مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني
محمد رجب ابو رجبينعقد في الخامس والعشرين من الشهر الجاري مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني الذي طال انتظاره، حيث تمت الدعوة لهذا المؤتمر من قبل اكثر من فصيل وجدوا فيه ضرورة ملحة نظرا لما تشهده الساحة الفلسطينية من اشتداد الهجمة والعدوان الصهيوني من جهة، وما تشهده من توترات داخلية ادت الى سقوط ضحايا في صفوف شعبنا الفلسطيني.وينعقد هذا المؤتمر في ظل استمرار الحصار الاقتصادي على اهلنا في قطاع غزة، والضفة الغربية، ومنع الاموال التي تم جمعها من الاشقاء العرب من الوصول الى داخل الوطن المحتل، ازدياد الحديث الامريكي عن الارهاب الفلسطيني.ينعقد هذا المؤتمر والكيان الصهيوني يفرض واقع الجدار العنصري وواقع المستوطنات في الضفة الغربية والتي يعمل على توسيعها وتهويد القدس وضم غور الاردن وتوجهاته للانسحاب الاحادي الجانب من الضفة الغربية فاذا كان كل هذا الخطر يواجه الشعب الفلسطيني اليوم فيبقى انعقاد المؤتمر ضرورة ملحة وحتى يكون هذا المؤتمر بالمستوى الذي يتطلع اليه الشعب الفلسطيني والعربي فعليه ان يقف وبمسؤولية وطنية بعيدا عن الحسابات الخاصة لهذا الفصيل او ذاك، وبعيدا عن كل الحساسيات لاخذ القرارات الضرورية والهامة والواقعية لمواجهة هذه الاخطار، وعلى هذا المؤتمر ان يأخذ بعين الاعتبار وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن ممثلي الفصائل الفلسطينية المعتقلين في سجون الاحتلال، والتي صاغوها داخل المعتقلات في 11 ايار الجاري، انطلاقا من شعورهم بالمسؤولية الوطنية والتاريخية ومن اجل تعزيز الجبهة الفلسطينية، ومن اجل مواجهة المشروع الاسرائيلي الهادف الى فرض الحل الاسرائيلي، وتؤكد هذه الوثيقة على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والتمسك بخيار المقاومة بمختلف الوسائل وتركيز المقاومة في الاراضي التي احتلت عام 1967م كما تدعو هذه الوثيقة الى حماية وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها نواة الدولة القادمة، وفي نفس الوقت ضرورة احترام مسؤوليات صلاحيات الحكومة التي منحها المجلس التشريعي الثقة وضرورة التعاون الخلاق بين الرئاسة والحكومة والعمل المشترك.لقد تحدثت الوثيقة عن اهمية وجود حكومة وطنية تضمن مشاركة الكتل البرلمانية وتشكيل جبهة مقاومة موحدة باسم جبهة المقاومة الفلسطينية لقيادة وخوض المقاومة ضد الاحتلال وتشكيل مرجعية سياسية موحدة لها.كثيرة هي القضايا الهامة التي تناولتها وثيقة المعتقلين والتي وقع عليها ممثلو خمس فصائل وطنية فلسطينية فلماذا لاتكون مثل هذه الوثيقة اساسا لبرنامج عمل يقره مؤتمر الحوار الوطني؟ لماذا لانفتح صدورنا لكل المبادرات المقدمة من الفصائل والتي تحمل نفس الهم وتطرح المبادرات التي لاتختلف ولاتتجاوز ما يطرحه المعتقلون.وثيقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدعو الى الاسراع في تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها واعادة بنائها على اساس برنامج وطني وديمقراطي، وبالانتخابات وفقا لنظامها الاساسي، وعلى اساس التمثيل النسبي حيثما امكن ذلك، وتؤكد على ان المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتدعو الى اعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني والتمسك بثوابت الاجماع الوطني.وتدعو الى تشكيل قيادة وطنية كاطار مؤقت يشكل مرجعية قيادية داخلية فلسطينية مقررة لاتلغي او تتجاوز دور وصلاحيات الهيئات والمؤسسات القيادية والتمثيلية .. مثل هذه القيادة مهمة كون وجود عدد من القوى الفلسطينية خارج الاطر القيادية للمنظمة.مثل هذا المؤتمر يجب ان يناقش ويقلب وبصدر مفتوح كل ما يقدم له وما من شأنه ان يرسخ الوحدة الوطنية الفلسطينية.جماهير الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتل وفي الشتات ينتظرون من فصائلهم الوطنية وقيادييها الحكماء ما يضمن حقهم في العودة وحق تقرير المصير واقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.ينتظرون وضع حد للتجاوزات والتوترات والمهاترات وحفظ امن المواطن.ينتظرون وحدة الموقف بين مؤسستي الحكومة والرئاسة."واعتصموابحبل الله جميعا ولاتفرقوا"..