المكلوم/عبد الحميد السعيدي :مات عميد أسرة السعيدي من أبناء اليمن محافظة عدن في الثاني من شهر رمضان المبارك 1430 هجرية عن عمر ناهز الحادية والتسعين بهدوء في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة كما عاش حياته بهدوء في عدن وكان مثالاً للقيادي والإداري المحنك تربوياً ورياضياً واجتماعياً ووطنياً.وهب نفسه لوطنه وخرج بخفي حنين.. وحتى عند وفاته لم يجد تلك الرعاية التي كان عشمه بها كبيرا على الرغم من أن بعضا ممن يتبوأون المناصب القيادية اليوم يعرفونه ويدركون مآثره في المجالات التي عمل واسهم فيها ، تربوياً ورياضياً واجتماعياَ وكذا في وزارة الشباب والرياضة ومكتب الشباب والرياضة في محافظة عدن ووزارة التربية والتعليم والسلطة المحلية بمحافظة عدن ومديرية صيرة التي كان الفقيد أحد أبنائها بل ومن أعيانها.«إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير..»صدق الله العظيم. أما نحن وعدد من معشر الرياضيين الصادقين فحسبنا انك مازلت بيننا حيا بما زرعت في قلوبنا من تعاليم ومثل هي بمثابة رسالة الرياضة النبيلة.. وكما قال الشاعر: « سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر». هكذا نقول في فقيدنا الغالي الذي تقلد العديد من المناصب القيادية والوظائف الحكومية قبل الاستقلال وبعده وفي ظل دولة الوحدة عندما كان أول رئيس للاتحاد اليمني للسباحة.. كما أن الوثائق وبعض مراجع تاريخ عدن المعاصر لعدد من الكتاب والمؤرخين من أبناء عدن والأشقاء والأصدقاء قد أشارت إلى هذه الشخصية الفذة ،القامة التربوية والرياضية والاجتماعية، وما قدمته في مجال التربية والتعليم والرياضة. نعم أيها الراحل جسدا الخالد فينا أبدا لقد تركت لنا تراثاً تربوياً ورياضياً واجتماعياً وثقافياً كبيراً وثميناً سنظل على الدوام نستمد منه الدروس والعبر ما تبقى لنا من العمر.إن الحديث عن هذه القامة التربوية والرياضية الفقيد «يوسف السعيدي» لا يمكن أن ينتهي بسهولة بحكم ما قدمه لهذا الوطن في حياته والذي قوبل في مرضه وموته بالنكران والجحود إذ يكفي أن نتذكر ونذكر أن آخر أمانيه وهو طريح الفراش كانت عبارة عن حلم ببناء مسبح أولمبي بمحافظة عدن وهو الحلم الذي نتمنى ونرجو إلا يكون قد مات معه. اليوم، نقول وداعا وعزاؤنا أن الفقيد يوسف السعيدي سيظل في قلوبنا وفي ذاكراتنا معشر الرياضيين عموما وأسرة السباحة بشكل خاص بعد ان قضى سنوات عمره محبا للرياضة وعاش لحظاته الأخيرة حالما بنهضة السباحة اليمنية حتى بلغ به الحب لهذه الرياضة حد تقديم مشاريع الحلول لإخراج السباحة من معاناتها برفعه مشروعاً لبناء حوض سباحة في بحر صيرة إلى السلطة المحلية بمحافظة عدن عندما كان محافظها الأخ طه غانم.. حلم أراد أن يزرع من خلاله وردة في الصحراء .كانت آخر زيارة قام بها العبدلله صاحب هذه السطور المتواضعة إلى الفقيد في الشارقة بدولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة في يناير 2009م وهو طريح الفراش لدى نجله وجدي يوسف السعيدي قبل حضوري خليجي 19 لكرة القدم في مسقط. كما زرته قبلها في يناير 2008م خلال حضوري خليجي 18 لكرة القدم في أبو ظبي بمعية الأخ العزيز خالد زوقري مدير عام العلاقات العامة بوزارة الشباب والرياضة وهي الزيارة تأتت لي بحسن الحظ وبدافع الاستزادة مما لديه من صفات اعتز كثيرا بالسير على هديها.أما وقد رحل الآن فان العزاء بأن تقوم قيادة الدولة ووزارة التربية والتعليم ومكتبها بعدن ووزارة الشباب والرياضة ومكتبها والسلطة المحلية بالمحافظة ومديرية صيرة بتكريمه بما يستحق ويليق بمكانته. نم قرير العين في خلدك و الله تعالى نسأل أن يتغمدك بواسع رحمته.«إنا لله وإنا إليه راجعون»