فخامة رئيس الجمهورية بدأ حشد الجهود الرسمية والشعبية قبل أكثر من ثلاث سنوات بالتبرع بنصف مليار ريال
[c1]* مدير مركز معالجة الأورام السرطانية الأول في صنعاء لـ"14أكتوبر" : جميع الأدوية والعلاجات تصرف مجانا وندعو الحكومة إلى رفع نسبة الدعم السنوي تلبية لمطالب المرضى [/c]صنعاء/ تقرير / ذويزن مخشف :رست دمية لأحد الأطفال المصابين بداء (السرطان) تحولت قيمتها لدعم برنامج الحملة لوطنية الشاملة لدعم (مراكز مرضى السرطان باليمن) على نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الذي أعلن شراءه للدمية بمبلغ مليوني ريال وذلك في خطوة جديدة للدولة لحشد الجهود الرسمية والشعبية لمكافحة مرض السرطان الخطير الذي بدأ انتشاره بشكل مخيف يهدد الصحة العامة في اليمن.وفتح هادي نائب الرئيس باب جمع التبرعات في مزاد علني خيري تم يوم الخميس الماضي لإطلاق الحملة الوطنية الإنسانية الرابعة تباعا والمستمرة لهذا النوع التي تستهدف إحياء مشروع لمراكز علاجية لمرضى السرطان في اليمن.ومرض السرطان من أهم أمراض العصر المستعصية الذي يزداد باطراد أعداد المصابين به على المستوى العالمي ويخلف على من تعرضوا بهذا الوباء الخبيث بؤسا ومعاناة مريرة لأسرهم إلى جانب معاناتهم الأليمة.وكان رئيس المؤسسة الخيرية لدعم مراكز السرطان الحاج عبد الواسع هائل سعيد أنعم قد أعلن في البداية شراء الدمية المعروضة بالمزاد بمليون ريال.وجاءت حملة دعم مراكز السرطان وهي للسنة الثالثة على التوالي تحت شعار(معا.. نهزم السرطان) وكان قد بدأ تدشينها لأول مرة في رمضان عام 2003 بعد دعوة وتبرع من قبل فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية لذلك في بادئ الأمر بمبلغ نصف مليار ريال حينها. وبعد افتتاح حفل جمع التبرعات بالمزاد الذي تخلله فقرات لاستعراضات فنية للأطفال تبعث أحيانا أجواء الشعور باللحمة الوطنية والأخوية بين أبناء الوطن وحينا آخر بالحزن يعم قلوب جميع الحاضرين مما أدت لأن تشهد منصة القاعة تصاعد وتيرة قسائم التبرعات ابتداء من مبلغ مائة وصولا إلى الثلاثين مليون وهي الحصيلة المالية المقدمة إجمالا من مجموعات شركات هائل سعيد أنعم التجارية.ومن بين التبرعات أيضا تبرع قدمته إحدى الجمعيات الخيرية الخليجية التي تعمل في بلادنا حيث اشترى ممثلها بمبلغ عشرة آلاف ريال الكاسيت الذي يحوي أغاني طفولية تحكي معاناة من ابتلاهم الله عز وجل بداء السرطان رغم أنه وزع مجانا على الحاضرين جميعا.وتعاني بلادنا من إصابة ما يزيد على 22 ألف حالة سنويا بمرض السرطان الخطير الذي أكتشف علاجه قبل سنوات قليله لكنه يكلف مبالغ باهظة بعد.وكانت مؤسسة دعم مراكز السرطان التي مقرها صنعاء تأسست في عام 2003 بتعاون من رجال الأعمال وفاعلي الخير ومن جانب الحكومة بهدف التخفيف من عبء نفقات العلاج لمرضى السرطان والحد من آلامه متضمنة على مدى البعيد خطة لنشر الوعي التثقيفي في المجتمع بمخاطره وآثار هذا المرض الخبيث وكيفية طرق الوقاية من الإصابة به.