الزعامات التاريخية غير الزعامات العارضة التي تتفاعل على هامش حركة التاريخ.. الزعامات التاريخية هي التي تتحسس حركة التاريخ وتستشف غايتها لتحدث التطور المطلوب في حركة التاريخ في فترة زمنية بعينها، لتتواصل، بعد ذلك في تحقيق الغاية منها ويسود السلام والخير والحرية. الزعامات التاريخية تعرف دورها الرئيسي في تطور حركة التاريخ وتعكس بسلوكها وقيمها أهم مظاهر التطور التاريخي في الزمن الذي تعيشه ما يجعلها قادرة على إحداث الإضافات الجديدة لتراكمات الخبرة الإنسانية التي سبقتها في مسيرة حركة التاريخ.. يصبح عهدها بالتالي معلماً من معالم مسيرة التاريخ وتعكس في سلوكها القيم التي تنادي بها وقيم العصر الذي توجد فيه فيصبح عهدها نقطة تحول رئيسة بين حقب تاريخية سابقة وعهودٍ تاريخية قادمة لتشكل حلقة الوصل المهمة بين الماضي بأصالته.. والحاضر بواقعه ومعطياته.. والمستقبل بطموحاته وإضافاته.“علي عبد الله صالح” واحد من رجالات التاريخ العظام، الذين يشكل عهدهم نهاية لحقبة تاريخية غابرة وبداية لمرحلة تاريخية جديدة، تعكس كل معالم التطور الإيجابي في حركة التاريخ.. نحو غايتها السرمدية في سبيل الحرية والسلام والخير.عهد الرئيس علي عبد الله صالح - حفظه الله - يشكل مرحلة مهمة في حركة التاريخ اليمني والعربي.. مثل رجالات التاريخ العظام الذين استلهموا في فكرهم وسلوكهم غاية حركة التاريخ ليكونوا أحد معالمها .. أهم أدوات حركتها.“ علي عبد الله صالح” هو أحد رجالات التاريخ العظام الذين ادخرتهم حركة التاريخ ليتحقق على أيديهم وفي عهدهم التحول التاريخي المنشود في مرحلة حاسمة من تطور مجتمعاتهم ولا يمكن تفسير التطور المطرد في كافة المجالات خلال مرحلة توليه البلاد، لو لم يكن فخامته مواكباً لحركة التاريخ.. ولما حدثت هذه الطفرة الكمية النوعية نحو مجتمع الرفاه والسلام الاجتماعيين، اللذين يسودان بلادنا اليوم في عهد فخامته، لقد أسس هذا الرجل الجمهورية اليمنية الحديثة والعصرية بقيم وآليات المجتمعات المعاصرة دون مساومة على الثوابت.إنّ ما دفعني إلى التذكير بمناقب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح هو ما قام به بلم الشمل اليمني بدعوة أبناء الوطن الموجودين في الخارج بعد حرب في 1994م للعودة فقد جاء ترجمةً صادقة لقرار العفو العام الذي أعلن عنه أثناء استمرار الحرب والذي حدث لأول مرة في تاريخ الحروب التي شهدها العالم.هذا هو علي عبد الله صالح أراد لم شمل أبناء الوطن تحت جبهة واحدة اسمها الوطن وعنوانها اليمن.. كعادته.وخلال تولي فخامته مقاليد السلطة خاض معارك في التنمية والأمن والسلام وكان النصر حليفه، لأنّه جسد في عهده حركة التاريخ، ولأنّ اسم علي عبد الله صالح ارتبط في وجدان اليمنيين في الداخل والخارج بأشياء كبيرة وكثيرة فهو الرجل الذي تم في عهده توحيد اليمن في عصرنا الراهن وهو الشخص الذي ظل على قمة السلطة أكثر من غيره من الرؤساء والقادة الذين حكموا اليمن منذ انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م وحتى اليوم برغم التحديات والعواصف التي عصفت باليمن.. وهو الرجل الذي أصدر قرار العفو العام بقلب متسامح يخلو من الأحقاد وبروح المسؤولية.كان صعود الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله إلى السلطة في 17/7/78م في ظروف مفاجئة وصعبة للغاية فقبل شهر من تزكيته للحكم تم اغتيال الرئيس السابق أحمد الغشمي على أيدي العناصر التصفوية في نظام ما يسمى بالشطر الجنوبي “سابقا”.. وبعد ثلاثة أشهر من تولي الرئيس السلطة حدث ضده الانقلاب العسكري الذي قادته الجماعات الناصرية بصورة مريبة ومخجلة، وقبل أن تمضي مدة قصيرة من تولي الرجل للسلطة!! وبعد سبعة أشهر أيضاً أعلن المتطرفون الراديكاليون في نظام عدن وقتذاك عزمهم إسقاط الرئيس/ علي عبد الله صالح ونظامه الجديد الناشئ معلنين أنّهم يخوضون الحرب ضده تارةً من أجل إقامة الوحدة على طريقتهم وتارةً أخرى يبررون هذه الحرب أنّها لتغيير ملامح النظام السياسي دون استهداف الرئيس لذاته.