لايعني استدراكنا على أقوال واجتهادات المفكر العربي الإسلامي المعروف جمال ألبنا بأننا نتطاول عليه أو نسعى لتفنيد أفكاره بقدر مانتحاور مع هذه الأفكار والتلامح معها والاستفادة منها وإثراء هذه الموضوع من اجل معرفة الحقيقة ولكننا نريد أن نذكر بان المفكر الكبير ليس فوق مستوى الشبهات او فوق النقد وليس معصوماً من الوقوع في الزلل والخطأ والسهو فلكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة فهو يقول في مقالة له تحت عنوان “ تقويل القرآن مالم يقله” نشرت في عدد 14 أكتوبر(13838) يقول فيها بان المفسرين القداما والمحدثين قد اخطأوا وارتكبوا اثماً عظيماً لأنهم قولوا القرآن مالم يقله عندما فسروا “ غير المغضوب عليهم” في سورة الفاتحة بأنهم اليهود وبان “الضالين” هم النصارى ويقول بزعمه بان القرآن يقصد التعميم ولايقصد التخصيص وان القرآن يضع قيماً عامة موضوعية مفتوحة لكل من يؤمن بها ومعنى هذا حسب زعمه بان القرآن يرفض أن يكون له تفسيراً كائناً ماكان وانه ليس مطلوباً تفسير للقرآن وان ماذهب إليه المفسرون بينه وبين ما أراد الله في القرآن بوناً شاسعاً.يبدولنا بان قوله تعالى” أفلا يتدبرون القرآن” وقوله تعالى:” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته” قد غابت عن وعي الأستاذ جمال أو انه قد تغافل عنها أو انه قد تجاهل إجماع علماء التفسير القاضي بان أفضل تفسير للقرآن هو القرآن نفسه فما أجمل في مكان خصص في مكان آخر والآيات تأخذ برقاب بعضها بعضاً من خلال السباق والسياق والقرآن مترابط متكامل والفاتحة وان كانت معاينها ودلالاتها عامة وموجرة إلا إنها لاتنفصل عن بقية كتاب الله وتفصيلاته ولولا ذلك لما كانت فاتحة الكتاب وكأنها مقدمته العامة الموجرة.فلو ربط الأستاذ جمال بين قوله تعالى:”غير المغضوب عليهم “ في الفاتحة مع قوله تعالى قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنة الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل سواء السبيل الاية60 من سورة المائدة.لتبين له بان المغضوب عليهم هم اليهود من دون عناء تفسير أو تأويل بشري متكلف.ولو ربط المفكر جمال البناء بين قوله تعالى :” ولا الضالين” في الفاتحة وبين الآيات التي تبدأ بقوله: تعالى:” لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة.. “ إلى قوله تعالى: “قل يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم غير الحق ولاتتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبل واضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل” الآيات من 72-77 من سورة المائدة لتبين للأستاذ جمال بان الضالين هم النصارى من دون عناء تفسير أو تأويل بشري ومن سياق الآيات المتتابعات.ولكن يبدو أن الأستاذ جمال البناء قد اسعد اليهود والنصارى بتأويله هذا دون ان يشعر وشرح صدورهم على حساب معرفة الحقيقة ولو انه استعان بمنهج التفسير المقارن الذي يربط بين الآيات المتشابهات والمتكررة والمتناثرة في ثنايا كتاب الله لما احتاج حتى للحديث عن الحديث النبوي الذي رووه أحاد. مع تقديرنا للأستاذ والمفكر العربي والإسلامي الكبير جمال البناء وللأستاذ الحبيشي رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر التي عرفتنا بهذا المفكر المجدد..
|
آراء حرة
على هامش “تقويل القرآن مالم يقله”
أخبار متعلقة