جنديان بوليفيان من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هايتي يوزعان مياه ووجبات غذائية على أطفال هايتيين من مشردي الزلزال في سيتي سوليل يوم أمس الأول السبت.
بورت او برنس /14 أكتوبر(رويترز) : سارع زعماء العالم إلى التعهد بإرسال معونات لإعادة بناء هايتي التي ضربها زلزال مدمر لكن الناجين في شوارع عاصمتها المدمرة لا يزالون إلى يوم أمس الأحد ينتظرون وصول الحاجات الأساسية من الطعام والماء والدواء.فبعد أربعة أيام من تسبب زلزال هائل في مقتل ما يصل إلى 200 ألف شخص لا تزال فرق الإنقاذ الدولية تعثر على أحياء تحت أنقاض المباني المنهارة في بورت او برنس.وينتظر مئات الآلاف من سكان البلاد الجوعى بيأس المساعدات لكن الصعوبات التي تواجه عمليات النقل والإمداد حالت دون وصول إمدادات إغاثة كبيرة للضحايا الذين يقيم كثير منهم في مخيمات مؤقتة في الشوارع التي تناثر فيها الحطام والجثث المتحللة.وفي ظل غياب واسع النطاق للسلطة انقض اللصوص على المخازن المنهارة في الشارع التجاري الرئيسي بالمدينة ونهبوا محتوياتها من القمصان والحقائب ولعب الأطفال وأي شيء قد تطوله أيديهم. واندلع قتال بين مجموعات اللصوص التي تحمل المدى والمطارق والحجارة.وخرج كثير من الهايتيين من المدينة راجلين يحملون حقائب السفر على رؤوسهم أو تكدسوا في سيارات بحثا عن الطعام والمأوى في الريف وللفرار من توابع الزلزال والعنف في العاصمة.واحتشد عدد كبير آخر منهم في المطار أملا في ركوب الطائرات التي تقلع مكتظة بالركاب.وتعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما بالمساعدة في الوقت الذي طارت فيه وزيرة خارجيته الى هايتي التي تركت حكومتها الواقعة تحت تأثير صدمة الزلزال للولايات المتحدة مهمة إدارة المطار الرئيسي المزدحم لتوجيه رحلات المساعدة من أنحاء العالم.وقال أوباما وقد وقف الى جواره الرئيسان السابقان جورج بوش وبيل كلينتون اللذان سيقودان مسعى خيريا لمساعدة هايتي « نمضي قدما في واحدة من أكبر عمليات الاغاثة في تاريخنا لانقاذ الارواح ولتقديم الاغاثة التي ربما تحول دون وقوع كارثة أكبر.»لكن في شوارع بورت او برنس حيث تطلق دوريات قليلة للشرطة النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر لمحاولة تفريق اللصوص يبدو توزيع المعونات عشوائيا ويتسم بالفوضى ويوزع بالحد الأدنى. وفي وسط المدينة يمكن رؤية الشبان يحملون مسدسات.وهايتي هي أفقر دول نصف الكرة الغربي وتلاقي منذ عقود صعوبات في التكيف مع العواصف والفيضانات المدمرة والاضطراب السياسي. ويوفر نحو تسعة الاف من قوات حفظ السلام الامن منذ انقلاب عام 2004 أطاح بالرئيس في ذلك الوقت.وفقدت بعثة الامم المتحدة المسؤولة عن الامن في هايتي 40 على الاقل من أعضائها عندما انهار مقرها. وقتل رئيس بعثتها التونسي هادي عنابي ونائبه البرازيلي لويس كارلوس دا كوستا والقائم باعمال قائد شرطة الامم المتحدة في هايتي الكندي دوج كوتس.وبعد أربعة أيام من وقوع الزلزال الذي بلغت شدته سبع درجات على مقياس ريختر لايزال السكان يشعرون بالتوابع كل بضع ساعات ما يصيب الناجين بالرعب ويجعل الانقاض تتساقط من المباني.وتزايد الاحساس بالحاجة لتكثيف جهود الانقاذ بعدما انتشل فريق انقاذ روسي طفلتين ما زالتا على قيد الحياة من تحت انقاض منزل يوم السبت.وعملت فرق الانقاذ الامريكية طوال الليل لاخراج الناجين من متجر منهار حيث قد يكون ما يصل الى 100 شخص محاصرين داخله.وكانوا على وشك التخلي عن العملية عندما تم إبلاغهم بأن موظفة خزينة بالمتجر تمكنت من الاتصال بشخص في ميامي لتبلغه بأنها مازالت على قيد الحياة بالداخل.وسارعت الشاحنات بنقل الجثث لدفنها في مقابر جماعية خارج المدينة لكن من المعتقد أن آلاف الجثث ما تزال تحت الأنقاض.وقال وزير الداخلية في هايتي انطوني باين-ايمي انه جرى جمع نحو 50 ألف جثة وان العدد النهائي للقتلى سيتراوح على الأرجح بين 100 ألف و200 ألف.والحكومة الهايتية الضعيفة ليست في موقف يمكنها من التعامل من الأزمة بمفردها. فالزلزال دمر القصر الرئاسي وقطع خطوط الاتصالات والطاقة. ويعيش الرئيس رينيه بريفال ويعمل من مقر الشرطة القضائية.وطمأنت كلينتون شعب هايتي إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع حكومته لضمان أن تخرج البلاد «بشكل اقوى وأفضل» بعد الكارثة.وقالت في مؤتمر صحفي بعد لقائها مع بريفال في المطار «سنكون هنا اليوم وغدا وخلال الفترة المقبلة.»وأرسلت عشرات الدول طائرات على متنها فرق إنقاذ وأطباء وخيام وغذاء ودواء وغير ذلك من الإمدادات لكنها واجهت اختناقات في مطار بورت او برنس الصغير.وقال الصليب الأحمر الأمريكي إن مستشفيات ميدانية سعة كل منها 50 سريرا وأجهزة تنقية مياه وصلت على متن قافلة من الشاحنات ما يمكنها من بدء توزيع المياه والإسعافات الأولية في بورت او برنس.وتولى الجيش الأمريكي تسيير حركة المرور الجوي في بورت او برنس التي تعطلت بسبب الاضرار التي لحقت ببرج المطار بدعم من حاملة الطائرات كارل فينسون التي تعمل بالطاقة النووية والتي وصلت إلى هايتي يوم الجمعة الماضي .وتنقل طائرات الهليكوبتر التابعة للبحرية الماء والغذاء إلى الشاطئ وتنقل كذلك المصابين إلى مستشفى ميداني قرب المطار.