خانقين (العراق)/14 أكتوبر/رويترز: قال مسئولون أمس الأحد إن توترا جديدا طرأ على العلاقة المتأزمة بين الحكومة العراقية والأقلية الكردية في العراق بسبب تنافس الجانبين على بلدة فيها خليط عرقي. وقال إبراهيم باجيلاني وهو كردي يترأس مجلسا إقليميا في محافظة ديالى العراقية المضطربة شمال شرق بغداد إن الجيش العراقي لا يزال يرغب في دخول خانقين بينما البشمركة هناك. وأضاف أن الوضع متأزم، وتابع أنه إذا حاول الجيش العراقي دخول المدينة دون أي ترتيب مسبق فلا يمكن أن يتحمل الأكراد عواقب هذه الخطوة. وتتصاعد التوترات في ديالى بعد انسحاب غالبية قوات البشمركة الكردية وقوامها ألفا شخص كانوا يقومون بدوريات في مناطق ذات خليط عرقي هذا الأسبوع إلى حدود المنطقة الكردية شمال العراق التي تتمتع بحكم شبه ذاتي استجابة لضغوط من الحكومة العراقية. لكن قوات البشمركة رفضت الانسحاب من خانقين التي يعيش فيها عرب وأكراد وتقع خارج منطقة الحكم الذاتي قرب من الحدود الإيرانية العراقية. وقتل انتحاري 28 شخصا في مركز تجنيد تابع للشرطة العراقية ببلدة جلولاء في محافظة ديالى بعد يوم من انسحاب قوات البشمركة من البلدة استجابة لطلب من حكومة بغداد. وقال قيادي في البشمركة إن الهجوم أظهر أن الحكومة العراقية لا يمكنها إدارة الأمن في المنطقة. ونظم آلاف الأكراد احتجاجات مع اقتراب الجيش العراقي من خانقين الأسبوع الماضي ليحل محل البشمركة. وقال محمد ملا حسن قائمقام بلدة خانقين وهو كردي إن الجيش العراقي حاصر الأسبوع الماضي خانقين. ووصف الأمر بأنه مناف للمنطق لان خانقين بلدة مستقرة ولا يوجد أي خرق أمني هناك. ولا تزال القوات العراقية خارج البلدة ولم ينشب قتال لكن التوتر قائم، ويجري وفد كردي محادثات اليوم في بغداد مع حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سعيا لحل النزاع. ودعا الجانبان إلى الهدوء وقالا إن الخلاف من الممكن حله عبر الحوار لكن مسئولين رفضوا الإدلاء بالمزيد من التفاصيل حول المناقشات الحالية. ولا تزال ديالى التي تعيش فيها أعداد كبيرة من الأكراد والعرب والتركمان منقسمين بين سنة وشيعة ساحة معركة لمطاردة تنظيم القاعدة الساعي لإثارة التوتر بينما يزداد الاستقرار في باقي أنحاء العراق. وقال أبو بيشاوا وهو جندي كردي «لم نفرق بين العرب والأكراد قط.. لماذا يعاملون البشمركة كما لو كانوا متمردين؟ أخي خدم في بغداد. العرب والأكراد جميعهم أخوة.» ولكن حكومة المالكي ترى أن انسحاب البشمركة من ديالى أمر ضروري لإستراتيجيتها لتولية قواتها وليس الجماعات المسلحة الأخرى مسؤولية الأمن. وقال سامي العسكري وهو نائب عن الائتلاف الشيعي الحاكم المقرب من المالكي لصحيفة الشرق الأوسط أمس إن وجود قوات البشمركة في ديالى مثل وجود الميليشيات الخارجة عن القانون بالضبط. ومن المؤكد أن تثير مثل هذه التصريحات غضب الأكراد الذين يقولون إن السلطات العراقية أغفلت الدور الذي لعبوه في محاربة القاعدة في ديالى. وقال عمر عثمان إبراهيم وهو وزير شؤون البشمركة في كردستان العراق إن أفرادا من البشمركة «استشهدوا» في المنطقة باسم الاستقرار والأمن، وأضاف أن هناك يدا خفية تشجع على المزيد من التوترات. وقال مصطفى تشاوريش وهو مسئول بارز في البشمركة إن القوات العراقية رفعت الإعلام العراقية في أماكن أخرى بديالى وقالت للسكان إنهم تحرروا من البشمركة. ومع تصاعد التوتر بين رجال الأمن الأكراد والحكوميين يخشى أهالي البلدة من حدوث مواجهة بين العرقين اللذين يرونهما أصدقاء. وقالت سامية كريم وهي عربية تقف في الشارع بدشداشتها التقليدية السوداء «القوات الكردية هي قوات عراقية أيضا.. لا مشكلة لدينا معهم. إنهم يعرفون تقاليد هذه المناطق. ونحن لا نريد مشاكل.» وفي سوق مزدحمة قال حسام أحمد «لم تكن هناك مشاكل قط بين العرب والأكراد. ونحن لا نريد مشاكل.»