- إن الحديث حول ميناء عدن ذو شجون وبرغم ما كتبنا عنه إلاّ أن كتاباتنا لم تلق آذاناً صاغية وعقولاً واعية حتى الآن مع أن هذه الميناء وبموقعها الجغرافي الاستراتيجي الهام سوف تذر الكثير والكثير من العملات الصعبة قد تصل الى المليارات والتي من شأنها تقوية الميزانية العامة للدولة وأيضاً ستعود بالنفع على البلاد والعباد وتنهض بالاقتصاد الوطني نهوضاً قوياً وبأرقام قياسية .. ولكن إهمال الجهات المسئولة في الحكومة لمثل هذه المنشآت الاقتصادية المهمة والنافعة هو الذي أدى وسوف يؤدي الى إحداث شلل في النمو الاقتصادي وإحداث إرباك وتعثر في عملية الاصلاح الاقتصادي فبدون إحياء وتفعيل دور هذه المنشآت الهامة نبقى وكما قال المثل الشعبي "يابدر لا رحنا ولا جينا".- إن الأقوال إذا لم تترجم الى أفعال وأعمال حقيقية ملموسة على صعيد الواقع نكون قد أخفقنا في عملية الاصلاح الاقتصادي فرئيسنا القائد علي عبدالله صالح حفظه الله كم تحدث وكم أعطى من توجيهات واضحة في هذا الجانب الاقتصادي الهام أثناء زياراته المتكررة لميناء عدن والمنطقة الحرة ولكن مغني بجنب أصنج كما قال المثل الشعبي وميناء المخا التجاري التاريخي الهام والذي كان في يوم من الأيام شعلة وهاجة لنشاطه وحيويته في الجانب التجاري في يوم من الأيام وفجأة تنطفىء تلك الشعلة الوهاجة وتندثر ميناءالمخا وتتحول الى أطلال وتفقد البلاد رافداً اقتصادياً آخراً هاماً .. وكم تألمت وحزنت كثيراً وأنا أشاهد هذه الميناء وقد إندثرت معالمها وأصبحت في تعداد الاموات وهذا ما أخشاه على ميناء عدن والذي بدأت المؤشرات تشير بأن حاله لا يسر أحد وخاصة بعد أن أخفقت جهات الاختصاص في عملية الاصلاح الاقتصادي وقامت بعرض هذه الميناء وأعني ميناء عدن للبيع أو بمعنى آخر للاستثمار من خلال شركات أجنبية فاشلة وعاجزة وهذا ما أحدث إرباكاً عظيماً في عملية النمو الاقتصادي والاستثمار في الموانئ اليمنية .. فلماذا ميناء الحديدة وبالذات يزخر بنشاط تجاري هائل وكبير وميناء عدن والمنطقة الحرة في ركود دائم .- نحن لا نشكك في مقدرة الكفاءات والخبرات والتي تزخر بها ميناء عدن إدارياً ومالياً وفنياً ولكن هناك تقصير قد يكون متعمد أو غير متعمد من ذوي الشأن في الحكومة أو عدم فهم بالعمل المناط بهم .. وزير يذهب ووزير يأتي والحال كما هو .. وهذا السؤال نوجهه الى وزير النقل الجديد الأخ د/ خالد ابراهيم الوزير والذي نأمل كثيراً فيه إحداث نوعاً متميزاً من الاصلاح في هذه المنشآت الاقتصادية الهامة منطلقاً بروح المسؤولية وحب الوطن فميناء عدن بل وكل الموانئ اليمنية بحاجة الى رجال مخلصين وأمناء لديهم الخبرة والكفاءة والحس الوطني لما من شأنه ترجمة الكلمات والاقوال الى أعمال وأفعال ملموسة بعيداً عن التهميش وسوء التخطيط وحتى لا تصل الاحوال في المستقبل الى ما وصلت إليه اليوم أو قد تزداد سوءاً وتعقيداً .. وإننا نتجه اليوم بأقلامنا النزيهة الى وزيرنا الجديد د/ خالد إبراهيم الوزير حفظه الله وزير النقل والى رئيس الحكومة الجديد د/ مجور والذي نأمل فيهم كل خير للبلاد والعباد فميناء عدن ينتظر الكثير من الاصلاحات وليس التخلص من العمالة الفائضة فهو بحاجة الى المزيد من العمالة والتوظيفات لأهمية موقعه الجغرافي والاستراتيجي وايضاً يحتاج الى الكثير من الرعاية والاهتمام والدعم من الحكومة وكذا ميناء المخا .. ولنتعلم مما وصلت إليه موانئ العالم الحديثة المتطورة مع أن ميناء عدن عالمي وله تاريخ تجاري واقتصادي عريق فهل تسمعون ؟! وأخيراً وليس بآخر أتوجه بالشكر والتقدير للأخ المهندس محمد عبدالواسع مدير عام ميناء عدن وكل الطيبين والعاملين باخلاص.
|
آراء حرة
ميناء عدن .. والوزير الجديد؟!
أخبار متعلقة