عياش علي محمد:بحق السماء ما الذي يجري في هذا العالم؟ كوارث طبيعية, واحتباس حراري وفيضانات, وأعاصير, وهزات أرضية. كل ذلك تزامن مع أحداث سياسية وعسكرية ابتداءاً من القوس الناري الملتهب في الصومال والممتد حتى أفغانستان والذي لا يزال مشتعلاً مسبباً كوارث إنسانية يذهب ضحيتها الآلاف من البشر الأبرياء الذين يتمنون أن تسوي أمورهم كي يعيشوا في مأمن من الجوع والتحدي وعدم الاستقرار وفوق كل ذلك نشاهد تدفق الأسلحة الثقيلة والغواصات وحاملات الطائرات, وتصاعد الوجود العسكري في المنطقة كل ذلك يؤكد التحديات الراهنة التي تواجه شعوب المنطقة, والتهديدات المستمرة للشرق الأوسط.ثم يأتي الدور المكمل والكريه, يكمل ما بقي من تهديدات للحياة البشرية, فقد تزايدت معدلات البطالة حتى وصلت إلى أعلى معدلاتها, وزادت حدة الفقر, ووصل الفقراء إلى حد تحت خط الفقر, وتدني مستوى المعيشة حتى وصل إلى أدنى مستوياته, وتزايدت معدلات الجريمة ونهب الحقوق.لقد اجتمعت كل تلك البلاوي, من كوارث طبيعية وأزمات سياسية, وصراعات عسكرية لتكمل ما بقي من حياتنا الإنسانية فأي أمل يراود المرء أو أحلام يتوقعها في ظل هذا التكدس من الأحداث والأزمات التي قضت مضاجع الجميع.الإنسان اليمني لا تهزه تهديدات الأساطيل الحربية ولا يكثرت بتحركاتها السياسية والعسكرية, إن كل ما يهمه أن لا تهدد معيشته, ولا مرقده ولا لقمته وخبزه, فحالته هذه كحالة الفئران التي لا ترى من يهددها إلا شراسة القطط, والقطط ليس إلا..والجوعى لا تهمهم حاملات الطائرات, ولا الاحتباس الحراري, ولا الأسلحة النووية, ولا يهم اليمنيين سوى معيشتهم فهي أكبر من حاملة الطائرات تهدد حياتهم, وأكبر من الفيضانات التي تهدد استقرارهم فليس لدى الإنسان اليمني سوى معيشته, إذا جاع فإنه ( يبترع) باحثاً عن فريسته, وفي حالته هذه فإنه لا يتحمل مساومات أو حلولاً وسطاً فيتحول إلى (غول) يكتسح الذي أمامه باحثاً عن هدفه الرئيسي إشباع معيشته.ومع ذلك فإن هذا الإنسان اليمني البسيط استطاع ببساطته أن يقيم حضارة عظمى مازالت آثارها قائمة حتى الآن.فإذا ضمن اليمني معيشته فإني أضمن لكم حضارة جديدة يقيمها هذا الإنسان على أرضه مجدداً, وهو قادر على خلق منتجاته وإشباع ذاته من متوفرات أرضه ولكن السياسات أحياناً هي التي تحبطه وتتحكم في ظروفه وحياته المعيشية.فالسياسة هي المتهم الأول في تعطيل طاقاته وبعثرة جهوده, والحد من طموحاته, وإذا زادت تلك السياسات من تعطيلها لواجباته فإنه من عادته أن (يبترع) وإذا ابترع فإن كل ما أمامه سيكون في طي الماضي.
|
آراء حرة
المعيشة هي أكبر حاملة طائرات تهدد حياة اليمنيين!!
أخبار متعلقة