دراسة حديثه تؤكد :
على رغم انف القوانين التي تحض على محاربة التلوث ، ووقف المسببات التي تؤدي اليه ، لاتزال جريمة تلويث نهر النيل مستمرة .هذا ما اكدته دراسة حديثه ، صدرت مؤخراً عن المجالس القومية المتخصصة في مصر ، واظهرت ارقاماً غاية في الخطورة.اكدت الدراسة التي اعدها مجموعة من الخبراء في تخصصات مختلفة بتكليف من المجالس القومية المتخصصة ، ان نهر النيل لايزال يستقبل كل عام 22 مليار متر مكعب من المياه الملوثة .منها 800 مليون متر مكعب من المصانع المقامة على النهر وفروعه اضافة الى 4 مليارات متر مكعب من مخلفات الصرف الصحي و 17 مليار متر مكعب من مخلفات الصرف الزراعي التي تحتوى على مواد صلبة من الاسمدة والكيماويات التي لاتذوب في المياه .وذكرت الدراسة ان كوب المياه من ماء النيل يحتوى على نحو 100 عنصر كيميائي تدمر صحة الانسان المصري ، وان 75 من امراض السرطان ، وخصوصاً سرطان المثانة والرئة والكبد والفشل الكلوي ، سببها تلوث مياه النيل .- وان حجم المخلفات السامة والسائلة على طول نهر النيل قد بلغ ثلاثة كيلو مترات و 570 متراً ، الى جانب مليوني متر مكعب من مياه المجاري يتم صرفها يومياً في مياه النيل وفروعه .واكدت الدراسة ان نسبة الرصاص في مياه النيل تزيد بنسبة 65 على المسموح به دولياً .- اما التسمم بالزئبق فقد وصلت نسبته الى 2 وان العناصر الثقيلة قد تزايدت في مياه النيل نتيجة لالقاء مخلفات المصانع التي تحتوى على عناصر ذات تأثير سام ، مايجعل المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي .وعن اهم مصادر تلوث مياه النيل اشارت الدراسة الى وجود عوامل متعددة للتلوث ، اخطرها على لاطلاق المخلفات الصناعية السائلة من مناطق التجمع الصناعي على النهر ، مثل مصانع السكر والاسمدة والزيوت ، علاوة على الكيماويات الزراعية التي تعد وفق الدراسة ، المصدر الثاني لتلوث مياه النيل ، لان جزءاً كبيراً منها ينساب مع مياه الصرف ، ويصل الى المياه الجوفية ، حيث يؤثر على الطبقات الجيولوجية التي توجد بها المياه الجوفية ، فالمركبات الفوسفورية والازوتية ومبيدات الآفات الزراعية الموجودة في هذه المخلفات تترك تأثيراً خطيراً في صحة الانسان .وان القاء المخلفات الصناعية السائلة في مياه النيل يؤثر في المياه بطرق مختلفة ، حيث ان مكونات هذه المخلفات تؤدي الى تغير الصفات الطبيعية والتركيب الكيميائي للمياه ، فتغير بالكائيات الحية الموجودة في المياه .وتسبب المعادن الثقيلة مخاطر على الانسان ، لذا فإن تناول اسماك ومياه ملوثة بالرصاص لفترة طويلة يؤدى الى الاصابة بفقر الدم .وقد يؤثر الرصاص ايضاً في صحة الكليتين والقلب والجهاز العصبي ويسبب التخلف العقلي عند المواليد الجدد ويسبب النزيف والاجهاض عند الحوامل .وتستشهد الدراسة ايضاً في هذا الصدد بتقارير البنك الدولي ذات الصلة بقضايا البيئة ، والتي تؤكد ان 90 من المياه المستخدمة في مصر تشق طريقها الى نهر النيل من دون معالجة وان 196 صنفاً من الاسماك في مياه النيل هلكت جميعها بسبب طوفان التلوث ، ولم يبق من تلك الاصناف سوى اسماك البلطي .وتعليقاً على القوانين التي صدرت لحماية نهر النيل ، تؤكد الدراسة ان هناك العشرات من القوانين والتشريعات التي صدرت لهذا الهدف، لكن آليات تطبيقها غير فاعلة .نقلاً عن مجلة (الصدى) الاماراتية.
مياة نهر النيل الملوثة تشكل تهديد للبشر والحياة