وأعلن وزير الصحة والسكان الدكتور عبد الكريم راصع يوم الخميس الماضي عن طرح الوزارة لمناقصة لشراء جهاز سيعطي فرصة للعلاج في الداخل لنحو 2000 مريض كانوا يسافرون سنويا للعلاج في الخارج ويكلفون الدولة حوالي 6 ملايين دولار تقريبا.ويوجد حاليا بالمركز النموذجي للأورام السرطانية الواقع في بالمستشفى الجمهوري بالعاصمة صنعاء جهاز واحد حديث لمعالجة الإصابة بهذا المرض وهو جهاز أشعة مصمم من وكالة الطاقة الذرية اسمه (ليزر اسنيتور أو المحاكي الخطي) وتبلغ قيمته 250 مليون ريال.غير أنه لا يفي بالغرض بينما يعالج الكثير من المرضى بجرعات الإشعاع كيماويا مجانا هو ما يعني عدم الحاجة أصلا للرقود بالمستشفى.وفي تصريحات لــ"14أكتوبر" قال مدير المركز الوطني الرئيس لمعالجة الأورام السرطانية بصنعاء الدكتور نديم محمد سعيد: إن المركز أصبح وبعد مرور ثلاث سنوات على إنشائه حالة مستمرة لا تتوقف عن العمل وذلك من زيادة كبيرة في معدل الإصابة بمرض السرطان وخصوصا "سرطان الفك والعنق" حيث أنها أكثر الحالات ارتفاعا في العالم حاليا.وأضاف د.نديم يفسر سبب تزايد معدل الإصابة بتلك الحالتين السرطانيتين إلى الارتفاع المتواصل لحجم ممارسي العادات السيئة (القات والشمة) من فئات وشرائح المجتمع المختلفة.وأوضح إن الإصابة بسرطان الدم يصيب كثيرا الأطفال وبعده تأتي الإصابة بالغدد اللمفاوية والتي هي أصلا نتائج مباشرة لتناول الأطفال للمعلبات التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الحافظة والشكولاته المعرضة للشمس المباعة في الشوارع وأرصفة الطرقات.وتقوم حاليا الجمعية الوطنية لدعم مراكز معالجة مرضى السرطان المكونة من رجال الأعمال وفاعلي الخير ومسؤولين بالدولة على استكمال خطط لبناء وتجهيز مراكز أخرى متخصصة لمواجهة الأمراض السرطانية الخبيثة في الجمهورية اليمنية في بعض المحافظات الأخرى على غرار المركز الرئيسي بأمانة العاصمة الذي هو الأول من نوعه في اليمن.وقال د.نديم الذي يشغل كذلك منصب الأمين العام للمؤسسة الخيرية لدعم مرضى السرطان أن المؤسسة تجري الإعداد والترتيب لافتتاح خمسة مراكز في محافظات مختلفة لم يذكرها لكنه قال: إن افتتاح (المراكز الجديدة) والعمل بها ستخفف على الأقل من وطأة مشكلة نواجهها منذ السابق هي في كثافة معدل المترددين لمركزنا الذي تجاوزت طاقته الاستيعابية وحتى طاقة الموظفين.وستشمل هذه المراكز المتوقع افتتاحها بنهاية العام الجاري 2006 صيدلية لكل مركز تمد غطاء الأدوية لعدد (1630) مريضا بالإضافة إلى تقديم الدعم لمحدودي الدخل في الفحوصات وغيرها.ويبلغ عدد المترددين على قسم الرقود للمركز الرئيس بصنعاء 2105 حالات و100 حالة يوميا بينما يقوم المركز بمعالجة نحو 50 شخصا مريضا بالسرطان عبر العلاج بالإشعاع الكيماوي.وأكد د.نديم إن كل شيء في المركز يصرف بالمجان سواء من أدوية أو أية علاجات أخرى فالمركز كما قال "يوفر مختلف متطلبات المريض بداء السرطان حتى التي لا توجد إلا لدى صيدلية الصحة المركزية التابعة لوزارة الصحة فهو ملزم بإحضارها فورا".