رجال الامن العراقيين يقتادون أحد العناصر المتمردة .
لندن / 14 أكتوبر / رويترز :وصف موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي يوم أمس الجمعة تصاعد العنف بالعراق في الآونة الأخيرة بأنه قصير الأجل وليس بداية لمرحلة جديدة في مسعى لرسم صورة وردية لمستقبل البلاد. وأشار الربيعي على هامش مؤتمر الاستثمار في العراق المنعقد في لندن إلى أن موجة التفجيرات الانتحارية التي قتل فيها أكثر من 200 شخص خلال الأيام العشرة الماضية كانت من عمل جماعات لها صلة بتنظيم القاعدة. وأضاف أن هذا يوضح مدى رغبتهم في إشعال صراع طائفي مرة أخرى بالبلاد. وقال الربيعي لرويترز «هذا ارتفاع مفاجئ..هذا كل ما في الأمر.»وأضاف «هذا النوع من الأشياء قد يحدث كل بضعة أسابيع خلال العامين القادمين لكننا نسيطر على الموقف. «ستواصل القاعدة محاولة شن هذه الهجمات الكبيرة ضد المواطنين العاديين والعودة إلى إستراتيجيتها القديمة المتمثلة في محاولة إثارة رد فعل طائفي من الشيعة لكن مخططاتهم ستبوء بالفشل الذريع.» وتشير الأرقام التي نشرتها الحكومة أمس الأول الخميس إلى أن الأوضاع الأمنية تحسنت بصورة كبيرة في أنحاء العراق خلال الثمانية عشر شهرا الماضية لكن العنف تصاعد على نحو مثير للقلق الشهر الماضي مع سقوط 290 مدنيا قتيلا في أنحاء البلاد. واستهدف الكثير من الهجمات ومنها تفجيران انتحاريان قتلا 150 شخصا مناطق شيعية في بغداد او المواقع المقدسة لدى الشيعة ما أذكى المخاوف من تجدد صراع طائفي على غرار الصراع الذي مزق وحدة البلاد بين عامي 2005 و2007. وما زال الأمن يمثل عقبة كبرى أمام المستثمرين الأجانب الذين يتطلعون للاستفادة من ثروات العراق النفطية والأعمال التي من المتوقع أن تنجم عنها. وينظر أيضا إلى الإطار القانوني الذي يحكم الاستثمار على انه محفوف بالمشاكل. وفي محاولة لتبديد بعض هذه المخاوف أمضى مسؤولون عراقيون معظم أوقات المؤتمر الذي استمر يومين في محاولة طمأنة أكثر من 600 مشارك - من مصرفيين إلى بائعي طائرات ومسؤولي شركات نفط ومقاولي بناء - بان الفرص قائمة وان الأعمال على وشك الازدهار. وشدد الربيعي على أهمية الاستثمار والتجارة في مكافحة التمرد مشيرا إلى أن توفير فرص العمل هو أفضل وسيلة لضمان عدم لجوء الشباب إلى العنف. وقال في كلمة أمام المؤتمر «الرسالة التي أريد أن أبلغها لكم هي أن العراق اجتاز المنعطف الصعب ويتطلع الآن إلى مرحلة مختلفة تماما ..مرحلة تتعلق بالاقتصاد والوظائف والاستثمار.» وأضاف «نتجه نحو السياسات والخدمات القائمة على قضايا.» ورغم التقدم الذي أحرزته قوات الأمن العراقية خلال الثمانية عشر شهرا الماضية إلا انه ما زال هناك عمل يتعين القيام به قبل ان تتمكن من معالجة الأمن القومي بمفردها. لكن الربيعي قال إن هناك شبه خطر من زيادة أعداد الشرطة بصورة كبيرة للغاية. وقال انه مع حصول ضباط الشرطة على حوالي 300 دولار في الشهر بدأ أصحاب المهارات ينصرفون عن الحرف الأخرى مثل التدريس والسباكة وأعمال الكهرباء من اجل الالتحاق بالشرطة. وقال «الكل ينصرف (عن عمله) للانضمام إلى الشرطة. نحن في حاجة إلى الاستثمار حتى نتمكن من إعادة الأشخاص إلى والوظائف الأخرى وجعل الاقتصاد في حالة نمو أكثر اطرادا.» وقال «الناس يبحثون عن الوظائف. إنهم يبحثون عن راتب. لن يذهبوا للانضمام إلى القاعدة إذا حصلوا فقط على 100 دولار.» ورغم أن الأمن يمثل مصدر قلق للمستثمرين إلا انه لوحظ خلو نصف القاعة أثناء إلقاء الربيعي لكلمته. وعندما كان وزير النفط أو مسؤولو المالية يتحدثون كانت القاعة تكتظ برجال الأعمال. وقال البريجادير جيمس ايلري المسؤول بمؤسسة ايجيس للخدمات الدفاعية وهي شركة تقدم خدمات للأمن والمخاطرة وتقوم بعمليات كبيرة في العراق «ثلث الموظفين في تركتنا في العراق من العراقيين وهذا العدد يتزايد طوال الوقت. أنهم يتدرجون في مناصبهم بصورة متزايدة وسيديرون العمل قريبا. هذا أمر جيد.»