعم الكافي لها.مما لاشك فيه أن من شأن الاهتمام بسيدات الأعمال اليمنيات وإزالة المعوقات أمامهن والتي تعزز من حضورهن في عالم المال والأعمال وتحقق النجاح فعلياً وذلك من خلال التالي:- التدريب وذلك من خلال الندوات والدورات العلمية والعملية.- اعطاؤها الثقة والحرية في عملها.- مساعدتها تسويق في منتجاتها.- التكاتف الأسري وتقديم الدعم لها.- توفير التمويل اللازم لمشاريعها الجديدة.وبالرغم أن هناك سيدات ناجحات إلا أن الاعتراف بقدرات المرأة في إقامة المشروعات كبيرة الحجم ذات الطابع التجاري والربحي ضعيف.أن من واجب جميع المؤسسات ذات العلاقة تشجيع المرأة اليمنية في الدخول مجالات الأعمال التجارية لتساهم في التنمية الاقتصادية،وإيجاد فرص عمل، والحد من الضغوط الاجتماعية والتقاليد التي تحرم المرأة اليمنية من دخول عالم الأعمال والتجارة،والعمل على تغيير النظرة التقليدية التي ترى أن مكان المرأة في المنزل فقط.ومن الايجابيات التي تحققت في واقع سيدات الأعمال اليمنيات مايلي:1- تضاعف في السنوات الأخيرة عدد سيدات الأعمال اللواتي أقمن مشاريع تجارية وخدمية ومشروعات صغيرة أخرى ، وخاصة في مجالات التجارة والخدمات التعليمية والصحية والإنتاج الحرفي والزراعي.2- شاركت سيدات الأعمال في برامج ودورات تأهيلية وتدريبية خاصة بسيدات الأعمال ، وكذا تمت دورات استطلاعية لهن لكثير من المؤسسات الرسمية ذات العلاقة بالمعاملات التجارية والضريبية.3- ظهر الأهتمام بسيدات الأعمال من خلال تواجدهن في الغرفة التجارية والصناعية.4- شاركت سيدات الأعمال في الكثير من الفعاليات الاقتصادية الاقليمية والدولية المتعلقة بالتجارة والأعمال والاستثمار.5- يجري العمل الآن من قبل سيدات الأعمال وبالتعاون مع الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية ووزارة الصناعة والتجارة على إقامة ملتقى سيدات الأعمال اليمنيات الذي سيكون لوجوده أثر ايجابي كبير.6- مستوى التعاون بين سيدات الأعمال اليمنيات ارتقى بحيث أصبح في طور إقامة مؤسسات وشركات مشتركة فيما بينهن حيث يتم الآن العمل على إقامة شركة مساهمة بين سيدات الأعمال وسيتم انشاؤها خلال هذا العام 2006م.