استطاع الرئيس من 17/7/78م حتى مارس 1979م تحديد خارطة تحالفاته مع القوى الاجتماعية والسياسية لمواجهة مختلف الاحتمالات في حرب استنزاف استمرت على جبهات ومستويات مختلفة حتى أوائل عام 1989م خلال هذه السنوات بالذات ورغم شراسة المؤامرة تمكن الرئيس علي عبد الله صالح من تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية في قلب المعركة أهمها :1 - إعادة بناء وتأهيل القوات المسلحة.2 - تكوين تحالف وطني واسع تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام.3 - البدء بمراحل الاكتشافات النفطية.وقد اتضح بعد الحرب المعلنة من نظام عدن ضد صنعاء عام 1979م أنّ لقاء الكويت الذي جمع الرئيس علي عبد الله صالح بالرئيس عبد الفتاح إسماعيل لم يغير من طبيعة السياسة العدوانية لنظام الحكم في عدن، فهذا اللقاء كان مجرد مراوغة سياسية لتبرئة نظام عدن من الحرب وإثبات حسن نية في الظاهر فقط أما في الخفاء فقد تم الترتيب لحرب عصابات يمولها الاشتراكيون تحت مظلة الجبهة الوطنية، وهنا فقط ظهرت المعادلة الفكرية الأيديولوجية للحرب الخفية فظهرت بالمقابل الجبهة الإسلامية لمواجهة مجاميع الشيوعيين المتسترين تحت عباءة الجبهة الوطنية.. وحصل فرز حقيقي يحدث لأول مرة فقد تمكن الرئيس/ علي عبد الله صالح من وضع خصومه تحت المجهر والأشعة الكاشفة ومن نتائج ذلك أيضاً وضوح الخارطة السياسية والاجتماعية وتحالفها الذي جاء لصالح التجمع الوطني الذي اختطه الرئيس واستطاع رسم معالمه بدقة دون أن تهزمه المعارك الخفية أو المعلنة وحمل الرئيس علي عبد الله صالح في يديه الورود من جديد عام 1982م حتى لأولئك الذين تآمروا ضده في البداية وحاولوا طعنه من الخلف دون سبب ويسجل التاريخ للرئيس صالح أنّه في عهده فقد صدرت أكثر قرارات العفو العام قبل تحقيق الوحدة وبعدها .. وفي عهده لا يوجد سجين سياسي واحد في اليمن وعندما يذكر السياسيون اليمن الموحد يتذكرون الديمقراطية والتعددية السياسية ويعرفون بالضبط من هو رائدها الأول.. أما طريق الاستقلال السياسي الحقيقي لليمن فقد حدث بعد قيام ثورة 26 سبتمبر وتحديداً عام 1984م عندما بدأ تصدير النفط في مأرب بكميات تجارية في عهد الرئيس علي عبد الله صالح وكان أغلى أهداف الثورة وهو التحرر من التبعية.. فمن دون الاستقلال الاقتصادي والاعتماد على الذات تصبح الثورة منقوصة وأهدافها ضائعة.. ولم تكن هذه الأمور التي حدثت في عهد رجل واحد من المصادفات بل هي من الأقدار المكتوبة.. وإذا كانت الأوضاع الداخلية في اليمن قد استقرت بعد العواصف السياسية والموجات العنيفة التي أصابت الوضع العام بالاضراب فلا يمكن حساب نتائج الحسم التي ظهرت في النهاية إلا لصالح القيادة السياسية في اليمن التي يقودها الرئيس علي عبد الله صالح بصبر وحنكة نادرين وبالحكمة التي تميّز بها فخامة الرئيس في حل مشاكل بلاده الداخلية فقد استطاع حل مشاكل الجوار التاريخية التي استعصى حلها خلال قرابة سبعين عاماً مشكلة الحدود مع الأشقاء في عُمان والسعودية .[c1]نبذة شخصية عن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية[/c] الرئيس علي عبدالله صالح في مجموعة صور من الارشيف - من مواليد21مارس عام1946 م في قرية بيت الأحمر (مديرية سنحان) محافظة صنعاء.- تلقى دراسته الأولية في كتاب (قريته).- التحق بالقوات المسلحة عام 1958 م - وواصل دراسته وتنمية معلوماته العامة وهو في سلك الجندية.- التحق بمدرسة صف ضباط القوات المسلحة عام 1960 م.