لتقليص كلفة حرب كبدت أمريكا مئات المليارات من الدولارات
بغداد/14 أكتوبر/تيم كوكس: قد تتجنب خطة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لسحب القوات الأمريكية المقاتلة بحلول 31 أغسطس 2010 إغراق العراق في حالة من الفوضى مجددا لكن واشنطن ستحتاج إلى استخدام دبلوماسيتها الماهرة لإخماد صراع جديد بين الجماعات العراقية المتنافسة. وأعلن اوباما أمس الأول «الجمعة» خططا لسحب القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بعد أن يمر 19 شهرا على توليه منصبه وبهذا يكون قد أوفى بوعد لإنهاء الحرب التي لا تحظى بشعبية تدريجيا وهي الحرب التي أحدثت انقساما بين الأمريكيين وأدت إلى أعمال عنف طائفية كادت أن تمزق العراق. وقال الرئيس الأمريكي إنه سيبقي على قوة كبيرة قوامها بين 35 و50 ألف جندي أمريكي في العراق لتدريب وتزويد القوات العراقية بالمعدات والقيام بعمليات محدودة لمكافحة التمرد. ويجب أن ترحل هذه القوات بحلول نهاية عام 2011 بموجب اتفاق أمني موقع بين الولايات المتحدة والعراق. وقال ديفيد كلاريدج مدير مؤسسة جانوسيان لإدارة المخاطر الأمنية «من المؤكد أنها خطوة ضرورية لإعادة الأمور لطبيعتها في العراق... ستكون صعبة لكنها ضرورية من أجل استقرار طويل المدى.» وأضاف كلاريدج أن جماعات المتشددين مثل جيش المهدي الموالي لرجل الدين الشيعي المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر ستفقد حماسها إذ أنها عرفت نفسها على أنها معارضة للاحتلال الذي هو في سبيله للانتهاء الآن. وصرح مازن الساعدي مدير مكتب الصدر بغرب بغداد بأن حركته ستوافق على خطة اوباما ما دام يلزم الولايات المتحدة بالانسحاب الكامل بحلول نهاية عام 2011 كما هو وارد في الاتفاق الأمني الذي كان الصدريون قد عارضوه فيما سبق. ويبرز الجدول الزمني للانسحاب نية اوباما تحويل التركيز العسكري الأمريكي إلى أفغانستان من العراق الذي وصفه بأنه مصدر تشتيت وتقليص حجم حرب كلفت وزارة الخزانة الأمريكية مئات المليارات من الدولارات بالفعل. وقال عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية إن العراق كان مستعدا قبل أن يعلن اوباما خططه وأضاف أن قوات البلاد قادرة على مواجهة جميع التحديات وإنه ليس هناك ما يدعو إلى القلق مع تبقي 19 شهرا. ويتفق محللون مع هذا الرأي بشكل كبير. وقال بول ويلكينسون رئيس مركز دراسة الإرهاب والعنف السياسي بجامعة سانت اندروز «إنه هدف واقعي وقد تم إحراز تقدم كبير في إعداد الجيش والشرطة. وأظهر سير انتخابات مجالس المحافظات (في 31 يناير كانون الثاني) إلى أي مدى خفت حدة المشاكل الأمنية.» لكن الجنرال راي اوديرنو قائد القوات الأمريكية بالعراق والجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة الأمريكية المركزية التي تشرف على العمليات العسكرية في الشرق الأوسط حذرا من أن العراق ما زال هشا وأن من الممكن خسارة المكاسب الأمنية التي تحققت على مدار العام المنصرم اذا انسحبت القوات الأمريكية بسرعة شديدة. وصرح مسئول بأنهما يفضلان مهلة مدتها 23 شهرا.