لقاء/ صدام الزيدييسعى برنامج الصحة المدرسية التابع لوزارة الصحة العامة والسكان بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في وزارة التربية والتعليم والسلطات المحلية إلى توسيع أنشطة وبرامج مشروع المدرسة المعززة للصحة ليضم أكبر عدد ممكن من المدارس في المستقبل في المحافظات المستهدفة.ويؤكد عادل عبدالله السنحاني مسؤول العلاقات والمتابعة في البرنامج أن البرنامج وفي إطار تنفيذ مشروع المدرسة المعززة للصحة عمل على إعداد خطة عمل شاملة للعام 2006م تستوعب مختلف جوانب ومجالات العمل والأنشطة المنفذة في اتجاه انجاح مشروع المدرسة المعززة للصحة وتفعيل دور الإشراف الصحي في المدارس المستهدفة في أمانة العاصمة، المحويت، إب، تعز، عدن.برامج تدريبية وكان مشروع المدرسة المعززة للصحة استهل برنامجه التدريبي والتأهيلي للعام 2006م بعقد دورة تدريبية للمشرفين الصحيين في مدارس محافظة المحويت بمشاركة 35 متدرباً وبالتنسيق مع مكتبي الصحة والسكان والتربية والتعليم تعرف المتدربون خلالها على مفاهيم الصحة المدرسية والتثقيف الصحي والإسعاف الأولي إلى جانب مهام ومسؤوليات إدارات الصحة المدرسية.وعقب اختتام الدورة استأنف المشاركون تدريبات عملية في مجالات الإسعافات الأولية وضرب الإبر والمجارحة على مدى ثلاثة أيام ضمن برنامج تطبيقي شمل المستشفى الجمهوري في المحويت والمركز الإسعافي لجمعية الهلال الأحمر وعدد من المراكز الإسعافية في محافظة المحويت.وقال منسق البرنامج عادل السنحاني أن الدورة نفذت بنجاح واستفاد المتدربون والمتدربات كثيراً من مضامين ومحاور التدريب التي قدمت ملامح وتعريفات حول طبيعة أنشطة الأشراف الصحي في المدارس.واشاد السنحاني باهتمام وتفاعل قيادة السلطة المحلية في محافظة المحويت ممثلة بالأخ العميد احمد علي محسن محافظ المحافظة والأمن العام للمجالس المحلية وكذا مسؤولي التربية والتعليم والصحة والسكان الذين تعانوا مع برنامج الصحة المدرسية وساهموا في انجاح البرنامج وأكدوا استعداد السلطة المحلية والمكاتب المعنية في تقديم كلما يتطلب تقديمه والقيام به من أجل إنجاح أنشطة مشروع المدرسة المعززة للصحة وتفعيل عملية الإشراف الصحي في المدارس.استراتيجية وطنيةواضاف مسؤول المتابعة في برنامج الصحة المدرسية ان البرنامج وبدعم من منظمة الصحة العالمية تمكن من تنفيذ عدد من الأنشطة خلال السنوات الماضية من ابرزها أنشطة وخدمات التسخين الشمسي والحديقة المدرسية وحصاد مياه الأمطار والمعمل المدرسي والعيادة المدرسية فضلاً عن محاضرات تثقيفية وبرامج تدريبية.مشيراً إلى أن البرنامج يسعى حالياً لوضع أول استراتيجية وطنية للصحة المدرسية وسيتم عقد عمل لإقرار واعتماد وثيقة الاستراتيجية بصيغتها النهائية وسيشارك في وضع الاستراتيجية عدد من الخبراء الدوليين من منظمة الصحة العالمية ومشاركين محليين من البرنامج ووزارة الصحة والسكان والتربية والتعليم والمجالس المحلية والجهات ذات العلاقة.مؤكداً أن هذه الاستراتيجية تتضمن جملة محاور ومضامين شاملة تركز في مجملها على توسيع نشاط الصحة المدرسية وإيجاد قاعدة فاعلة للإشراف الصحي وتعزيز دور المدرسة في العملية الصحية باعتبارها أحد أهم المواقع والفعاليات المستهدفة.المدرسة المعززة للصحةوكانت فكرة المدرسة المعززة للصحة في أوروبا قد بدأت مع بداية عقد الثمانينات وبالتحديد في بريطانيا حيث تم التفكير في إشراك المدرسة إشتراكاً فاعلاً في التخطيط والتنفيذ للأنشطة الصحية وكذا مشاركتها للقطاع الصحي في نقل المعلومات الصحية للمجتمع المجاور بطرق وأساليب تبتكرها المدرسة.وقد لاقى المشروع نجاحاً باهراً أدى إلى ضم بعض الدول الأوروبية واشتراكها في هذا المشروع.وفي مطلع التسعينات وصل عدد الدول الأوروبية المشاركة في تنفيذ مشروع المدرسة المعززة للصحة إلى أكثر من 37 دولة، وتم تشكيل شبكة بناء على ذلك أطلق عليها الشبكة الأوروبية للصحة المدرسية.وعلى الصعيد العربي.. نظراً لنجاح المشروع أوروبياً فقد لاقى استحسان الكثير من الدول العربية خصوصاً دول الخليج التي شرعت في تنفيذه خلال الأعوام القليلة المنصرمة في عدة مدارس مختارة في كل دولة.كما قامت دول عربية أخرى بتنفيذ مشروع المدرسة المعززة للصحة ومنها الأردن، تونس، الجزائر، لبنان وتسعى بقية الدول العربية للبدء في تنفيذه.وعلى المستوى المحلي في اليمن.. بدأ بتنفيذ مشروع المدرسة المعززة للصحة في 2003م بتمويل من منظمة الصحة العالمية في عشر مدراس موزعة على محافظات (أمانة العاصمة، إب، تعز، عدن، المحويت) والتي يجري تنفيذ بعض الأنشطة البيئية والصحية فيها.ويسعى البرنامج إلى تفعيل هذه المدارس في نقل المعلومات الصحية للمجتمعات المجاورة كما يسعى إلى أستهداف أكبر عدد ممكن من المدارس في المستقبل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم.وتقوم منظمات عديدة بدعم المشروع ومنها منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي بتنفيذ جائزة المدارس المعززة للصحة كل عام وتوزع الجوائز للمدارس الفائزة في هذه المسابقات.