طرابلس(لبنان)/14 أكتوبر/رويترز: انتشر الجيش اللبناني أمس السبت لوقف يومين من الاشتباكات الطائفية العنيفة في مدينة طرابلس بشمال لبنان وقالت مصادر طبية إن حصيلة القتلى ارتفعت إلى تسعة. واتخذ جنود في مركبات مصفحة مواقع بين مناطق سنية وعلوية في المدينة سعيا لوقف الاشتباكات التي أدت إلى إصابة 68 شخصا على الأقل وأجبرت السكان على النزوح من منازلهم. وتبادل الجانبان إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية حتى الفجر. وقتل 22 شخصا على الأقل في المنطقة التي تقطنها غالبية سنية في الشهرين الماضيين جراء القتال الذي يربطه سياسيون ومحللون بالأزمات السياسية. وحذر الجيش اللبناني الذي غالبا ما يقوم بمهام الشرطة في بيان من انه «لن يتهاون في ملاحقة العابثين بالاستقرار العام حتى ولو اضطر إلى استعمال القوة بوسائله كافة.» وبين القتلى امرأة وفتى ورجل أصيب بقذيفة صاروخية دون أن تنفجر بينما كان يقود سيارة أجرة. وقال وزير الاقتصاد محمد الصفدي السياسي المسلم السني من طرابلس في بيان «من غير المقبول أن تظل طرابلس تدفع بأحيائها ومناطقها الفقيرة والمحرومة ثمن تأزم الوضع السياسي الداخلي في لبنان.» ويربط المراقبون جولات العنف في طرابلس منذ نهاية يونيو ببقايا الخلافات بين الغالبية البرلمانية بزعامة السنة والتحالف المنافس له بقيادة حزب الله الشيعي المقرب من الجماعات العلوية في الشمال. وانتهت الأزمة السياسية باتفاق رعته قطر لكن الخلافات ظلت قائمة بين الفرقاء المتنافسين حول صياغة البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت أخيرا في الحادي عشر من يوليو بعد أسابيع من المداولات لشغل المناصب الوزارية. ويختلف الجانبان الآن على صياغة بيان الحكومة الذي تقع مسألة سلاح حزب الله في صلبه. وكان حزب الله المدعوم من إيران استخدم سلاحه لفرض شروطه لإنهاء صراع سياسي في مايو الماضي من خلال السيطرة على بيروت عسكريا لمدة قصيرة وهزيمة أنصار التحالف الحكومي المناهض لدمشق. وساعدت الخطوة حزب الله على فرض شروط المعارضة في التسوية مع منافسيه بمن فيهم الزعيم السني سعد الحريري الذي يحظى بنفوذ واسع في طرابلس. والعلويون هم من طوائف الشيعة. وعددهم قليل في لبنان لكنهم يمتلكون بعض النفوذ السياسي في البلاد.