طارق حنبلة يمثل الإرهاب حجر الزاوية في الصراع الدولي الراهن ومثل الارهاب السبب الرئيسى والمباشر لشن الحرب على أفغانستان والعراق إضافة الى حالة الاضطراب الامني الكبير لكثير من الدول ومازال هذا الاضطراب سائداً حتى اللحظة على مسرح الاحداث السياسية.والمقلق أنه لا يوجد تعريف واضح ومباشر لهذه المنظومة الاجرامية الدموية فهي ليست ايديولوجية ذات رؤية و فلسفة سياسية اجتماعية علمية اقتصادية وضعية معينة سواءً على صعيد اليمين او اليسار العلماني .ولا شك أن حمى الارهاب قد اتسعت رقعتها في العالم عقب احداث الـ "11" من سبتمبر المؤسفة والمؤلمة حقاً حيث سقط آلاف الابرياء العزل بفعل الطائرتين اللتين ارتطمتا ببرجي التجارة في نيويورك في مشهد دراماتيكي مؤلم كشف عن الوجه الاجرامي القبيح لذروة الارهاب أعداء الانسانية والسلام العالمي فمهما بلغت أخطاء الولايات المتحدة الامريكية لم يكن قتل الابرياء العزل من أطفال ونساء وشيوخ أمراً مبرراً للرد على تلك الاخطاء الامريكية .أستغرب من بعض الشباب حينما يتحدثون بإعجاب عن بعض الارهابيين وكأنهم أبطال أجترحوامآثر وطنية ودينية خالدة .. الاسئلة التي أوجهها لهؤلاء الشباب هل قتل الاطفال والنساء والشيوخ العزل بطولة ؟! هل تشويه سمعة أمة لها دين سماوي يدعو الى العدل والحق والتسامح والخير بطولة ؟! هل قتل الناس وهم يحتفلون بعرس بطولة ؟!هل زرع الخوف والرعب في نفوس الاطفال والنساء بطولة ؟! هل قتل أبرياء أو غيرهم بطولة ؟! هل نترك الدين والعقل والفطرة الانسانية ونتجاوز مع الأمم الاخرى بأيادينا وأرجلنا وأسناننا ؟! إذاً ما الفرق بيننا وبين حيوانات البراري إذا توجهنا جميعاً في مسلك الارهابيين .يقال أن الاتزان او الاعتدال في كل شيء مطلوب كما يقال في أمثالنا نحن العرب ربنا عرفوه بالعقل .إن هذا العالم المترامي الاطراف ليست حلبة مصارعة او يملكها أسامة بن لادن او الزرقاوي .إنني وانطلاقاً من سياسة حكومة بلادي الحكيمة أناشد الشبيبة العربية والعالمية بالتواصل الحضاري الخلاق على قاعدة الحب والعدل والانسانية .إن القيم الدينية والاخلاقية صفات خاصة فلكل شعب دين وعادات وتقاليد وطقوس معينة ينبغي إحترامها فهي ممثل شرعي وتاريخي لهذا الشعب او ذاك وهي كذلك قيمة إنسانية لايمكن لادوات الموت والتعصب والارهاب أن تحل بديلاً عنها .إن العالم اليوم بحاجة الى الحب والتسامح والحوار الواعي ليحل مشاكله ويتخلص من فرق الموت المنتشرة في كثير من أرجاء المعمورة .فلنمض جميعاً أيتها الشبيبة في بلادنا العربية عنوان الحب والتسامح وفي آسيا وأوروبا وأمريكا وفي كل مكان ولنقف جميعاً وقفة رجل واحد ضد الارهاب ضد أعداء الانسانية ولنعد الابتسامة ومبدأ التواصل الحضاري الخلاق بين الأمم .إن الشبيبة العربية وشبيبة العالم مطالبة بهذا الاصطفاف وهذا التوحد انطلاقاً من مسئوليتها الدينية والتاريخية وإمتثالاً للأحاسيس الانسانية النبيلة لمغروسة في أعماق النفس البشرية .
الشبيبة العربية والعالمية .. معاً ضد الإرهاب
أخبار متعلقة