تشدد بن لادن المتسم بالعنف ينفر المواطنين العاديين
لندن/14 أكتوبر/وليام ماكلين: لن يلق نداء من تنظيم القاعدة بالقيام بانتفاضة إسلامية في الصومال أذنا صاغية إذ أن تشدده الذي يتسم بالعنف ينفر المواطنين العاديين وهناك أمل الآن في أن يستطيع الزعيم الجديد للبلاد إنهاء 18 عاما من الفوضى.ويقول محللون أن نداء زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي وجهه يوم الخميس للصوماليين للإطاحة بالرئيس شيخ شريف احمد محاولة لرفع الروح المعنوية بين المقاتلين المتعاطفين مع القاعدة الذين يفقدون شعبيتهم بشكل متزايد وليس خطة عمل سياسية واقعية.وذكر خبراء أنه بينما يمثل حلفاء ابن لادن المحليون تهديدا عسكريا حقيقيا يبدو أن معظم الصوماليين مقتنعون بقدر اكبر بالمعلم السابق (42 عاما) وتحقيقه للاستقرار في المجتمع أكثر من قناعتهم برسالة الحرب التي يروج لها تنظيم القاعدة.وقال رشيد عبدي خبير الشؤون الصومالية بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات “ليس هناك احتمال باندلاع هذه الثورة. هذا يهدف في الأساس إلى رفع الروح المعنوية لحركة الشباب.”وأضاف “يظهر البيان أن القاعدة لها طموح في الصومال لكن سياسيا معظم البلاد في صف شريف احمد.”وحركة الشباب جماعة قوية من المقاتلين الإسلاميين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة يسيطرون على أجزاء كبيرة من الأرض وتقود إلى جانب حركات تعتنق نفس الفكر تمردا ضد الإدارة حديثة العهد وداعميها الغربيين.لكن في مقابل هذا التهديد العسكري شعور عميق بين المواطنين الصوماليين العاديين بأن احمد وهو إسلامي معتدل انتخب في محادثات استضافتها منظمة الأمم المتحدة في جيبوتي في يناير يعد أفضل فرصة أمام البلاد منذ سنوات لمستقبل جديد.ويرى محللون أن احمد لديه احتمال حقيقي برأب بعض أسوأ الخلافات بين السكان البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة نظرا لجذوره الإسلامية وشعور في الغرب بأنه يجب منحه الآن فرصة لمحاولة تحقيق الاستقرار للبلاد الواقعة بمنطقة القرن الإفريقي.ويقول عبدي سماطار وهو باحث في شؤون الصومال وأستاذ الجغرافيا والدراسات العالمية بجامعة مينيسوتا أن “ابن لادن يستطيع أن يقول كل ما يشاء لكن هذا لن يغير هذا المشهد السياسي المتعلق بحركة الشباب.”وأردف قائلا “إرادة الناس هي أن يقولوا (لا) للحرب وهذه عقبة كبرى أمام ابن لادن.”وكان العدو الرئيسي للشباب حتى نهاية يناير قوة احتلال إثيوبية أرسلت إلى البلاد بموافقة أمريكية ضمنية عام 2006 لسحق الأنشطة المفترضة لتنظيم القاعدة.ووفر وجود إثيوبيا سببا وطنيا للوجود فهمه الكثير من الصوماليين.لكن محللين يرون أن استكمال الانسحاب الإثيوبي قضى على سند سياسي أساسي وفيما يبدو تسعى حركة الشباب جاهدة لتظل قوة متماسكة في غيابه.والمخاطر الكبيرة التي يواجهها احمد كثيرة أبرزها المجازفة بالتعرض للاغتيال على يد حركة الشباب التي ما زالت تتلقى تمويلا من مصادر خارجية وتحافظ على أسرارها جيدا وهي ليست مسألة سهلة في مجتمع ثرثار يتناقل فيه الناس الأخبار بسرعة وكفاءة عالية.وحتى الآن لا يملك احمد الكثير في طريق القوة العسكرية إذ أن القوات الحكومية وقوة حفظ سلام افريقية قوامها نحو 3500 فرد لا تسيطر إلا على بضع مناطق من مقديشو.كما يواجه الزعيم الجديد تحديات كبيرة تتمثل في وقف العنف والقرصنة وبناء العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة وإعادة بناء الطرق والموانئ ومحاصرة قادة الميليشيات ورجال الأعمال الجشعين الذين لهم مصلحة في تقليص سلطة الدولة.لكن التغييرات واسعة النطاق التي طرأت على المشهد السياسي في الأشهر الستة الماضية تعني تحسن احتمالات التعامل مع هذه المهام وإنهاء الفوضى التي غذتها النزعة العشائرية على مدار الأعوام الثمانية عشر الماضية.واكبر تطور هو وصول احمد إلى الحكم وهو يدعو للثقة لأنه قاد اتحاد المحاكم الإسلامية الذي هزم قادة الميليشيات القوية في مقديشو وحقق بعض الاستقرار للعاصمة ومعظم جنوب الصومال عام 2006 .وحينذاك لم يدم نجاحه طويلا واتهم الغرب اتحاد المحاكم الإسلامية بالارتباط بصلات بجماعات إرهابية وأرسلت إثيوبيا جنودا لطرد الإسلاميين من السلطة.وفر احمد من البلاد وأنشأ جماعة معارضة مناهضة لإثيوبيا. والآن عاد من المنفى ويحاول إعادة ترسيخ القيادة على الأرض والتواصل مع المقاتلين الإسلاميين الذين كانوا جزءا من المحاكم الإسلامية التي تزعمها.وربما تكون جذور احمد الإسلامية المعتدلة مفيدة في تلك المهمة وفي جهود موازية لإقناع بعض الدول العربية بتوفير التمويل لإدارته.وقد قال انه يدعم تطبيق الشريعة الإسلامية في الصومال وهو تصريح قد يخفف من حدة المعارضة له بين الجماعات الإسلامية على الرغم من أن رؤيته للشريعة لا تشبه الاتجاه الأكثر تشددا الذي يفضله متمردو حركة طالبان بأفغانستان.وانسحب الإثيوبيون لينهوا احتلالا كثيرا ما نظر إليه في واشنطن على أنه جزء من “الحرب ضد الإرهاب” لكنه اعتبر محليا انتهاكا صارخا للسيادة الصومالية.ويقول محللون أن المخاوف بشأن دور إثيوبيا لا تزال قائمة. ولطالما اتهمت إثيوبيا بأنها تفضل وجود حكومة صومالية ضعيفة تستطيع الهيمنة عليها. وتقول إثيوبيا أن العكس صحيح.