أحمد درعانما احوجنا اليوم ان نتحدث عن احد رواد الاغنية اليمنية وبالذات الاغنية اليمنية الحديثة.وحقيقة ان الاغنية ، اينما ذيعت تواجد صاحبها سواء اكان صانع اللحن او مؤديه فهي لكلمات والانغام التي تصنع وتخلق لنفسها طابعاً جميلاً ذا نكهة مميزة تترك اثراً في نفوس الاخرين.ولآن الذين تعاقبوا او قدموا الاغنية اليمنية هم اصلاً من مختلف الشرائح في اليمن فقد كان لهم دور جليل جعلها صاحبة السبق في الحضارة والسبق الموسيقي وكانت عدن بالذات ولازالت حتى اليوم ملتقى تنويرياً ثقافياً لها لتعدد ثقافاتها فتمكن فيها المبدع اليمني من خلق منابع ثقافية عديدة وخاصة في مجال الاغنية( الفن اليمني) وفيما يتعلق بصانع اللحن او مؤلفة وكيف وعلى اي من الاسس اختار المقام الموسيقي المناسب لهذه الكلمات لقلنا هنا ان المسألة ابداعية اولاً ثم تأتي الطرق الفنية المبتكرة بذكاءٍ يسبقها خيال المؤلف .. في اخراج انات ة هو ادرى واعلم بها .. حتى يصل الى التسمية وتحديد ( المقام الموسيقي) تماماً كما يفعل استاذنا الفنان الراحل طه فارع في معظم اغانية التي قدمها من الحانه ، وتفادياً لاي متشاباتلاعمال مبدعين اخرين وهنا تكمن عبقرية المؤلف الذي يتمتع بخيال واسع يساعدة في التخلص من الشوائب وقتل الرتابة عند المستمع ( او كجهاز مناعة) مثلاً . ولقد عمد الفنان الراحل طه فارع الى هذا الاسلوب الجيد الذي ساعدة في ابتكار جمل موسيقية جديدة اضافها الى الاعمال التي قدمت ( نذكر مثلاً اغنية ( يامنيتي) وكيف وصل الى هذه النقطة الراكدة اكثر من مرة ..ثم يعود اليها وكأنه يتوسلها ان تتحرك ان تفعل شيئاً .. ولكن لاشيء فحرك خياله الواسع لينتزع برفق ( مازودتين صوته ( ياسلام) مع ان الموسيقى الاساس مستمرة في المسافات ( SOL.... LAT) فيمتعنا بـ (DO-SE-DO) ( ياسلام) ليغير النقطة بنقطة جديدة وحركة موسيقية ذهنيه ليقضي على اي تشابه لخواطر موسيقية وهذا مايسمى في عرف الموسيقيين ( تجديداً) فيشدنا اليه اكثر ولو استمعنا اليه في اغنية ( وامغرد) وهي لون من الوان الغناء الصنعاني( 11/8 ايقاع) لوجدنا اختلافاً واضحاً بين ادائه في ( يامنيتي) واغنية ( وامغرد) ولان اللون اللحجي والصنعاني لايلتقيان في شيءٍ في الوزن الموسيقي سواء ( لكلمة والنغم المتعارف عليه وفي هاتين الاغنيتين يختلفان مقامياً وايقاعاً بحيث ان ( يامنيتي) هي من مقام ( بيات على الصول) او ( النوى) واغنية و(مغرد . من مقام هزام على درجة ( المي) ايقاع 8/11 ولوان بعض فنانينا في دول الخليج قدموا اغنية يامنيتي من مقام الحجاز على الصول والصحيح مقام بيات على نفس الدرجة لانها جاءت ( ميمننه) باصوات العديد من فنانينا واغنية وامغرد عندما قدمها ( الفقيد طه فارع بصوته نجد تقطيع صوتي رقيق ومذهل متهيجاً بلحن شرقي اصيل ايضاً.لقد طور الاستاذ الراحل طه فارع موسيقاه بصبابته وابداعاته التي كان يثري بها العمل الموسيقي .. فنراه مجدداً لاعماله ولتعلقه بالتراث وعاداته التي لم يتخلى عنها .. حتى ساعة رحيله عنا فتعالوا نسمع ( اغنية ماناش طامع) لون صنعاني لذيد واعرج ايقاعاً ولحن ياخذنا الى عالم نحن نراه ولايراه هو ، وكيف استطاع ان يتعامل مع مقامين في هذه الاغنية ( راست ) هزام . واستخدام الاجناس / والشروع عن طريق الصوت بمصاحبة آلة العود.وقد قلنا سلفاً ان العملية ابداعية وحالة طلق تم يسمى او الاستعانة بالخيال ( الجهاز الخيالي) فتتولد الافكار.وحول هذا ( ماناش طامع) اختيار الكلمة للنغم والنغم للكلمة ، هو اساساً من مقام ( راست على العام ولكن استقراره على ( نغمة LAT) توحي بنقلة الى مقام الهزام وهذه نقطة ارتكازه الدرجة الثالثة (LAT) لتعطي قليلاً من الحزن والشفقة فصور لنا الروابي وخرير المياه والاشجار متوسلاً ذلك الشاب الذي ترك ابيه وحيداً العودة اليه ..وقد يرى المستمع صوراً اخرى تختلف عن مايراه الاخر .. فطه فارع ( رحمه الله) يرى صوراً عكس ما نرى نحن ( ويحصل هذا لدى المبدعين) حتى رجالات المسرح وخاصة المخرج المسرحي والفنان التشكيلي ( السريالية) مثلاً لقد ترك الفنان طه فارع رحمه الله .. اعمالاً جليلة فقد قارب بين المحبين ( اصلاح ذات البين) بعد الهجر ووضع في اعماله حناناً وثورة هادئة في النفس..
|
ثقافة
طه فارع .. خازن ألوان الغناء اليمني
أخبار متعلقة