د/ زينب حزام :تتميز مدينة عدن بشواطئ ذهبية تجذب اليها السياح من كل بلد،ولأبناء عدن خاصة ومنهم الصيادين الذين يعشقون البحر ويقضون ليلهم تحت ضوء القمر في اصطياد الأسماك المتنوعة والملونة لهم اغانيهم الخاصة، وخاصة في جو الصيف الحار والذي يلعب نسيم البحر دوراً رئيسياً في تلطيفه، لذا نجد أن أهالي مدينة عدن يقضون ساعات طويلة في الشواطئ الذهبية حيث أمواج البحر المتلاطمة على الشواطئ وحيث يعلو صوت الصيادين ودندنتهم وأشهر أغاني الصيادين التي تحمل الكلمات العذبة والمواويل العدنية للصيادين في بحثهم عن الرزق الوفير في بحر صيرة الغني بالأسماك،أشهر هذه الأغاني :أغنية: سرى الليل ونائم على البحر ، ماشي فائدة من منام الليل حل السرية وهناك العديد من الأغاني التي يغنيها الصيادين تخفيفاً عن خوفهم من مخاطر البحر،والتيارات البحرية، أغاني الشاعر اليمني أحمد محمد بكير:لي دخلوا البحر رجعوا طاويين التسع...جابوا مخابر ماجابوا جواهر ولول.وساد إعتقاد الصيادين أن الأغاني تخفف همومهم وتصبرهم على ارتياد البحر وتساعدهم في تخطي المخاطر التي تهدد حياتهم،ومن هذه الأغاني أغنية الشاعر الغنائي صالح فقيه اللحجي:عدمتني الصيد لي قدني من العصر شومة. ومن أشهر الفنانين الذين غنوا أغاني الصيادين والبحر الفنان يوسف أحمد سالم والفنان الكبير محمد مرشد ناجي وأغنيته المشهورة "وصياد" والتي ترددها دائماً الفنانة المشهورة أمل كعدل وأغنية الفنان الكبير محمد محسن عطروش وأغنيته المشهورة "هيب هيبا".لقد غنى العديد من الفنانين أغاني شعبية خاصة بالبحر والصيادين والسواحل العدنية في صيرة والتواهي وخورمكسر ،وكان لها تأثير كبير في نفسية كل الصيادين وكل مواطن رغم أننا نلاحظ العشوائية في ردم مياه البحر وأغلاق النوافذ البحرية التي سوف تؤثر على الطقس في مدينة عدن،لأن هذه النوافذ البحرية ليس مصدر رزق فقط للصيادين وإنما هي في الوقت نفسه تلطيف الطقس الحار في مدينة عدن وتعطي المدينة جمالاً لشواطئها الذهبية التي عشقها الفنانين التشكيليين وأبدعوا في تقديم لوحاتهم الفنية عن البحر والنوارس ومنهم الفنان اليمني الراحل نبيل القاضي والفنانة التشكيلية الهام العرشي التي قدمت عشرات اللوحات الفنية عن البحر والصيادين.إننا من خلال هذه التناولة المتواضع ندعو إلى حماية شواطئنا البحرية والمحافظة على المنافذ البحرية والمحافظة على المنافذ البحرية وتوثيق أغاني الصيادين وتحويل الشواطئ إلى كورنيشات لعشاق البحر من المواطنين والفنانين المبدعين...