خالد محمد عبده المداح أصبح من المعلوم لدينا جميعاً بأن الإعلام يمثل دوراً أساسياً في حياة المواطن اليمني وأصبحت وسائل الإعلام سواءً الفضائية أو المحلية والإذاعات والصحف الرسمية والأهلية والمواقع الإلكترونية تصل دون قيدٍ يُذكر وهنا لابد أن أُشيرَ إلى أن الفضل في كل ذلك يعود إلى حرية المواطن اليمني في الرأي والتعبير التي كفلها له النظام والقانون حيث تُعدُ من أهم منجزات الثورة اليمنية والوحدة والتي لا ينكرها أحد ، ولكن ما هو دور الإعلام في توعية المجتمع ؟ هنا لابد أن يكون للإعلام رسالة موجهة فلا يقتصر دوره على نقل الأخبار والمسلسلات وتقديم البرامج النقدية البحتة فقط وإنما يجب أن يعمل على توعية المجتمع من خلال تقديم فكر صائب ذو نظرةٍ متكاملة وكذلك تصحيح الفكر المغلوط الذي قد عمدت الكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية والفضائيات إلى تغذية المجتمع به والذي انقادَ إليه البعض من عوام الناس بسبب الجهل وعدم وجود من يُصحح لهم تلك الأفكار فإذا وُجد إعلام ذي رسالةٍ موجهةٍ استطاع أن يُربى من خلاله جيل يؤمن بالدين والقيم والأخلاق والمبادئ وحب الوطن ووحدته ويقوم بنبذ كل ما هو دخيل على قيمه وأخلاقه ومبادئه ودينه ووطنه ووحدته ولن يتأتى ذلك إلا من خلال برامج متنوعة يُشاركُ في تقديمها جميع شرائح المجتمع المُلمين بأوضاعه ليُصحح ما هو خطأ ويُبقي على ما هو صائب وهذا هو الأسلوب الأمثل في حل أي من المشاكل الاجتماعية التي قد تنتج ، فبعد أن فُُتحت القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحف وأصبحت تبث كوكتيلاً من البرامج فبعضها تبث الخير وبعضها تبث الشر وأصبحت سلاحاً ذا حدين وأصبح الشر يطغى على الخير وظهرت بسبب ذلك أفكارٌ دخيلة على مجتمعنا وقد أضرته بل قد تعدى ذلك الضرر إلى المجتمعات الغربية من بعض الفضائيات وكما قال أحد الغربيين في إحدى المقابلات " إنهم يخافون على أبنائهم من أضرار القنوات العربية " لذلك أصبح من الواجب توعية المجتمع بما يضر وما ينفع ، ويجب الاستفادة من الحرية التي قد مُنحت في ما هو إيجابي ومفيد وترك كل السلبيات التي تضرُ بمصلحة الوطن وتبعث على الفرقة والاختلاف انطلاقاً من قول الله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا )) .وأوضح هنا بأن دور التوعية لا يقتصرُ على الإعلام فقط ولكن بسبب أن الإعلام أصبح له نفوذٌ قوي يصل إلى كل منزل فإنه يتحمل المسئولية الكبرى ويشاركه في هذه المسئولية كلاً من المدارس والجامعات والأندية والمساجد من خلال تبني ندوات من فترةٍ لأخرى تهتم بقضايا الفكر الذي يُعتبر الأساس في الحفاظ على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ونبذ كل ما هو دخيل عليه ، وعلى خطباء المساجد والوعاظ تحمل مسئولياتهم أيضاً تجاه المجتمع من باب أن الفكر لا يُقارعهُ إلا فكر من خلال أن يُجنبوا رسالة المسجد كل خلافات قد تؤدي إلى الفرقة لأن رسالة المسجد ساميةً ويجب أن لا تُسيس لأنه ومع الأسف الشديد قد اعتاد بعض خطباء المساجد تجريح الناس والتطاول على البعض من على المنابر بل إن بعضهم بدلاً من أن يكون مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر أصبح مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير ومن هنا يجب على وزارة الأوقاف والإرشاد العمل على اختيار الخُطباء الأكِفاء الذين يستطيعون أداء رسالة المسجد دون الإخلال بها .
|
آراء حرة
معا ... نحو توعية المجتمع
أخبار متعلقة