وعبر نديم عن أمله في أن ترتفع الميزانية المخصصة للمركز لتوفير وشراء بقية العلاجات كاملة وقال أن الدعم الحكومي للمركز يصل إلى نسبة 10في المئة من إجمالي الميزانية العامة له سنويا ولا يوجد أيضا دعم خارجي يتعلق بتبادل التدريب والخبرات أو حتى شعبي.ولم يعرف حجم ميزانية المركز السنوية.وأفادت بيانات طبية أن مابين 50 في المئة إلى 70 بالمئة من حالات أمراض السرطان المنتشرة في اليمن سببها المبيدات والمعلبات الغذائية.وقال الدكتور عبد الرحمن محمد ثابت اختصاصي سمية المبيدات وتلوث البيئة بجامعة صنعاء في دراسة ميدانية له قام بها قبل أشهر مضت إن الدراسة أظهرت وجود نحو(700) مركب من المبيدات في السوق اليمنية مستوردة رسميا بتصريح وزارة الزراعة في حين توجد مبيدات أخرى غير محددة لأنها غير مسجلة بعد ويخفيها التجار ليبيعونها للمزارعين منها 30-40 مادة محرمة دوليا.ونسبت تقارير صحفية نشرت لثابت قوله إن المبيدات المهربة تشكل جزءا كبيرا من حجم المبيدات في السوق جرى تغيير تركيبتها من قبل المصانع والشركات لتعمل على زيادة هيجان النمو الخضري في شجرة القات إلا أن معظم تلك المبيدات يؤدي للإصابة بالسرطان.وأضاف إن عدد حالات السرطان وصلت في العام الماضي إلى 15ألف حالة سنويا صعودا من 2500حالة كانت في عام 1995.ومضى قائلا إن أكثر حالات السرطان تصيب الفم واللثة والمستقيم عند متناولي القات والمزارعين كما تصيب الأطفال.وأوضح اختصاصي المبيدات اليمني إن مضغ القات لمدة 6 ساعات يعمل على تمزق اللثة وإسالة الدم والشعور بطعم (الذحل) الناجم عن أكسيد الحديد في حين تنتقل السميات إلى الجسم وتتراكم فيه وتظهر أثارها مع تقدم العمر في حوالي سن الخمسين. أما إصابة الأطفال فينجم عن انتقال المرض من الأم المصابة عبر (الحبل السري) ما يحدث تشوهات خلقية في الأطفال في مراحل الحمل الأولى.وحول نتائج دارسته الميدانية ذكر ثابت إنها وبعد شهرين من العمل أثمرت عن وضع قائمة بالمبيدات المحرمة تحتوي على (337) مادة فعالة يمكن أن يصنع منها آلفا نوع من المبيدات.وهذه الممنوعات تشكل في القائمة ما نسبته 30 في المئة من المبيدات الموجودة حاليا في السوق اليمنية التي وضعت على نحو 17جدولا لترسم للمستهلك دليلا بالمواد الممنوع دخولها إلى اليمن سواء المواد التي تسبب السرطان أو المحتمل أن تسببه.وقال نديم مدير مركز معالجة الأورام السرطانية الأول باليمن أن المركز وغيره مازالا في المستقبل القريب بحاجة إلى أجهزة تشخيصية كبيرة وأخرى في المستقبل القريب حتى يكون العمل بشكل إيجابي أكثر.وقيمة هذه الأجهزة تصل إلى أكثر من عشرة (10) ملايين دولار بحسب تقديرات أطباء مختصون بهذا الجانب.وأكد نديم أن جميع المراكز قد تم تأمينها بالسلامة الإشعاعية طالما وجودها للعمل في مناطق سكانية, موضحاً ذلك بقوله بسبب إتباعه (إدارة المراكز) لوائح ونظما مركزة على الحماية الخارجية مع وجود رقابة محلية من قبل اللجنة الوطنية للطاقة الذرية ورقابة خارجية من قبل وكالة الطاقة الذرية الدولية التي مقرها في فينا.وقال "لا مجال للشك بموقع المركز والآخرون لأنهم (السكان) يكونون أكثر وقاية وأمانا ضد أي تسرب قد يؤدي للإضرار بالصحة العامة".