ثريا أحمد عبيد تقوم جميع البلدان بإحصاء سكانها. فالأرقام تبين لصناع القرار ما هي الاحتياجات الراهنة والاحتياجات المقبلة.ويقام الاحتفال بيوم السكان العالمي لهذا العام تحت شعار (لأن كل شخص مهم)، الذي يمثل جزءاً من رسالة صندوق الأمم المتحدة للسكان.ذلك أنه إذا لم تؤخذ في الاعتبار أعداد السكان وخصائصهم، ستغدو الحكومات عاجزة عن التخطيط وإذا لم يتسن تحديد المشاكل، سيتعذر تتبع التقدم المحرز على مدى العمر. وإذا كانت شهادة الميلاد تنبئ بالحاجة إلى توفير التعليم المدرسي في وقت معين، فذلك أمر مفيد لنظام التعليم. وإذا أمكن لسجلات الوفيات أن تحدد. قدر الإمكان سبب الوفاة، فسيمكن توجيه النظم الصحية لتلبية الاحتياجات الفعلية. وإذا أمكن لسجلات الوفيات تحديد الأسباب وراء الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والأمراض المعدية الأخرى، سيكون بالإمكان إعطاء الأولوية لحالات الحمل والولادة، وخدمات صحية معينة. ويعتمد التخطيط الحكومي على المعلومات المحلية والإقليمية التي تدعمها المقابلات مع أفراد الفئات التي يعنيها الأمر في المقام الأول. وهذه البيانات من شأنها أن تتيح إمكانية تلبية الاحتياجات الفعلية.وللبيانات ذات النوعية الجيدة أهميتها الحاسمة من أجل وضع السياسات والبرامج القائمة على الأدلة والرامية إلى تحسين حياة الناس. ومع ذلك فعلى الرغم من أن البيانات الموثوق بها والملائمة من حيث الوقت هي من الأمور المألوفة في البلدان الغنية، هناك بلدان نامية كثيرة ممن تعوزها الموارد تواجه الأمرين لكي تجري التعدادات والدراسات الاستقصائية السكانية التي هي في أمس الحاجة إليها من أجل التخطيط الفعال.وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بدور تنفيذي رائد في المساعدة على بناء قدرات البلدان في جميع البيانات وتحليلها.ومن مجالات التركيز الحالية للدعم الذي يقدمه الصندوق النجاح في تنفيذ جولة عام 2010 للتعدادات السكانية وتعدادات المساكن (2005 ـ 2014).وفي عام 2009، قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم للبرامج الوطنية للتعدادات السكانية وتعدادات المساكن التي تقوم بها 77 حكومة، ومهد السبيل إلى تعدادات أخرى في عام 2010، وكثيراً ما يتسم هذا العمل بالتعقيد كما هي الحال في العراق، والأراضي الفلسطينية المحتلة، والسودان. وفي شرق أوروبا وأسيا الوسطى، يقوم الصندوق بالترويج للتكنولوجيات الجديدة لجمع البيانات ويساعد البوسنة والهرسك على إجراء تعداد سكاني.أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يقدم الدعم الفعال للبلدان في جولة التعدادات السكانية لعام 2010. فالتعدادات السكانية لها أهميتها المركزية بالنسبة لولاية الصندوق ورسالته من أجل دعم البلدان في استخدام البيانات السكانية اللازمة لسياسات وبرامج الحد من الفقر، وضمان أن يكون كل حمل مرغوباً فيه، وكل ولادة مأمونة، وكل شاب وشابة خالياً من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) وكل فتاة وامرأة تعامل بكرامة واحترام.إن الديناميات السكانية ـ بما في ذلك معدلات النمو، والهياكل العمرية، ومعدلات الخصوبة والوفيات، والهجرة، وغيرها ـ إنما تؤثر على كل جانب من جوانب التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية. وسوف تستخدم نتائج الجولة الراهنة من التعدادات السكانية في النظم الإحصائية وفي السياسات والبرامج على مدى سنين طويلة مقبلة.وفي هذه المناسبة التي نحتفل فيها بيوم السكان العالمي، يؤكد صندوق الأمم المتحدة للسكان حق كل فرد في (أن يكون مهماً) ، وأن يؤخذ في الاعتبار، وبخاصة النساء والفتيات والمهمشين من البشر. إن التعدادات والبيانات السكانية تؤدي دوراً حاسماً في تحقيق التنمية والاستجابة الإنسانية والانتعاش. ومن شأن البيانات ذات النوعية الجيدة أن تمكننا من وضع أقدامنا على الطريق السليم وتحقيق المزيد من التقدم صوب الأهداف الإنمائية للألفية، وأن نعزز ونحمي الكرامة وحقوق الإنسان لجميع البشر.[c1]* المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان.[/c]
التعداد من أجل الجميع
أخبار متعلقة