في ندوة خاصة بإحياء ذكرى استشهاد أبي الأحرار الزبيري
من الندوة السياسية والثقافية إحياء للذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد المناضل الوطني الشاعر محمد محمود الزبيري
صنعاء/ سبأ:نظمت أسرة الشهيد محمد محمود الزبيري بالتعاون مع منتدى النعمان الثقافي للشباب أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء ندوة سياسة وثقافية إحياء للذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد المناضل الوطني والأديب الثائر أبي الأحرار الشاعر محمد محمود الزبيري .وفي الندوة ألقيت العديد من الكلمات والمداخلات حول التجربة الوطنية للشاعر الشهيد الزبيري، حيث ألقى شاعر اليمن الكبير المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد العزيز المقالح كلمة تناول فيها تجربة المناضل والشاعر الكبير الزبيري قائلا : قليل هم الرجال الخالدون بأعمالهم ومواقفهم وتضحياتهم ،ولاشك في أن في مقدمة هذا المستوى العظيم من الرجال شاعر اليمن الكبير إبا الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري أول صوت شعري ايقظ النائمين والغافلين من أبناء هذا البلد.و تابع : هذا البلد الذي كان قد تعرض لأشكال غير مسبوقة وغير ذات مثال من الظلم والتخلف حتى افتقد معه كل أمل في الحياة العادلة واستسلم لجلاديه وأطال الاستسلام إلى أن ايقظه من سباته واستسلامه هذا الصوت الوطني الذي بدا في أول انطلاقته وكأنه صوت صارخ في البرية .و نوه الدكتور المقالح بتجربة أبي الأحرار الشعرية وتفردها قائلاً: لقد كان شعراً مختلفاً اشد الاختلاف عما ألفه الناس من شعر المديح والرثاء والوصف ،شعر يرحل إلى الأعماق ويهز المشاعر ويطرد النوم من العيون والعقول والقلوب ، شعر يزلزل الوجدان قبل أن يزلزل من يتحكمون في مسار المكان والزمان ،شعر يعري الظلم ويناهض الفساد ويكشف الخلل الفاجع والقائم بين الحاكم والمحكوم شعر يدعو بأبلغ ما في اللغة من صفاء ووضوح إلى رفض الاستسلام والخروج من كهوف الخوف و إلى البدء في مقاومة الظلم والظالمين .و أضاف : “ ظل ذلك الصوت النابض بالحيوية والثورة يرحل في المشاعر والضمائر إلى أن أسفر عن ثورات وتمردات ومواجهات ومنازلات مع الطغاة والطغيان إلى أن تجسد الخلاص في يوم السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م يوم الإنعتاق الأكبر ليس للشطر الشمالي من الوطن فحسب وإنما للوطن الواحد بأكمله.و تابع مستذكراً لحظة عودة الشهيد إلى أرض الوطن ونزوله من على متن أول طائرة مصرية تصل مطار صنعاء وسجوده على أرضية مطار صنعاء الترابي لتقبيلها ، قائلا “ لم تبرح تلك الصورة عن ذاكرتي ، بل ارتبطت في وجداني به وبكفاحه ومواقفه وشعره ونثره وشخصه ماثلُ الآن في ذهني وهو يحتضن تراب المطار وكأنه يحتضن الوطن بأكمله ولا أظن انه خطر على بال أحد في تلك اللحظة أن هذا المناضل المفتون بوطنه والعاشق لترابه سوف يلقى مصرعه بعد ثلاثة أعوام و أن الأيدي الغادرة المأجورة ستجرؤ على المساس بشعرة واحدة من جسده الطاهر الكريم .و أشار المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية إلى معاناة أبي الأحرار وسجنه وتشرده من بداية حياته إلى آخر يوم فيها وهو قوي شجاع محافظ على شعلة الثورة من أن يدركها الانطفاء أو تطويها المؤامرات والألاعيب السياسية وهو الشاعر الوحيد الذي من حقه أن يتباهى بأنه الذي حطم صنم العبودية وانهى عهدا من التخلف والضلال .
