في مؤشر ملموس على تراجع الأحزاب الدينية (الشيعية والسنية)
بغداد/المصل/14 أكتوبر/تيم كوكس: أعطت الانتخابات المحلية العراقية التي جرت في آخر معقل للقاعدة في الحضر السنة العرب صوتا من جديد وقد يخفف ذلك من حالة السخط التي أذكت العنف ووفرت للمنظمة الإسلامية المتطرفة ملاذا. ويقول محللون في شؤون الدفاع أن النجاح الذي حققته الأحزاب السنية العربية في الانتخابات التي جرت يوم 31 يناير في محافظة نينوى قد يجعل المحافظة الشمالية التي مازالت تشهد أعمال عنف أقل ترحابا بالقاعدة في وقت بدأ فيه زعماء الجماعة في الخارج يفقدون اهتمامهم بالعراق. وقال ديفيد كليريدج مدير مؤسسة جانوسيان لإدارة المخاطر الأمنية «القاعدة في حد ذاتها قررت التركيز أكثر على أفغانستان من العراق.» وأضاف «أنهم (في العراق) لم يعودوا يتمتعون بالمزايا التي كانت لهم. القاعدة لن تختفي من المشهد لكنها ستصبح حركة إرهابية ثانوية مثلما هي في أماكن كثيرة.» وعلى الرغم من انخفاض العنف في شتى أنحاء العراق إلى مستويات غير مسبوقة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 إلا أن نينوى ومناطق أخرى قاطع فيها السنة العرب الانتخابات السابقة عام 2005 مازالت متفجرة. وغيرت انتخابات المحافظات بدرجة كبيرة الخريطة السياسة للعراق الذي يشكل فيه الشيعة أغلبية. وفي محافظة نينوى وعاصمتها الموصل يمكن أن تلعب الانتخابات دورا محوريا لإشاعة مزيد من الهدوء. وكانت القاعدة قد أعادت تنظيم صفوفها في الموصل بعد أن طردت من معاقلها السابقة في بغداد والانبار في الغرب حين انقلب عليها زعماء عشائر سنية تحالفوا مع الولايات المتحدة. وكان من الصعب أن ينعكس التحسن الأمني في شتى أنحاء العراق على محافظة نينوى المقسمة بين العرب والأكراد والتركمان. في الموصل يخاف العراقيون من السيارات الملغومة وينظرون بتشكك إلى حركة السيارات ويحذر رجال الشرطة من القناصة ويخشى السكان من انتشار مسلحي القاعدة إلى درجة تجعلهم يخافون من فتح الباب لأي طارق. وقال محمد طيب (73 عاما) الذي كان عاملا للبناء وهو يدخن سيجارة أمام مسجد بقبة خضراء «نريد الأمن قبل كل شيء.، «أعطنا الأمن وكل شيء سيأتي بعد ذلك.» ونجح هجومان عسكريان للقوات الأمريكية والعراقية العام الماضي في إضعاف القاعدة لا القضاء على المنظمة المتشددة التي لها وجود أيضا في محافظة ديالى شمالي بغداد. لكن ليس كل الهجمات التي تقع في الموصل هي من تدبير القاعدة. ويتعقب الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 13 جماعة متمردة هناك من بينها عدد كبير من الجماعات العلمانية وغالبيتها سنية وطنية من بقايا حزب البعث التابع للرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقاطع السنة العرب انتخابات المحافظات عام 2005 مما جعلهم يشغلون عشرة مقاعد من بين مقاعد محافظة نينوى وعددها 41 مقعدا رغم أنهم يشكلون 60 في المائة من تعداد السكان. أما الأكراد ويشكلون ربع السكان فقط فقد شغلوا 31 مقعدا. وفي انتخابات يوم السبت فازت كتلة الحدباء السنية العربية التي تلقى قبولا لدى كثير من البعثيين السابقين في نينوى بما وصل إلى 48.4 في المائة من الأصوات بينما حصلت الجماعة الكردية الرئيسية على 25.5 في المائة. وأعاد ذلك التوازن إلى العلاقات السياسية بين السنة والأكراد. وإذا كان البعثيون السابقون كما يعتقد كثيرون هم لب التمرد في الموصل فقد يقنعهم تشكيل مجلس محافظة أكثر شمولا بالعدول عن القتال. وقال اثيل النجفي زعيم كتلة الحدباء قبل الإعلان عن النتائج الأولية الخميس أن فوز قائمة الكتلة السنية سيدفع كثيرين إلى إلقاء السلاح. ولا يبدو أن الزعماء الأكراد سيثيرون ضجة. وقال خاسرو جوران نائب محافظ نينوى وهو كردي أن الأكراد يعرفون حجمهم ويعرفون حجم التأييد الذي يملكونه وان هذا التأييد لا يمكن أن يزيد عن ثلث الأصوات. ومن المرجح أن يكون تزايد الهدوء بين البعثيين السابقين في نينوى بمثابة أنباء سيئة للقاعدة. فقد كان وجود القاعدة في الموصل مفيدا للبعثيين فقط حين كانوا يريدون إشاعة الفوضى. لكن دون ذلك هم بالأساس معادون تماما لتفسير القاعدة المتشدد للإسلام. وقال مسئول أمريكي كبير في الموصل «البعثيون يقولون لنا.. الموصل مدينة متطورة... لا تهتم بأجندة الإسلاميين وستنقلب على الإسلاميين.» ولم يبق أمام القاعدة أماكن أخرى كثيرة تلجأ إليها في العراق. ويقول تيم ريبلي الكاتب العسكري والمعلق في شؤون الدفاع « يبدو أن العراق أصبح عنده حكومة الآن. مناخ الدولة الفاشلة ولى.»