كالمستجير
كاد يقفز قلبي من بين ضلوعي وإنا اسمع شهقتها وقلت يا الله ربما احد اخبرها خبراً مشؤوماً انها صديقتي التي كانت تحدثني بالهاتف حينما اعتذرت لدقيقة لتحدث شخص مابجوارها وماهي الا دقائق مرت كأنها ساعات لتطمئني صديقتي ان سبب شهقتها هو قراءتها لفاتورة الكهرباء التي تسلمها أخوها للتو فأعطاها إياها لانها هي المسؤوله عن هذا الرقم الخيالي الذي وصل اليه استهلاكهم لهذا الشهر فهدات من روعها وقلت لها ربما هناك خطأ غير مقصود ولكنها لم تهدأ بل زادت ولولتها وهي تقول لي ان السبب انها أقدمت على شراء مكيف صغير بالتقسيط وذلك لتكيف غرفة امها المريضة لان الام لاتطيق حرارة الصيف بسبب مرضها وهي كانت تمني نفسها بقيلولة لطيفة ونوم هادئ في المساء وتحملت حرارة سعر المكيف ولكنها لاتطيق تحمل تسعيرة الكهرباء فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار فترجتني قائله( انا جار بوش شوفي لي مشتري للمكيف):عندما أنهيت مكالمتي مع صديقتي فكرت كيف يمكننا ان نستخدم التقنيات الحديثة كيف يمكننا ان نستمتع بالأجهزة المتطورة اذا كنا نخاف من قراءة فاتورة الكهرباء وفاتورة الهاتف فأما ان تنزل تسعيرة هاتين الخدمتين الى مستوى رواتبنا او ان تصعد رواتبنا الى مستوى تسعيرتهما.فتحت جهاز التلفاز لابعد من هذه الافكار فوجدت المرحوم الفنان عبدالحليم حافظ يردد نار نار نار فعلاً أنها نار الأسعار (( المواد الغذائية)) ونار تسعيرة فواتير الهاتف والكهرباء ونار حرارة الصيف فيمن نستجير اننا فعلاً كالمستجير من الرمضاء بالنار.إصلاح العبد