(قوات إثيوبية تغادر مقديشو الصورة التقطت يوم 13 يناير الماضي)
أديس أبابا/14 أكتوبر/باري مالون:نفت إثيوبيا يوم أمس السبت إرسال جنود إلى الصومال بعد أن قال سكان صوماليون يوم الجمعة إنهم شاهدوا قوات مدججة بالسلاح من جارتهم الواقعة في القرن الإفريقي في منطقتين مختلفتين على الأقل.وقال وزير الإعلام بالحكومة الإثيوبية بركات سايمون للصحفيين أن المتمردين اختلقوا هذه التقارير في محاولة لحشد التأييد الشعبي لمعركتهم للإطاحة بحكومة الرئيس شيخ شريف احمد.وأوضح “إثيوبيا تدافع عن حدودها. ليست لدينا نية للعودة إلى الصومال. عندما نقرر دخول الصومال سنبلغ العالم بأننا قررنا أن ندخل بناء على مصلحتنا الوطنية.”وغزت إثيوبيا الصومال في أواخر عام 2006 لطرد حركة إسلامية من العاصمة. وكان الرئيس الصومالي الحالي يتولى منصبا بارزا في هذه الحركة وفر إلى المنفى لكنه انضم إلى عملية سلام العام الماضي وانتخب رئيسا للبلاد في يناير.وتقول أديس أبابا أنها تدعم الحكومة الجديدة لكنها تشعر بالقلق من المتشددين الذين لهم صلات بتنظيم القاعدة لأنهم يسيطرون على مناطق كبيرة من الصومال وهددوا بزعزعة الاستقرار في إثيوبيا وكينيا.وأشار وزير الإعلام الإثيوبي “نعتقد أن سبب (التقارير) هو أن المتطرفين يخسرون أراض ويشعرون بان في استطاعتهم تعبئة الناس من خلال الإعلان للعامة بان الإثيوبيين يتدخلون (في شؤون البلاد)..ولهذا السبب يوجهون هذه الاتهامات كأداة لحشد التأييد.”وكانت القوات الإثيوبية مكروهة على نحو كبير خلال تدخلها الذي استمر عامين والذي أدى إلى حشد التأييد للتمرد في إطار حملة قومية لطرد الغزاة الأجانب.وكانت هناك آمال في أن يتمكن الرئيس شيخ شريف احمد من تحقيق المصالحة بين الفصائل المتحاربة من خلال تشكيل حكومة تضم كافة الأطراف وتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء البلاد.لكن حركة الشباب المتشددة والتي لها صلات بالقاعدة وحلفاء في الحزب الإسلامي الذي يتزعمه الشيخ ضاهر عويس حليف احمد السابق صعدت قتالها.وتسيطر حركة الشباب على معظم جنوب الصومال وأجزاء من المناطق الوسطى وعدد من الضواحي في العاصمة مقديشو.وتتولى قوات من الاتحاد الإفريقي حماية القصر الرئاسي والمطار والميناء البحري في مقديشو. ورغم هجوم شنته الحكومة الشهر الماضي إلا أن المتمردين ما زالوا متمركزين في العاصمة ولا يستطيع أي جانب على ما يبدو توجيه ضربة قاصمة للجانب الأخر.وأدت المناوشات التي تندلع بين الحين والأخر في العاصمة إلى تشريد 122 ألف شخص منذ السابع من مايو ومقتل المئات. ومنذ بداية عام 2007 قتل أكثر من 18 ألف شخص وأصبح ما لا يقل عن مليون شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية في بلد عرضة للجفاف.وذكر سكان ووسائل إعلام محلية وبعض جماعات الإغاثة ومتمردون أنهم شاهدوا قوات إثيوبية على الجانب الصومالي من الحدود في الأسابيع والشهور القليلة الماضية .ونفت إثيوبيا في بادئ الأمر القيام بأي توغلات لكنها قالت في وقت سابق من هذا الشهر أن عسكريين تابعين لها كانوا ينفذون مهام “استطلاع” في الصومال.ونوه سكان في منطقة جلجدود شمالي العاصمة يوم الجمعة أن قوات إثيوبية مدججة بالسلاح وصلت إلى بلدة بالانبالي التي تسيطر عليها قوات موالية للحكومة.وذكر بركات “اعرف أن جلجدود هي مسقط رأس ضاهر عويس. ناهيك عن دخول وسط الصومال. لسنا في الصومال على الإطلاق.”