منى المالكي نعيش هذه الأيام أجواء روحانية ترتفع بمتطلبات الجسد لتعانق أجواء ملائكية , فالنهار صيام والليل قيام مناجاة للخالق , وبالتأمل لهذا التجمع الروحاني والرغبة التي تلازمك سنويا في مشاركة هذا البياض الإلهي زيارته المقدسة للأماكن الطاهرة تسمو بك لتعانق النقاء والطهارة داخلك.والتأمل في هذا الموسم المبارك يقودك لأسئلة مشروعة , فبلادنا -حفظها الله - تنفق ملايين الريالات على نشر صورة الإسلام صافية وعلى إنجازات المملكة في جميع المجالات , ولا نلتفت إلى أن الحج فرصة هائلة لهذا المشروع السعودي الرائد، فالتركيز على الجانب الديني في هذا الموسم هو الحجر الأساس ولا مزايدة عليه, ولكن أليس بين ضيوف الرحمن الاقتصادي والمثقف والأديب ؟ لماذا لاتكون هناك ندوات على غرار ندوة الحج الكبرى للاستفادة من تواجدهم بيننا بعد انقضاء المشاعر المقدسة فتعقد الندوات والمحاضرات واللقاءات المساهمة في الاستفادة منهم والتعريف بدورنا الإنساني في هذه المجالات.وأن يكون هناك ترتيب مسبق مع السفارات العربية والأجنبية بهذا الخصوص للسؤال عن أهم الأسماء المشاركة في هذه الوفادة الكريمة ليتم عمل تنسيق مسبق وجيد حول هذه الأمور بعيدا عن العشوائية التي طالما ضيعت علينا فرصاً وأجهضت أموراً متميزة.وباعتبارنا مجتمعاً ذا خصوصية رائعة أتمنى ألا تتدخل في مثل هذه الأمور!! وأن يكون للمرأة نصيب كبير ومشاركة في مثل هذه اللقاءات.فالتفكر في مشاعر الحج خاصة والتي لا تستثني رجلا أو أمرأة من ممارسة شعيرة فيها ارتكاز -على تمايز بحسب الجنس , هي أكبر دليل على أن الحياة مشاركة وليست محوا أو إقصاء تحت ذرائع وادعاءات غريبة !!فشعيرة السعي مثلا هي تتبع لخطوات امرأة هي السيدة هاجر (رضي الله عنها) والمتأمل الواعي العاقل يستفيد من هذه الأمور حوله ليؤسس فكرا واعيا متجددا ولا يوكل الغير للتفكير بالنيابة عنه.ومثل هذه الأمور والتأملات تكون أهدافا لموسم سنوي متجدد، موسم روحاني بامتياز. [c1]*كاتبة سعودية [/c]
|
فكر
الحج .. معان للمشاركة بين الرجل والمرأة وليست للمحو أو الإقصاء
أخبار متعلقة