*الأحد 17 فبراير ودعناه إلى مثواه الأخير، فجأة كان النبأ على الصحف منشوراً كانت صدمة لنا، لأننا كنا نراه صباحاً ومساءً في المعلى نتبادل التحية والسؤال عن الحال..غاب فجأة ومثلما ودعنا الأستاذ عبد الرحمن حاجب قبل أيام، كان توديعنا للأستاذ المناضل الشخصية الاجتماعية المحبوبة المستشار / ناصر حسين رحمه الله .كان ناصر حسين من الرجال القلائل الجادين ولا يعرف المجاملة أو النفاق، صريحاً صدوقاً، كان لا يتردد عن قول الحقيقة حتى على أقرب الناس إليه.. هكذا عرفناه مقداماً جسوراً مثلما عرفته ساحات النضال الوطني والذود عن الوطن سواء منذ قيام الثورتين ( 26 سبتمبر62 / 14 أكتوبر63 )أو في معارك الاستقلال وفك الحصار عن صنعاء الأبية كان ناصر حسين موجوداً في كل المراحل وله سجل يشهد على تضحياته حتى آخر يوم من حياته .ناصر حسين الرجل المتواضع .. كان مستشار اًلمحافظة عدن لسنين مضت لكنه ربما كان مستشاراً لا يستشار وهو ما جعله يعيش حسرة وألماً في أيامه الأخيرة .. لقد كان بإمكان تكريمه بإسناد مهمة له في الخارج أسوة بمن تم لهم ذلك، ترى لو كان عين ملحقاً في إحدى السفارات اليمنية، ألم يكن ذلك أقل القليل في حقه ؟ ولا نتحدث عن الوفاة فالأعمار بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن نقول لو كان للرجل اعتبار لرأينا ذلك قبل أن يعيش في وضع كان الجميع يراه ويعايشه، وكأن لا يعمل شيئاً لهذا الوطن الغالي..ناصر حسين مات وتبقى ذكراه العطرة، لكن في القلب حسرة على فراقه .. وهل يا ترى تصدق الرواية القائلة بان وفاته كانت نتيجة تسمم غذائي، وأن نقله من مستشفى لآخر، كان أحد الأسباب التي عجلت بوفاته في حين هذه أمور قضاء وقدر.. لكن الاحتراز والحيطة واستخدام العقل له نتائج محمودة..قالوا وقالوا .. إن التسمم يعود لأسماك تالفة أو لبويضة وقالوا لتلوث البحر ورمي النفايات فيه .. وقال آخرون إن أحداً في نفس حالة الفقيد أسعف للمستشفى العسكري ( باصهيب) وعمل له غسيل معدة ومن الله عليه بعمر جديد !!ترى هل هذا يفيدنا ؟ أم هي آراء يستفاد منها في السيطرة الحكومية بقوة على الأغذية واللحوم والأسماك التي قد تكون معجلة بالوفاة.. والله عنده العلم ؟!نترحم على فقيدنا ناصر رحمة الله عليه ولا نملك إلا الدعوة له بالجنة ولأهله بالصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون.. ومصيرنا كلنا محتوم.. ولكل أجل كتاب !
|
آراء حرة
عندما نفقد الكبار فجأة نتقزم!
أخبار متعلقة