جانب من الحضور
و أكد الدكتور عبدالعزيز المقالح : أن في أعناقنا للشهداء ووائل المناضلين دينا لا تسدده المهرجانات والندوات والكتابات والقصائد وإنما يُسدد بعضه الإخلاص لنهجهم الوطني الواضح القائم على الإيمان بالله والتمسك بالمبادئ الوطنية كما كتبتها دماء الشهداء وعبرت عنها قصائد الشعراء وكتابات المناضلين منذ عشرينيات القرن الماضي إلى اليوم.فيما ألقى نائب رئيس مجلس النواب حمير بن عبدالله بن حسين الأحمر كلمة نوه فيها بالمناقب الحميدة للشهيد الراحل الزبيري ومآثره البطولية وشجاعته ومواقفه في مختلف مراحل التبشير والتحضير للثورة السبتمبرية والمنعطفات التاريخية التي مرت بها الثورة.و أشار إلى الرؤى المستقبلية المستنيرة التي حملتها قصائده وأعماله الأدبية نحو تغيير الواقع المعاش بما يمكن الشعب اليمني من القضاء على كل عوامل الجهل والمرض والتخلف السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبناء مجتمع يمني متطور ومزدهر .وقال : اننا معنيون اليوم بقراءة ومراجعة ذاكرة التاريخ اليمني التي دونها الأبطال من أبناء شعبنا في الماضي والحاضر من اجل مستقبل اليمن وفي مقدمتهم مآثر الشهيد البطل محمد محمود الزبيري لنستوعب منها الملاحم التاريخية والعبر والمواقف البطولية في العمل الكفاحي الدؤوب والمباشر لها من خلال أعماله الأدبية .من جانبه أشار وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي في كلمته إلى جهاد ونضال أبي الأحرار الزبيري من أجل التغيير وتحرير عقل الإنسان اليمني والعربي من كل أشكال الخرافة والجهل والاستغلال والظلم، لافتاً إلى أن فكر الزبيري وسلوكه قد شكل مدرسة للنضال الوطني استلهمتها الأجيال من المناضلين والمبدعين الذين تعلموا فيها قيم التضحية وعرفوا معاني النضال من خلال شخصيته الوطنية الزاهدة.واستعرض بعض مناقب الشهيد بما في ذلك نكرانه لذاته في سبيل تحرير الوطن ، مشيداً بتجربته الشعرية التي استنهض بها همم الشعب اليمني للثورة على الظلم والجهل والمرض والدفاع عن النظام الجمهوري.وأضاف الوزير المفلحي “ على الرغم من الحياة القصيرة التي عاشها الشهيد الزبيري إلا أن إرثه الثقافي كان عظيماً ومؤثراً ولا تزال الأجيال ترتوي من ينبوعه الصافي شعرا وأخلاقا ومثلا عليا ونضالا».فيما نوه رئيس منتدى النعمان الثقافي للشباب لطفي نعمان بخصوصية الفعالية كمحطة لاستذكار شهيد الوطن القاضي الزبيري واستنهاض العزم على نشر أبجديات الثقافة الوطنية اليمنية الجامعة بين احتياجات الحاضر وبين استشراف المستقبل ، معتبراً الزبيري في صدارة المناضلين الذين مثلوا البذرة الأولى للثورة وجسدوا مصدر الإلهام الحي للعمل الوطني اليوم.وفي الندوة التي حضرها مستشار رئيس الجمهورية الدكتور حسن مكي وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من السفراء وجمع من الأدباء والمثقفين ألقيت كلمات لكل من : سفير دولة فلسطين بصنعاء باسم الأغا و فوزية نعمان وعن أسرة الفقيد عمران محمد محمود الزبيري وزيد محمد الذاري استعرضت في مجملها مآثر الشهيد ومناقبه وتضحياته وتشرده من أجل حرية الوطن وتطوره و ازدهاره.واعتبرت الكلمات والمداخلات أن إحياء هذه الذكرى يمثل إحياء لقيم التضحية والفداء في سبيل الوطن وتكريساً وتجذيراً لمعاني الولاء الوطني والانتماء لليمن الحر الواحد ومبادئ وأهداف الثورة والجمهورية والوحدة.