قد يكون "زواج فريند" حلاً لعصم الشباب المسلمين في المهجر من الوقوع في الخطيئة، ولكنه لا يقدم أي حل لمجتمعنا العربي حتى مع تفاقم نسبة العنوسة وارتفاع سن الزواج لأنه مجرد من كل الالتزامات ولا يشبع إلا الحاجة الجنسية فقط، فهو بعيد كل البعد عن إمكانية تكوين أسرة مترابطة بالحب والمودة.إن زواج فريند.. أو زواج الأصدقاء.. نوع جديد من الزواج طرق باب الثقافة العربية بقوة في الفترة الأخيرة، بعد أن ظهرت وتعددت أشكال أخرى للزواج.. ابتدأت من الزواج العرفي وتبعاته الاجتماعية وأنواعه المبتكرة مثل: زواج الكاسيت.. وزواج الوشم.. وزواج الطوابع.. ولا تزال الضجة التي أثارها زواج فريند تشغل الرأي العام.. آباء وأمهات، ومثقفين.. وشبابا وفتيات، خاصة بعد أن منح مجمع الفقهاء الإسلامي ترخيصا مفتوحا لهذا الزواج، على الرغم من أن الجميع متفقون على قضية واحدة وهي أن هذا الزواج أفضل من إقامة علاقات غير شرعية.. إلا أن هناك تباينا في الآراء حول الفتوى بين التأييد والمعارضة..[c1]البدايـة[/c]بدأت إثارة هذه القضية بفتوى فردية أطلقها الشيخ "عبدالمجيد الزنداني" رئيس مجلس شوري حزب الإصلاح ورئيس جامعة الإيمان باليمن وقد لقيت دعوته ضجة واسعة في العالم العربي والإسلامي حول ما أصبح معروفا بفتوى زواج فريند وقد ورد هذا المصطلح ملتبسا وترجم بزواج الأصدقاء مما أعطى إيحاء بأن هذا الزواج لا يختلف في جوهره عن العلاقة المحرمة المعروفة بالإنجليزية بمصطلح (بوي فريند، أو جيرل فريند) وبالعربية تعني الخلان أو الرفقاء.. ولكن المعنى المقصود منه بترجمته العملية أنه يمكن للشاب والفتاة من خلال هذه الصلة الزواجية الجديدة أن يرتبطا بعقد زواج شرعي دون أن يمتلكا بيتا يأويان إليه، إذا يكتفي في البداية بأن يعود كل منهما إلي منزل أبويه بعد اللقاء.. فهل يمكن أن يكون زواج فريند شكلا من أشكال الزواج العرفي بكل آثاره السلبية بعد أن تفرعت عنه أنواع أخرى للزواج مثل زواج الكاسيت الذي لا يحتاج إلى ورقة شهود وإنما يكتفي الطرفان بوجود كاسيت وشريط ويسجل عليه كل منهما الكلمات التي يرددها المأذون الشرعي ويحتفظ كل منهما بنسخة معه..أما زواج الوشم فهو عبارة عن كتابة وثيقة الزواج بالوشم على الجلد.. وزواج الطوابع أسهل الأنواع حيث يقوم كل طرف بلصق طابع بريد علي جبين الآخر.وإذا كان الشيخ "الزاندني" صاحب الدعوة إلي زواج فريند، عمد في فتواه إلى التيسير على الشباب بالاستغناء عما يرهقهم ولتجنب الانحرافات النفسية والسلوكية مؤكدا عندما سئل عن سبب دعوته أنه بدلا من أن يدخل الشباب المسلم في الغرب في علاقات الجيرل فريند تأثرا بما هو سائد في محيطه الاجتماعي الغربي يجب أن تتاح له فرصة بناء علاقة زوجية ميسرة أو ما يمكن أن يطلق عليه زواج فريند دون بيت مستندا بأن البيت ليس شرطا شرعيا من شروط الزواج، فالسؤال هنا إذا وجدت هذه التجربة صداها في المجتمعات الغربية.. فكيف يتقبلها المجتمع الشرقي؟!
|
ومجتمع
فيه ينسلخ الزوج هارباً من المسؤوليات .. "زواج فريند" إهدار لكرامة المرأة
أخبار متعلقة