[c1]جرائم القتل القبلية تثير ذكريات مؤلمة بجنوب السودان[/c]ورنيول (السودان)/14 أكتوبر/ رويترز :كانت داروكا ليوث تعلم أنها ليست غارة عادية للاستيلاء على الماشية في اللحظة التي طوق فيها اكثر من 800 من رجال القبائل المسلحين قرية ورنيول التي تنتمي اليها بجنوب السودان عند الفجر وفتحوا النار على أكواخها المصنوعة من القش.لقد عانى جنوب السودان المنتج للنفط من الاشتباكات العرقية لاقصى مدى يستطيع أحد أن يتذكره. وقد نشبت معظمها بسبب الماشية وكانت تشهد عددا قليلا نسبيا من الخسائر البشرية.في العام الحالي نشطت قوات اكبر واخطر حيث قتلت بالفعل ما يزيد عن 1200 شخص في موجة من اعمال العنف استهدفت قرويين من رعاة الماشية والنساء والاطفال بقدر ما استهدفت رجالا.واثارت اراقة الدماء مخاوف على تماسك الخليط القبلي الهش للمنطقة فيما تستعد لاجراء استفتاء حول الانفصال عن السودان من عدمه لتصبح أحدث دولة مستقلة بافريقيا.واخترقت طلقات الرصاص حوائط الاكواخ في ورنيول بينما طوقها مهاجمون من قبيلة لو نوير في 28 اغسطس اب. وأطلقوا النيران على الابواب وأطلقوا الرصاص على قرويين اثناء هروبهم ما أسفر عن مقتل 38 واصابة 64 بحلول نهاية الغارة التي استمرت نصف ساعة.وهناك خط غير مستو من القبور على مشارف المستوطنة التي تغرقها الامطارو دفن سكان ورنيول من قبيلة بور دنكا حيث سقطوا.وما زالت هناك بقع من الدماء على الارض داخل كوخ ليوث وفي الخارج تظهر كومة صغيرة من التراب المثوى الاخير لابنها تشول مابيور البالغ من العمر 17 عاما.وأضافت متحدثة الى رويترز داخل منزلها “كنا مختبئين هنا. جاؤوا وأطلقوا الرصاص على ابني.”وأضافت “أعمال العنف بدأت هكذا عام 1991” مشيرة الى المرة الاخيرة التي اضطرت فيها للفرار من ورنيول خلال حلقة دامية من الحرب الاهلية السودانية التي استمرت منذ عام 1983 الى عام 2005”.ذلك الصراع الذي انتهى بابرام اتفاق للسلام عام 2005 وعد باجراء انتخابات مقررة في ابريل نيسان 2010 واستفتاء على الانفصال عام 2011 كان في الاساس اشتباكا بين شمال البلاد الذي يغلب على سكانه المسلمون والجنوب الذي يغلب على سكانه المسيحيون.لكنه ايضا وضع قبيلة جنوبية في مواجهة قبيلة جنوبية حيث سلحت حكومة الشمال واخترقت جماعات متناحرة لتفرق عدوها وتسوده.وتشكلت ميليشيات قبلية بولاءات متغيرة. في عام 1991 انقسم التمرد الجنوبي بالكامل بناء على الانتماءات القبلية ما أدى الى موجة ضارية من المذابح بين قبيلة الدنكا وقبيلة النوير التي لم تنس او يتسامح فيها. مرة أخرى انحي باللائمة على الخرطوم في تشجيع الانقسام.وبالنسبة لكثيرين فان التشابه مع اعمال العنف الحالية مثير للقلق. وأوضح كول دييم كول المتحدث باسم جيش جنوب السودان لرويترز “هذه اعادة ميلاد لميليشيا قديمة.”واتهم مسؤولون بارزون من الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب ساسة شماليين صراحة بتسليح قبائل وميليشيات مجددا لزعزعة استقرار الجنوب قبل الاستفتاء. وتنفي الخرطوم الاتهامات.ويقول جون اشوورث في دراسة حديثة لجماعة باكس كريستي الداعية للسلام ان الخرطوم قد تتلقى الكثير من اللوم لكنها ليست المذنب الوحيد.“لا يرتبط جميع المجرمين بصلات بالخرطوم وربما يكون للبعض صلات بالحركة الشعبية لتحرير السودان.”وأضاف “من المعتقد أن ساسة جنوبيين وزعماء ميليشيا سابقين متورطون ويستغلون التوترات العرقية المحلية لاغراضهم. ولدى سؤالهم من الذي يقف وراء الاضطرابات يجيب السكان المحليون عادة قائلين الساسة. المثقفين وأشخاص من البلدة.”وهناك بالفعل مؤشرات على انقسامات داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان حيث تحاول شخصيات بارزة تقوية ضياعها الاقطاعية قبل الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في ابريل 2010.لام اكول احد الشخصيات البارزة في انفصال عام 1991 كون فصيلا جديدا منشقا في يونيو حزيران هو الحركة الشعبية لتحرير السودان (التغيير الديمقراطي). وبعد ذلك بفترة قصيرة اتهم جيش السودان اكول بتسليح مقاتلين من قبيلة الشيلوك التي ينتمي اليها والمتورطة في هجوم اخر وهو الاتهام الذي نفاه ايضا.ولا يزال الاستيلاء على الماشية يلعب دورا كبيرا في أعمال العنف. ونفذت اغلب هجمات هذا العام انتقاما لسرقات ماشية سابقة.وأصبحت هذه المناطق المضطربة التقليدية اكثر خطورة في ظل الامدادات الجاهزة من الاسلحة التي خلفتها الحرب الاهلية وصراعات أخرى والشبان العاطلون الذين يشعرون بالملل والاستياء من نقص التنمية في الجنوب منذ اتفاق السلام.وقال دينج اكول مفوض مقاطعة تويك شرق في ورنيول انه اذا كان هدف المهاجمين الرئيسي هو تعطيل انتخابات 2010 فان تكتيكهم ربما يحقق نجاحا.وأضاف “في هذا المناخ هل نستطيع تسجيل الناخبين.. لا أظن هذا. أعتقد أنها ستكون انتخابات جزئية.”القتال العنيف الذي تركز في ولاية جونجلي المحيطة نذير سوء ايضا للتنمية.وتنقب شركة اسكوم للنفط وهي من مولدوفا بالقرب من ورنيول ومعظم بقية الولاية ضمن امتيار ضخم لم يبدأ التنقيب فيه بعد وتديره توتال عملاق النفط الفرنسية.
أخبار متعلقة