الواقع العربي بكل مسمياته وفواصله القريبة- البعيدة من أصحاب الحق فيه ساحة ملبدة بالغيوم السوداء الاجواء في معظمها مغلفة لاتعرف الاستقرار .. من الصعب الاقتراب منها او التصوير حتى لاتحسب علينا جناية نحاكم بموجبها بلا قانون ... بضاعة ملفوفة بعناية، لكن تشتم منها رائحة العفن حتى وانت بعيد.كل شيء تحكمه وتتحكم فيه السياسة المختلفة في عناوينها المتشابكة المتشابه المضمون الى درجة التطابق في افعالها ، مرض مزمن يتحكم في مصائر الناس، ابتداء من مقاس بذلة الرقص ولونها، الى حجم ونوع الجسد الملفوف عليها، وفيديو كليب البرتقالة.. وغيرها من الفواكه والخضار، الى اسماء الحيوانات والاحزاب والتنظيمات السياسية التي حشرت نفسها في ركن ضيق من الساحة ، الى منظمات المجتمع المدني بكل مسمياتها الرنانة الطنانة التي سيطرت على مقاليدها جماعة من فلكلور الاحزاب .. حتى اللحظة لم تتخلص من تاريخها .. تدور حول نفسها او تدار ... جلدها يتجدد كلما اقتضت تقاليع الموضة وعروضها السياسية رافضة توسيع دائرة الحوار مع الاخرين .واحترام مشاركة الشباب حتى اصابها الضمور .. لتتحول هذه المسميات الى قبور، تشتكي اليوم من الاحتكار مع انه بالامس كان اهم منتج من منتجات دكاكينها ... الحاضرة الغائبة ، لكن دارت الايام ، ولعبت لعبتها لترد لهم بضاعتهم بغلاف غيرهم وعليهم ان يتحولوا الى صبيان لتسويقها- جملة وتجزئة- في نفس اسواقهم.إلى اسماء المقاهي وتسعيرة الطلبات عليها ، ومقدمي نشرات الاخبار وبرامج المنوعات والمسابقات الفنية ولجان التحكيم فيها، وطبق اليوم، ونصائح العمة نور، الى المتربعين على قيادات النوادي الرياضية ونتائج مبارياتها.. الخ..واقع مظلم يقاوم - بصورة غريبة عجيبة- كل محاولات التجديد ، او الاقتباس البسيطة التي يحاول اصحابها على استحياء ملامسة الواقع وتطويره وتنويره،بل سرعان ماتتكالب عليهم كل القوى المتناحرة بهدف اجهاض هذا الامل، والتشويش على وسائل اتصالاتهم وعرقلة ممرات الهبوط والاقلاع على كل فعاليتهم .. وقطع الهواء والماء عن تلك البذرة حتى لاتكبر وتصبح شجرة عملاقة يستظل الوطن بظلالها ويستفيد الفقراء من ثمارها، عندما يستشعرون بالخطر القادم على مصالحهم،لتبقى مصالح الوطن لعقود من الزمن اسيرة نفاقهم وانفاقهم السياسية المظلمة ، تحت شعارات ومسميات قد عفا عليها الزمن.ساحتنا تتسع للجميع ، لكنها مع الاسف تضيق بمن فيها الى درجة الاختناق البشري.. والاحتباس الفكري .. والتشرذم الاخلاقي والضياع الوطني - القومي- الانساني.وهبها الله موقعاً فريداً ، تقدم للعالم طاقتها وعصارة حضارتها، وشبابها الهارب من جحيم الواقع المرير الى احضان المجهول ولاتأخذ من الآخر أي جديد.. مفيد لتجديد شبابها، غير السلاح .. !؟ ( لتعميق فرقتنا)، والليالي الملاح.جسد مستباح لايعرف معنى الراحة ولانعيم الاستقرار ... القلة فيه مرتاحة، تعطي خيرها لغيرها برخص التراب .. بقرة حلوب لكنها لاتشبع تستهلك زبالة الاخرين بشكل رهيب.. وتقول هل من مزيد!؟ساحة بلا عنوان اسماء فواصلها وخطوطها الوهمية كل يوم تتغير ، تبكينا كثيراً عندما يضحك الاخرون من حولنا.. وتلازمنا موجة ضاحكة عندما لا يكون هناك حتى مجال للابتسام.لنعود الى نقطة البداية كما كنا .. نلف وندور حول انفسنا الشاطر فينا مربوط الى جذع شجرة نتصارع على كل شيء ، وأي شيء المهم ان هذا الصراع يبعدنا عن جوهر قضيتنا.امراض مستوطنة .. متنوعة، لتصل خطورتها الى كل شيء في ارضنا وسمائنا وبحارنا وحياتنا، حتى من كنا نعقد عليهم الامل في تلك الكتيبة الميدانية الاعلامية من حملة الاقلام الشريفة- اصحاب السلطة الرابعة- .. آخر العناقيد المتبقية لنا في نسقنا القتالي الاخير.. هل تاهوا قبلنا مثل غيرهم من الاحباب، ولم يستوعبوا الدرس، لتصحيح اخطاء الكتاب.. واعادة طباعته، والتعلم من الماضي القريب- البعيد بكل مآسيه لتحطيم هذا البرواز الممل الذي فرض عليها ومزق وحدتها واضر بسمعتها وبعثر سلاحها يمينا وشمالا إلى درجة الاذلال، ترفض اغتنام الفرصة لتخرج من جلباب الحزبية الضيق الى الآفاق الوطنية الواسعة الحاضنة لكل الالوان ، لتكون مصطفة مع خيار الوطن ووجدان المواطن بما يعيد للجميع الاعتبار ، امل هل نتمسك به ونستثمره في متواليات تنفيذ الاحلام .ام اننا ادمنا العيش بما فرض علينا من واقع مرير نرفض تغييره، ووضعنا رؤوسنا على وسادة مصابه وغطينا اجسادنا والاقلام بلحاف مصاعبه وسلمنا مستقبل اجيالنا للأوهام وسلم لي على الاحلام فغدا تبكينا قسوة الايام.. !؟ لنصحو من غفوتنا الى رحلة اخرى نلف من خلالها على الابواب !!! ،، رحلة هدفها البحث عن رفقة لجلسة ضباب ومن يدفع لنا ثمن اغصان القات ومافيها ، وخير وبركة اذا توسعت النعمة لتشمل نصف برمة .. او نصف كيلو كباب ، مع جلسة صباحي ووعود لاتنتهي من الاحباب.
|
تقرير
آخر العنقود..!
أخبار متعلقة