في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي
شرم الشيخ/وكالات :دعا الرئيس المصري حسني مبارك أمس السبت في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط في شرم الشيخ على البحر الاحمر الى اصلاح ديموقراطي "متدرج" لا يؤدي الى "الفوضى".واكد مبارك في خطابه الافتتاحي للمؤتمر الذي يعقد بحضور حوالى الف شخصية من العالم اجمع وسط اجراءات امنية مشددة، ضرورة "مواصلة الاصلاح النابع من داخل المنطقة ومن فوق ارضها، اصلاح يتبنى نهجا حكيما ومتدرجا يضمن استمراره ويحاذر من طفرات متسرعة تتعجل نتائجه فتؤدي الى الفوضي وانتكاس مسيرته". ودعا مبارك الى "السلام والاستقرار" في الشرق الاوسط مؤكدا ان شعوب المنطقة "تتوق اليه". وقال ان "رياح التغيير في الشرق الاوسط لن تكتمل نتائجها دون مواجهة ما يزخر به من بؤر للتوتر ما بين توقف عملية السلام والوضع في العراق والجدل الدائر حول برنامج ايران النووي ". وشدد مبارك على ان الاصلاح في المنطقة لن يكون الطريق الى تسوية للقضية الفلسطينية بل "العكس هو صحيح". وسيركز المنتدى السنوي الذي اطلق عليه اسم "دافوس الشرق الاوسط" على ارتفاع اسعار النفط والتحديات التي تواجه الاجيال الجديدة. الا ان الحدث السياسي سيسجل اليوم الاحد مع اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني.. وسيكون اللقاء بين عباس وليفني وبيريز الاحد الاول على هذا المستوى منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير وفي وقت تشهد الاراضي الفلسطينية اشتباكات متقطعة بين حماس وحركة فتح التي ينتمي اليها عباس. وقال مسؤول منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي شريف الديواني انه سيتم التطرق الى ملفات اخرى حساسة مثل ايران والعراق ولبنان خلال القمة او على هامش اعمالها. ويشارك وفود من 46 دولة في المؤتمر. واعطى المنظمون الاولوية لموضوع الاصلاح الاقتصادي الليبرالي واعادة توزيع الموارد، بهدف مواجهة تحدي "الاجيال الجديدة" في الشرق الاوسط. وقال الديواني ان عائدات النفط الحالية يجب ان تستخدم لاحداث التغيير على المدى البعيد وايجاد فرص عمل جديدة للاجيال الجديدة. ويرى البنك الدولي ان "المنطقة تحتاج الى نسبة نمو سنوية تتراوح نسبتها بين 6 و7% خلال السنوات العشرين المقبلة، اذا ارادت تجنب نسب بطالة تصل الى 25%". وستتخلل المنتدى حلقات عمل حول "دولة القانون والديموقراطية" و"تحديات التوظيف والهجرة" و"السلام والامن والعلاقات الدولية" و"الشباب والثقافة والهوية". وللمرة الاولى في العالم العربي، سيعقد مؤتمر مواز "مناهض لدافوس" في مقر اتحاد الصحافيين في القاهرة تشارك فيه احزاب عربية معارضة ومنظمات في المجتمع المدني. ويعد منتدى دافوس من أشهر المنظمات والتجمعات العالمية غير الحكومية على الاطلاق اذ انه يجمع القادة من مختلف التوجهات والمجالات الحياتية من رجال الاعمال الى السياسيين ومن الاعلاميين الى المثقفين والادباء وغيرهم والذين يحرصون على حضور اجتماعاته كل عام للمساهمة في حل مشاكل العالم المتنامية. ويضم في عضويته اكبر الف شركة في العالم اذ تنحصر عضويته في هذا العدد وهو يتمتع بعلاقات طيبة مع جميع المنظمات الدولية والحكومات في مختلف دول العالم وياتي هذا الاجتماع وهو الاول من نوعه في مصر ليوجه رسالة للارهاب الدولي بان العمليات الاخيرة التي تم تنفيذها في منطقة دهب في سيناء الشهر الماضي لم تحقق اهدافها السياسية الرامية الى الغاء المؤتمر وخلق بؤر توتر في المنطقة. وكان الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب قد ذكر في رسالة وجهها الشهر الماضي الى الرئيس المصري حسني مبارك بعد احداث دهب في سيناء "ان التوقعات اشارت الى الغاء المؤتمر بعد الاحداث الارهابية الاخيرة ولكن من اجل مستقبل اكثر وامن وسلام للبشرية في المنطقة فاننا ماضون في عقد المؤتمر". وقال ايضا "انه يجب ان نظهر للعالم من خلال اجتماع يضم رؤساء دول وسياسيين واقتصاديين ورجال اعمال بمدى مسؤوليتهم تجاه تطوير منطقة الشرق الاوسط بالرغم من التحديات والصعوبات التي تواجههم". يذكر أن من اسباب ايجاد منتدى دافوس الذي تاسس في مدينة جنيف بسويسرا كمؤسسة غير ربحية في العام 1971 بحث التحديات التي يواجهها العالم والتي لا يمكن للدول منفردة ان تتصدى لحلها والتغلب عليها. ومن الجدير بالذكر أنه قبل حوالي 30 عاما قام أستاذ الاقتصاد السويسري كلاوس شواب المنحدر من أصول ألمانية بتأسيس ناد صغير لرجال الاعمال الاوروبيين بمدينة دافوس السويسرية، وشيئا فشيئا تحول هذا النادي الى مؤسسة تضم النخبة التي تقود العالم في غالبية المجالات وصولا إلى ما يسمى بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي.