القدس / 14 أكتوبر / رويترز:انتخبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بفارق بسيط لزعامة حزب كديما الحاكم أمس الخميس وتعهدت بالعمل فورا على تشكيل حكومة ائتلافية جديدة لتخلف ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تلاحقه الفضائح.وبعد ليلة خيم عليها التوتر خلال عمليات فرز الأصوات بعد أن أظهرت استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع فوز ليفني بفارق كبير أعلن المسؤولون الإسرائيليون أن الفارق الرسمي بينها وبين منافسها شاؤول موفاز وزير النقل الجنرال السابق يتعدى نقطة مئوية واحدة.وتنفست ليفني (50 عاماً) وهي محامية سابقة الصعداء بعد إعلان النتيجة خاصة وأنها كانت قد أعلنت قبل ساعات النصر أمام أنصارها.وقالت ليفني التي عملت يوما مع جهاز المخابرات الإسرائيلي ( الموساد) لأنصارها في حزب كديما الوسطي “الأخيار فازوا.”وقال شموئيل داهان المتحدث باسم حزب كديما إن النتائج النهائية أعطت لليفني 43.1 في المائة من الأصوات مقابل موفاز الذي حصل على 42 في المائة في تراجع كبير للفارق الذي تراوح بين عشرة و12 نقطة في استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع.وجاء مرشحان آخران في الانتخابات في المؤخرة.وقالت ليفني خارج منزلها في تل أبيب فجر الخميس بعد إعلان النتيجة النهائية للانتخابات “على مستوى الحكومة في إسرائيل يجب أن نعالج التهديدات الصعبة.”ولم تشر ليفني في أول تصريحات لها بعد الفوز إلى مفاوضات السلام التي كانت تقودها مع الفلسطينيين على مدى عام.وأضافت “المهمة الوطنية هي ... خلق الاستقرار سريعاً. هناك عدم استقرار اقتصادي.” وفي مواجهة محادثات معقدة مرجحة مع الشركاء السياسيين المحتملين قالت ليفني “غدا ( أمس) (الخميس) أبدأ لقاء ممثلي الفئات حتى يمكننا سريعا تشكيل حكومة ائتلافية يمكنها معالجة كل هذه التحديات التي تنتظرنا.”وينظر إلى ليفني وزيرة الخارجية - التي أطلق عليها احد كبار الصحفيين اسم “ السيدة نظيفة” والتي تتسم بالصرامة عادة - على أنها المضاد الموضوعي لاولمرت السياسي المخضرم الذي يقابل من يلقاه بالترحاب والذي قد توجه له تهم بالفساد.وتحتاج ليفني وهي ابنة لأبوين كانا من النشطاء الصهاينة في أوائل الأربعينات لروح قتالية وحاسة سياسية لدعم هدفها في أن تصبح أول رئيسة لوزراء إسرائيل بعد جولدا مائير في السبعينات.وأشار معلقون في الصحف الإسرائيلية الكبرى إلى أن ليفني انتخبت زعيمة لكاديما بأصوات تقل عن 20 ألف ناخب أي نصف في المائة من سكان إسرائيل مشككين في أحقيتها في الحصول على تفويض عام من الإسرائيليين.وتعهدت ليفني بمعالجة الانقسامات التي خلفتها انتخابات الزعامة في حزب كاديما والتي وصلت إلى حد محاولة معسكر موفاز في أول الأمر التشكيك في الفرز.ونقل راديو (الجيش الإسرائيلي) عن مساعدي موفاز - وهو وزير دفاع سابق إيراني المولد يلقى تأييداً من يهود الشرق الأوسط في معسكر مواجه لليهود القادمين من أوروبا - قولهم انه قبل بالنتيجة.وقال الراديو إن موفاز اتصل هاتفياً بليفني في ساعة مبكرة من صباح الخميس وهنأها بالفوز.وكان مفاوضو السلام الفلسطينيون وربما رعاة عملية السلام في واشنطن بين الذين أشادوا بفوز ليفني بعد أن بدأت النتائج الرسمية تؤكد انتصارها.وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات (لرويترز) لأن ليفني كانت منغمسة في عملية السلام فإننا نعتقد أنها ستتابع مساعي السلام معنا.” وأضاف قوله “نحن نرحب باختيار الشعب الإسرائيلي.” وقال المحلل السياسي شموئيل ساندلر “يصعب التنبؤ هل ستكون رئيسة وزراء قوية أم لا.”واستدرك مشيراً إلى روابطها الشخصية بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وقال “في واشنطن سيسعدون كثيرا بهذه النتيجة فهي صديقة حميمة لكوندوليزا.”وصرح مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن اولمرت سيخطر الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد المقبل باستقالته وان عليه بعدها أن ينتظر عودة الرئيس الإسرائيلي من الخارج ليستقيل رسمياً ويبدأ الفترة الانتقالية.وكان أولمرت الذي حادث ليفني هاتفيا لتهنئتها قال انه سوف يستقيل حالما يختار حزب كديما زعيما جديدا لكن رئيس الوزراء الذي من المحتمل توجيه تهم إليه في فضيحة فساد تعهد أيضاً أن يمارس حقه في البقاء في منصبه رئيسا لحكومة تصريف أعمال حتى تقوم ليفني بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.وتلك العملية التي تتضمن مفاوضات وصفقات صعبة مع زعيم حزب العمل الطموح ايهود باراك في اليسار ومع الأحزاب اليهودية الدينية في اليمين قد تستغرق أسابيع أو أشهرا.ويرى كثيرون انه قد تجرى في نهاية الأمر انتخابات برلمانية مبكرة تظهر استطلاعات الرأي أن حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو سيفوز فيها.