عامل يمر أمام محلات مدمرة في كراتشي يوم أمس.
كراتشي/14 أكتوبر/ (رويترز) : طلب أعضاء حزب باكستاني إقليمي من زعمائهم السماح لهم بالانسحاب من الائتلاف الحاكم ردا على ما قالوا انه عنف استهدف عمالهم في مدينة كراتشي المركز التجاري للبلاد.وقتل نحو 35 شخصا أغلبهم من النشطاء السياسيين في ثلاثة أيام من العنف في كراتشي أكبر المدن الباكستانية التي تشتهر بالعنف الطائفي ولكنها اتسمت بهدوء نسبي في السنوات الأخيرة.وتضم كراتشي سوق الأوراق المالية الرئيسية في باكستان والبنك المركزي والميناءين الرئيسيين. وفي حين أن المستثمرين في باكستان اعتادوا على العنف شبه اليومي الذي تقوم به جماعات إسلامية في شمال غرب البلاد فان للعنف في كراتشي أثراً مباشراً بدرجة أكبر على المعنويات السائدة.وقالت الحركة القومية المتحدة وهي الحزب الغالب في كراتشي إن الحكومة الإقليمية التي يسيطر عليها حزب الرئيس اصف علي زرداري أخفقت في وقف العنف في المدينة التي يسكنها 18 مليون نسمة.والحركة القومية المتحدة عضو في الحكومة الاتحادية الائتلافية لزرداري وربما يؤدي التهديد بالانسحاب من الائتلاف الى زعزعة استقرار الحكومة التي تواجه بالفعل انتقادات بسبب الفساد وتمردا شديدا من حركة طالبان واقتصادا مضطربا.وأضاف الحركة القومية المتحدة في بيان في وقت متأخر من مساء يوم أمس الأول السبت «يلقى الارهابيون من عصابة لياري الحماية التامة من بعض العناصر في حكومة السند» في اشارة الى حي لياري الذي يهيمن عليه حزب الشعب الباكستاني الذي ينتمي إليه زرداري.وعلى الرغم من أن كلا من حزب الشعب الباكستاني والحركة القومية المتحدة عضوان في الائتلافات الحاكمة التي يقودها حزب الشعب على المستوى الاتحادي والمحلي فانهما الطرفان الرئيسيان اللذان يتنازعان على السلطة في كراتشي منذ فترة طويلة. ويسيطر حزب الشعب الباكستاني على مناطق ريفية من اقليم السند وعاصمته كراتشي.وتنفي الحكومة الاقليمية أي تورط لها في العنف وتقول انها تسعى جاهدة لوقفه.وأضاف الحركة القومية المتحدة ان أعضاء الحركة في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ طلبوا من زعمائهم السماح لهم بالانسحاب من الحكومة والانضمام الى صفوف المعارضة.وحصلت الحركة على 25 مقعدا في الجمعية الوطنية المؤلفة من 342 مقعدا في الانتخابات العامة التي أجريت في فبراير شباط عام 2008 .وان كان انسحاب الحركة من الائتلاف الحاكم لن يؤدي الى سقوط الحكومة فانه من المرجح أن يزيد من الضغوط على حزب الشعب الباكستاني لاستمالة أحزاب أخرى ومستقلين لتحسين موقفه.وقال قائد شرطة المدينة انه تم إرسال تعزيزات أمنية في المناطق المضطربة.وأضاف مسئول رفيع بالحكومة الإقليمية إن عصابات تستغل هذه التوترات وان العنف يمكن أن يزداد سوءا.وأضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه «علينا التوصل إلى حلول سريعة لان هناك خصومة سياسية وعرقية وفي الوقت ذاته فان المجرمين وأفراد العصابات ومافيا المخدرات منخرطون أيضا.»