وزير الدفاع الأمريكي يقوم بزيارة مفاجئة القوات في العراق
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: نأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بنفسه عن تصريحات أدلى بها المتحدث باسم حكومته وقال فيها إن القوات الامريكية قد تبقى في العراق لمدة عشر سنوات. وقال مكتب المالكي في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس الأول الجمعة إن ما قاله علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية حول حاجة القوات العراقية إلى عشر سنوات لتكون مستعدة كان رأيا شخصيا ولا يمثل رأي الحكومة العراقية.وأكد البيان حساسية مستقبل القوات الامريكية في العراق بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 وأعمال العنف الطائفي التي اندلعت بعد ذلك. وتراجعت وتيرة العنف في العراق بشكل كبير في الشهور القليلة الماضية. لكن مسؤولين حذروا من أن المكاسب الامنية هشة وقد تتراجع مع استعداد العراق للانتخابات وانسحاب القوات الامريكية من مدن عراقية العام المقبل قبل الانسحاب الامريكي الكامل بنهاية عام 2011 وفقا للاتفاقية الأمنية التي توصل عليها العراق والولايات المتحدة. وأشار الدباغ الذي يقوم بزيارة لواشنطن إلى إمكانية بقاء بعض من القوات الامريكية في العراق وقوامها 149 ألف جندي لمدة أطول من الموعد الذي تحدده الاتفاقية الامنية. وقال الدباغ في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن العراق يفهم أن جيشه لن يبنى في غضون ثلاث سنوات. وأضاف أن العراق بحاجة للمزيد من السنوات ربما تصل إلى عشر سنوات. وأضاف أن قادة العراق في المستقبل سيقررون شكل الوجود الامريكي الذي سيحتاجه العراق بعد عام 2011 . ووافق البرلمان العراقي بعد جدال شرس وطويل على الاتفاقية الامنية الثنائية التي تحدد نهاية عام 2011 موعدا لخروج القوات الامريكية من العراق. ومن المقرر أن تطرح الاتفاقية في استفتاء العام المقبل. وقال منتقدو الاتفاقية ومن بينهم أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة إن الاتفاقية تمنح قوة احتلال أجنبي مدمر الشرعية وأضافوا انهم لا يعتقدون أن الولايات المتحدة ستلتزم بموعد الانسحاب, واعتبر المالكي المستفيد الاكبر من الاتفاقية. وبوسع المالكي أن يقول إنه هو الذي قاد خروج القوات الأمريكية من العراق مما يعزز من موقفه الوطني وفي النفس الوقت يظل أمامه خيار مطالبة القوات الامريكية بالبقاء لسنوات قليلة في العراق لمواجهة العنف. وقال الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية إنه يتعهد بسحب القوات الامريكية من العراق في غضون 16 شهرا من توليه السلطة لكنه قال إن بلاده قد تكون بحاجه لابقاء قوة غير محددة في العراق قد تركز على تدريب القوات العراقية. ونفى بيان المالكي الذي نسب إلى مصدر في مكتب رئيس الوزراء أيضا تصريحات أدلى بها الدباغ في واشنطن حول اقتراح عراقي بتشكيل كيان أمني وتجاري إقليمي على غرار الاتحاد الاوروبي. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قد وصل إلى العراق أمس السبت قبل خفض تدريجي في عدد القوات الأمريكية بالبلاد. وتستعد القوات الأمريكية وقوامها 149 ألف جندي للانسحاب من مدن وبلدات بالعراق بمنتصف العام المقبل والانسحاب بالكامل من البلاد بنهاية عام 2011 تماشيا مع الاتفاقية الأمنية التي توصل إليها العراق والولايات المتحدة ويبدأ سريانها في يناير.وفي الشهور الأخيرة تراجعت بشكل كبير أعمال العنف التي اندلعت بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 . ووصل جيتس إلى قاعدة جوية أمريكية في بلد شمالي بغداد بعد زيارة البحرين وأفغانستان حيث يقاتل 65 ألف جندي دولي بينهم 30 ألف جندي أمريكي تمردا بقيادة حركة طالبان الأفغانية ومتمردين آخرين. وتريد الولايات المتحدة إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان إلا أن قدرتها على القيام بذلك تعتمد بشكل كبير على إمكانية خفض قواتها في العراق. وحذر مسؤولون من أن أعمال العنف في العراق قد تزيد ثانية قبل انتخابات المحافظات المقررة في يناير والانتخابات العامة التي ستجرى في وقت لاحق من العام المقبل ومع تسليم القوات الأمريكية المزيد من المسؤولية الأمنية للشرطة والجنود العراقيين. وقال جيتس يوم الأربعاء وهو يبدأ رحلته “من المحتمل أن يكون هناك اهتمام كبير بالابقاء على أكبر عدد ممكن من القوات هناك (في العراق) خلال انتخابات المحافظات وربما لبعض الوقت بعد ذلك.” وتابع مشيرا إلى اتفاقية وضع القوات وهي جزء من الاتفاقية الأمنية “حقيقة أن اتفاقية وضع القوات تطالبنا بالانسحاب من كل المناطق المأهولة بالسكان بنهاية يونيو حزيران تمثل بحق تحولا مهما في المهمة.” وأضاف أنه إذا أصبحت كل المحافظات العراقية ومجموعها 18 محافظة تحت السيطرة الأمنية للقوات العراقية وليست القوات الأمريكية بحلول ذلك الوقت فان الدور الأمريكي سيصبح دورا تدريبيا أكثر من كونه دورا قتاليا. ومن المقرر أن يجتمع جيتس مع قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي اوديرنو ثم سيزور القوات في بلد.