جندي باكستاني يتخذ موقعا وعلى كتفه قاذفة صواريخ في منطقة دير العليا القبلية أمس.
وادي بونر (باكستان) / 14 أكتوبر / رويترز :ما زالت القوات الباكستانية تخوض معارك ضد طالبان في شمال البلاد من أجل السيطرة على واد استراتيجي لليوم الرابع على التوالي ففي يوم أمس الجمعة قتلت ما يصل إلى 60 منهم، فيما بدأت الحكومة محادثات مع رجل دين بارز لإنهاء العنف.ومازال المتشددون يسيطرون على أجزاء في وادي بونر الذي يبعد 100 كيلومتر فقط شمال غربي إسلام أباد وان كانت القوات قامت بتأمين بلدة داجار الرئيسية يوم الأربعاء الماضي بعد أن أسقطت طائرات هليكوبتر قوات خلف خطوط العدو.وأكد المتحدث العسكري الميجر جنرال أطهر عباس أن القوات البرية أقامت مواقع اتصال مع الجنود الذين نقلوا جوا إلى داجار لكن القتال الشديد مستمر في مناطق أخرى في الوادي.وأشار عباس في مؤتمر صحفي في روالبندي وهي بلدة بها حامية عسكرية متاخمة لإسلام أباد «نوع المقاومة التي يبديها المتشددون تبين ما هي أهدافهم. المقاومة مازالت مستمرة.»وقال ان بين 55 و60 متشددا بينهم بعض الأجانب قتلوا في الاشتباكات في بونر في الساعات الأربع والعشرين السابقة مما يرفع عدد المتشددين الذين قتلوا إلى أكثر من 170 في المنطقة منذ يوم الأحد الماضي.وركزت قوات الأمن على بونر يوم الثلاثاء الماضي بعد أن قامت بتطهير دير السفلى.وفي منطقة أخرى في المنطقة هي دير العليا اقتحم أكثر من 50 متشددا مقر قوات الأمن في وقت مبكر يوم أمس الجمعة وخطفوا عشرة جنود.وبونر ودير العليا ودير السفلى هي جزء من منطقة مالاكاند بالاقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث وافقت الحكومة على السماح بتطبيق الشريعة في فبراير شباط إذا تخلى المتشددون عن العنف في معقلهم في وادي سوات. وسوات أيضا جزء من مالاكاند.لكن المتشددين الذين انتشروا في بونر هذا الشهر تسببوا في مخاوف في أنحاء باكستان وأصابوا الولايات المتحدة بالقلق بشأن الاستقرار في البلد الذي يمتلك أسلحة نووية ويعد بلدا أساسيا في الجهود الأمريكية لهزيمة القاعدة وإشاعة الاستقرار في أفغانستان.وأشار مسؤولون عسكريون باكستانيون إلى أن القوات تقوم بتأمين وادي بونر بإيقاع بطيء لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين. وشوهدت مئات الأسر وهي تتدفق خارج الوادي وسياراتهم محملة بمقتنياتهم بما في ذلك الماشية.وأضاف عباس أن قوات الأمن دمرت العديد من الدراجات النارية « الانتحارية» المحملة بالمتفجرات والعربات التي وضعها المتشددون في مناطق المعارك لعرقلة تقدم القوات، موضحا أن المتشددين أقاموا أيضا نقاط تفتيش في أجزاء من سوات في انتهاك لاتفاق السلام مما أدى إلى تكهنات بأن الهجوم قد يتوسع ليشمل الوادي.وبدأ سلطات الإقليم الحدودي الشمالي الغربي يوم أمس الجمعة محادثات مع صوفي محمد وهو رجل دين بارز قام بدور الوسيط مع طالبان في جهود جديدة لوقف العنف.ومن جانبه قال ميان افتخار حسين وزير الإعلام الإقليمي للصحفيين بعد المحادثات مع محمد تيمير جارا في دير السفلى «يجري عمل كل شيء لإنهاء التشدد. كل شيء يعمل من أجل السلام.»ومن ناحيتهم حث مسؤولون أمريكيون باكستان على مواصلة الهجوم الذي بدأ هذا الأسبوع في دير وبونر بدلا من ترك العدو يعيد تنظيم نفسه.وأكد مسؤولون حكوميون أنهم ملتزمون بتطبيق الشريعة في مالاكاند لكن يتعين على المتشددين إلقاء السلاح.ومن جهتها أكدت الخارجية الأمريكية يوم أمس الأول الخميس أن عدد الذين قتلوا في هجمات إرهابية في باكستان العام الماضي زاد بأكثر من 70 في المائة رغم التراجع الكلي في أعمال العنف في أنحاء العالم.