غضون
* إذا كان الإرهابيون يصرون على التمسك بالقوة كوسيلة للتعبير عن قناعاتهم فمن واجب الحكومة أن تنزع هذه القوة بقوة مماثلة ، وإذا كان خيارهم إما أن يقتلونا ويضربوا مصالحنا وإما أن يقتلوا فمن واجبنا أن تمنحهم الخيار الثاني كاملاً غير منقوص فقد استطالت هذه المشكلة بسبب مهادنة الإرهابيين، إذ كثر شرهم وزادت تكاليف أفعالهم التي يدفعها المجتمع من أمنه واستقراره ومصالحه الاقتصادية .* وفي الأسابيع الأخيرة أخذت الأخبار الجيدة تتوالى عن سقوط إرهابي تلو إرهابي وتفكيك خلية تلو خلية .. والعجيب أن الإرهابيين الذين كنا نعتقد أنهم سوف يهدؤون ويقلعون عن الإرهاب بمجرد تحولهم إلى تجار وأصحاب مصالح صاروا أشد خطراً من الإرهابيين الذين لا ثروة ولا مزارع لهم. الدولة القوية تتعامل مع الإرهابيين بالأساليب التي يفضلونها ، فالسعودية قمعت القوة بالقوة وكذلك فعلت الكويت وفعلت الأردن ، وحكومتنا ليست ضعيفة بالطبع لكنها لجأت إلى أساليب الحوار وتمكين قادة المتطرفين من بعض المصالح الاقتصادية لعلهم يستقرون ويتخلون عن العنف ، لكن أتضح أن كل ذلك لم يؤثر فيهم بدليل أن الإرهابيين الذين نفذوا عمليات انتحارية والذين يهددون الأمن والاستقرار في أبين وأولئك الذين يطلون علينا من بعض المنابر من وقت إلى آخر يهددون ويتوعدون هم من الذين كانوا يحاورون في السجون وقيل حينها إن الحوار حقق نتائج مدهشة معهم حيث أعلنوا تخليهم عن العنف ولذلك أطلق سراحهم لقد تبين أن تلك كانت كذبة كبيرة خدعنا بها أنفسنا .. وإذ بنا الآن نتحمل تكاليف أخرى لإعادتهم إلى مكانهم في السجن.* هذا الأسبوع كررت وزيرة حقوق الإنسان كلاماً قديماً عن علاقة الإرهاب بالفقر ، وهذا تفسير غير دقيق إذ لو كان الفقر هو سبب الإرهاب لكان لدينا في اليمن عشرة ملايين إرهابي وليس مئتين فقط العملية الانتحارية التي نفذها ذلك الهالك في حضرموت كانت عدتها سيارة صالون حديثة الصنع ومتفجرات وعملية تفخيخ وتخطيط لا تقل تكاليفها عن سبعة ملايين ريال، فهل هؤلاء فقراء أم أغنياء كما أن الجهل ليس سبباً للإرهاب لأن الإرهابيين متفقهون في الدين ويتكلم أحدهم أفضل من كلام الخطيب “ المرصقع” الإرهاب سببه ثقافة معشوشة ثقافة غلو وتطرف وعنف تنضح بها مساجدنا وكتبنا ومناهجنا المدرسية