- كان ضمن صف ضباط الجيش الاحرار برتبة رقيب حيث ساهم معهم في الإعداد للثورة وتفجيرها. - في الأشهر الأولى للثورة وتقديراً لجهوده رُقي إلى رتبة (مساعد). - في عام 1963 م رُقي إلى رتبة (ملازم ثان).- أصيب بجروح أثناء المعارك التي دارت في المنطقة الشرقية لمدينة صنعاء نهاية 1963م.- في عام 1964 م التحق بمدرسة المدرعات وحصل على فرقة تخصص (دروع).- عاد من جديد للمشاركة في معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية وتعرض لشظايا النيران - وأصيب بجراح أكثر من مرة.- كان من أبطال حرب السبعين يوما أثناء تعرض العاصمة صنعاء للحصار.- شغل مناصب قيادية عسكرية كثيرة - منها: * قائد فصيلة دروع. * قائد سرية دروع .* أركان حرب كتيبة دروع .* مدير تسليح المدرعات .* قائد كتيبة مدرعات وقائد قطاع باب المندب .* قائد لواء تعز، وقائد معسكر خالد بن الوليد (1975-1978م).- مثل البلاد منفردا ومشتركاً مع غيره في الكثير من المحادثات والزيارات والوفود الرسمية إلى البلدان الشقيقة والصديقة.- عضو مجلس رئاسة الجمهورية المؤقت ونائب القائد العام ورئيس هيئة الأركان العامة عقب اغتيال الرئيس أحمد الغشمي في 24 يونيو 1978م .- أنتخب يوم 17 يوليو 1978 م رئيسا للجمهورية وقائدا عاماً للقوات المسلحة من قبل مجلس الشعب التأسيسي. - في 17 سبتمبر 1979م رقي إلى رتبة (عقيد) بناءً على إجماع كافة قيادات وأفراد القوات المسلحة، عرفانا ووفاء لما بذله من جهود عظيمة في بناء وتطوير القوات المسلحة والأمن على أسس حديثة.- منح من قبل مجلس الشعب التأسيسي وسام الجمهورية تقديرا لجهوده وتفانيه في خدمة الوطن في 22 سبتمبر 1979 م.- انتخب أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العام في 30 أغسطس 1982م.- أعيد انتخابه في 23 مايو1983 م رئيسا للجمهورية وقائدا عاما للقوات المسلحة من قبل مجلس الشعب التأسيسي.- أعيد انتخابه في 17 يوليو 1988م رئيسا للجمهورية وقائدا عاما للقوات المسلحة من قبل مجلس الشورى المنتخب.- منح درجة الماجستير الفخرية في العلوم العسكرية عام 1989م من قبل كلية القيادة والأركان.- في 21 مايو 1990م أجمع مجلس الشورى على منحه رتبة (فريق) عرفانا ووفاء لما بذله من جهود جليلة من أجل إعادة توحيد الوطن وقيام الجمهورية اليمنية.- في 22 مايو 1990م قام برفع علم الجمهورية اليمنية بمدينة عدن معلناً بداية مرحلة يمنية جديدة حافلة في ظل الدولة اليمنية الموحدة ، وفي نفس اليوم اختير رئيسا لمجلس رئاسة الجمهورية اليمنية.- في 16 أكتوبر 1993 م أعيد انتخابه رئيسا لمجلس الرئاسة من قبل مجلس النواب المنتخب.- تصدى لكل محاولات تمزيق الوطن ومؤامرة الانفصال، وقاد معارك الدفاع عن الوحدة وحماية الديمقراطية والشرعية الدستورية أثناء فترة الحرب الانفصالية التي أشعلها الانفصاليون في صيف عام 1994م حتى تحقق بقيادته النصر العظيم للوحدة اليمنية ولإرادة الشعب اليمني في السابع من يوليو 1994 م.- في أكتوبر 1994م أنتخبه مجلس النواب رئيسا للجمهورية ، عقب تعديلات دستورية أقرها المجلس في 28 سبتمبر 1994 م.- في 24 ديسمبر 1997م أقر مجلس النواب منحه رتبة مشير تقديرا لدوره الوطني والتاريخي في بناء اليمن الجديد.- في 23 سبتمبر عام 1999م تم انتخابه رئيسا للجمهورية في اول انتخابات رئاسية تجرى في اليمن عبر الاقتراع الحر و المباشر من قبل الشعب. - كرس كل جهوده من أجل تحقيق نهضة وبناء اليمن الحديث ، وأعاد بناء سد مأرب العظيم ، وفي عهده كان استخراج النفط والغاز، وتحقيق تنمية زراعية هائلة ، وإقامة المنطقة الحرة بعدن إلى غير ذلك من المنجزات.- مؤسس الدولة اليمنية الحديثة المرتكزة على أسس تعددية ديمقراطية وحرية الصحافة والرأي والرأي الآخر واحترام حقوق الإنسان ومبدأ التداول السلمي للسلطة.- متزوج وله عدة أبناء وبنات، أكبرهم (أحمد).
أخبار متعلقة