القاهرة / 14 أكتوبر / رويترز:أطلق 12 فصيلا فلسطينيا يوم أمس الخميس في القاهرة الحوار الوطني الذي طال انتظاره واتفق المشتركون في الحوار على خطة لمعالجة القضايا التي يمكن أن يكون من شأن حسمها إنهاء انقسام دام 18 شهرا بين الضفة الغربية وقطاع غزة.وتقول جميع الأطراف إنها تتمنى أن يؤدي الحوار إلى حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة للإشراف على إعادة اعمار قطاع غزة بعد عملية إسرائيلية استمرت ثلاثة أسابيع ثم تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية.واتفق المشتركون في الحوار على تشكيل خمس لجان تتعامل مع قضايا مثل تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتنظيم عمل القوات الأمنية.وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وهو حزب شيوعي (لرويترز)«كان المناخ ايجابيا.»وأضاف «تم الاتفاق على تشكيل اللجان» وستبدأ عملها في العاشر من مارس آذار المقبل وتنهي عملها قبل نهاية ذلك الشهر.وقال دبلوماسي عربي يوم أمس الأول الأربعاء إن الوسطاء المصريين يأملون في إتمام اتفاق في وقت مناسب لإقراره في مؤتمر قمة عربي سيعقد في قطر أواخر مارس آذار المقبل.وقال مصدر فلسطيني إن اللجان الخمس هي لجنة تفعيل وتأهيل منظمة التحرير الفلسطينية ولجنة تأهيل الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ولجنة الانتخابات التشريعية والرئاسية ولجنة إزالة آثار الانقسام الفلسطيني ولجنة تشكيل الحكومة.وتريد الولايات المتحدة وحكومات أوروبية أن يشكل الفلسطينيون حكومة غير حزبية من التكنوقراط الأمر الذي لن يضطرهم إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع أعضاء في حركة حماس التي يصفونها بأنها إرهابية.وتجنب الغرب التعامل مع حكومة وحدة وطنية سابقة رأستها حماس بعد أن فازت في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2006. وقال كثير من الفلسطينيين والعرب أن الفلسطينيين عوقبوا على اختيارهم الديمقراطي.لكن عزام الأحمد المسؤول الكبير في فتح ترك الباب مفتوحا أمام شكل الحكومة التي ستتشكل.وقال في مؤتمر صحفي ليلة أمس الأول الأربعاء إن هناك اتفاقا على حكومة وحدة وطنية وان طبيعة هذه الحكومة هي مهمة اللجنة التي ستتشكل.ولدى كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومنافستها حركة فتح التي تدير السلطة الوطنية الفلسطينية رؤى مختلفة حول كيفية التعامل مع إسرائيل.وتحتفظ حماس الني تسيطر على غزة منذ يونيو حزيران 2007 بالحق في محاربة إسرائيل على الرغم من استعدادها لقبول تهدئة لمدة 18 شهرا معها. أما فتح التي تسيطر على الضفة الغربية فنبذت العنف وتعلق كل آمالها على المفاوضات.وقال مدير المخابرات المصرية عمر سليمان في افتتاح الحوار إن مصر تأمل في أن يكون هذا الاجتماع فاتحة حقيقية لفترة جديدة لإنهاء حالة الانقسام التي استمرت طويلا. وأضاف أن الوقت حان لطي هذه الصفحة إلى الأبد.وقال «تمنياته (الرئيس المصري حسني مبارك) أن يكون هذا الاجتماع البداية الحقيقية لمرحلة جديدة تنهي حالة الانقسام التي طال أمدها ... وحان الآن أن تطوى صفحتها إلى غير رجعة.»وقال للفصائل الفلسطينية التي تجتمع في مقر المخابرات العامة « إليكم يتطلع الجميع وبكم تتحقق آماله فلا تطيلوا الخلاف ولا تعمقوا الانقسام. وحدوا الصفوف لتحقيق آمال الجميع في دولة فلسطينية مستقلة.»وتضغط فتح في سبيل التوصل لقرارات سريعة لكن مصدرا كبيرا في حماس قال إن الأمر بحاجة لأكثر من مجرد أيام قليلة.وسبقت الحوار الوطني محادثات بين فتح وحماس يوم أمس الأول الأربعاء. وتبادلت الحركتان الوعود بإطلاق سراح المعتقلين منهما في غزة والضفة الغربية.وقال رئيس لجنة المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي لرويترز إن فتح ستمثل بثلاثة أعضاء في كل لجنة وستمثل حماس بنفس العدد بينما ستمثل باقي الفصائل بعضو واحد لكل منها.وأضاف أن اللجنة التي يرأسها ستشارك في عمل اللجان كما ستشارك فيه شخصيات عامة فلسطينية.وقال «نحن انتقلنا من مرحلة الصراع إلى مرحلة الحوار. وبعد 10 مارس (آذار) المقبل سننتقل إلى مرحلة الوفاق.»